يجسد محمد علي الحوثي، بشخصيته المغمورة التي وجدت نفسها على حين غفلة حاكمة لليمن، عقب اجتياح المليشيات للعاصمة صنعاء والانقلاب على السلطة الشرعية (سبتمبر 2014م)، حقيقة ميليشيات الحوثي التي حملت السلاح تنفيذاً لأوامر من دفعوا بها إلى الواجهة (إيران)، دون اكتراث باليمن.
حل محمد الحوثي في المرتبة الثالثة على قائمة الـ 40 إرهابياً حوثياً التي أعلنتها السعودية قبل أيام، ورصدت 20 مليون دولار لمن يدلي بأي معلومات تُفضي إلى القبض عليه أو تحديد مكان تواجده.
انضمامه للحرس الثوري
فماذا وراء هذا الشخص الذي انضم إلى الحرس الثوري الإيراني لسنوات قبل أن يعود لليمن ويسجن لفترة طويلة، ومن ثم يبرز دوره عقب الانقلاب كحاكم”، ومهندس “للجان الثورية” التي سيطرت على مفاصل الدولة في تطبيق حرفي للتجربة الإيرانية عقب ثورتها الإسلامية المزعومة.
مثل غيره من قيادات الحوثيين، لا تتوفر معلومات كافية عن نشأته ومراحل حياته باستثناء أنه من مواليد صعدة 1975م وعلى صلة قرابة بزعيم المتمردين، لم يحصل على أي شهادة علمية قبل أن يصبح “رئيسا”، ما جعله هدفا لسخرية اليمنيين.
صنيعة إيران .. سجين سابق
وبحسب المعلومات المتوافرة، عن محمد الحوثي، فإنه تم إيفاده من قبل الحوثيين قبل عام (2004) إلى إيران حيث التحق وتدرب على يد الحرس الثوري الإيراني، إلا أن طبيعة نشاطاته هناك والفترة التي قضاها، تحاط بسرية شديدة. وقد حرص الحوثيون قبل انقلابهم على إبقائه بعيدا عن الأضواء تماما.
اعتقلته السلطات اليمنية بعد عودته من إيران، وزجت به في معتقل الاستخبارات، حيث ظل سجينا هناك لفترة لم يتم التحقق من مدتها، بين الأعوام (2004-2009) وهي فترة حروب #صعدة الست بين المتمردين الحوثيين والسلطة الحاكمة آنذاك، التي تلقت، وفق بعض المصادر، معلومات استخباراتية عن دوره كصلة ربط بين #إيران والحوثيين، وأنه مسؤول الجناح العسكري للمتمردين.
وقد كتب القيادي المنشق عن الحوثيين، علي البخيتي، عن فترة قضاها مع محمد الحوثي في سجن الأمن السياسي بصنعاء عام 2008م.
إلى ذلك، يشير الحوثيون، إلى أن من يكنونه “أبو أحمد” شغل منصب رئيس القطاع العسكري في الجماعة، وكان له دور بارز في انقلابهم على السلطة واجتياح صنعاء، قبل أن تعهد إليه رئاسة اللجنة الثورية.
تكرار تجربة إيران في اليمن
استغل محمد الحوثي، التدريب العسكري الذي تلقاه على يد الحرس الثوري الإيراني، والتجربة هناك لتكرارها في اليمن، وكان له دور بارز في بسط وتثبيت سلطة الحوثيين عقب اجتياح العاصمة صنعاء، بتعيينه رئيسا لما سميت “لجنة الرقابة الثورية”، التي حولها إلى لجان ثورية لاحقا، سيطرت على كل مفاصل الدولة وأجهزتها المدنية والعسكرية على مستوى العاصمة والمحافظات، وباتت تتحكم بمصير اليمن منذ الانقلاب.
استولى الحوثيون على السلطة بشكل كامل عقب إعلانهم الدستوري في 6 فبراير 2015م الذي حلوا بموجبه البرلمان، وعينوا محمد الحوثي رئيسا للجنة الثورية العليا، أي الحاكم الفعلي لليمن.
يهتف بالموت لأمريكا ووالده يحمل جنسيتها
إلى ذلك، كشف الصحافي نبيل الصوفي، المقرب من المخلوع صالح، في وقت سابق، أن والد محمد الحوثي كان يحمل الجنسية الأميركية حتى وفاته (2016)، وتساءل في منشور له إذا كان محمد الحوثي يحمل هذه الجنسية، حيث لديهم في أميركا، كما يقول “شركة صغيرة” هناك، في مفارقة لمن يهتفون ليلا ونهارا “الموت لأمريكا ضمن صرختهم (الخمينية) التي أصبحت شعارا للمليشيات الحوثية.
وتزيد من صعوبة اليمن، الحرب الدائرة في البلاد، منذ خريف 2014، بين القوات الحكومية والمقاومة الشعبية مدعومة بتحالف عربي، من جهة أخرى، وتحالف الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، الذي يسيطر بقوة السلاح على عدد من المحافظات، من جهة أخرى، مخلفة أوضاعًا إنسانية صعبة، فضلًا عن تدهور حاد في اقتصاد البلد الفقير.