أعلنت، اليوم الخميس، منظمة هيومن رايتس ووتش، لحقوق الإنسان، إضراب عشرات المعتقلين عن الطعام احتجاجًا على ظروف احتجازهم في معسكر في عدن، الذي يديره قوات تدعمها دولة الإمارات العربية.
وقالت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسانن إن المعتقلين بدأوا إضرابهم عن الطعام في 21 أكتوبر الماضي، بحسب ما ذكر أقارب للمعتقلين، منددة بـ”سوء معاملة السجناء” في جميع أنحاء اليمن.
والمضربون عن الطعام معتقلون في معسكر “بئر أحمد” التابع لقوات “الحزام الامني” المسؤولة عن أمن المدينة الواقعة في جنوب اليمن.
وقوات الحزام الأمني مدعومة من دولة الامارات العربية المتحدة، المشاركة في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الذي يقوم بعمليات في اليمن ضد المتمردين الحوثيين ودعمًا لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وقالت مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش ساره ليا ويتسن “لا ينبغي للمحتجزين أن يرفضوا الطعام لكي يُعاملوا معاملة إنسانية دون إساءة” مضيفة “على الإمارات ووكلائها اليمنيين التوقف عن إنكار المسؤولية عن سوء المعاملة والتحقيق في الشكاوى واتخاذ إجراءات بشأنها”.
من جهة أخرى، أشارت المنظمة أيضا إلى “حالات تعذيب وإساءة معاملة محتجزين” في مناطق تابعة للمتمردين الحوثيين وحلفائهم من أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، مشيرة إلى أنه “في الجزء الشمالي من البلاد، احتجزت قوات الحوثيين-صالح الناشطين الصحافيين والطلاب وأتباع البهائية وعذبت المحتجزين”.
وتابعت المنظمة أن “جماعات حقوقية يمنية تحدثت عن مئات حالات الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري على يد الحوثيين وقوات صالح، بما في ذلك في صنعاء والحديدة وإب وغيرها من المحافظات الخاضعة لسيطرة هذه القوات”.
وناشدت المنظمة “أطراف النزاع المسلح في اليمن معاملة المحتجزين معاملة إنسانية، وإطلاق سراح المحتجزين
تعسفيا، وضمان تواصلهم مع المحامين وأفراد أسرهم”.
وتزيد من صعوبة اليمن، الحرب الدائرة في البلاد، منذ خريف 2014، بين القوات الحكومية والمقاومة الشعبية مدعومة بتحالف عربي، من جهة أخرى، وتحالف الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، الذي يسيطر بقوة السلاح على عدد من المحافظات، من جهة أخرى، مخلفة أوضاعًا إنسانية صعبة، فضلًا عن تدهور حاد في اقتصاد البلد الفقير، كما خلّف النزاع اليمني أكثر من 8650 قتيلًا وأكثر من 58 الف جريح وتسبّب بأزمة إنسانية حادة، بحسب منظمة الصحة العالمية.