اختتمت اللجنة الوزارية اليمنية – الجيبوتية المشتركة، دورتها السادسة في جيبوتي، برئاسة وزير الخارجية وشئون المغتربين الدكتور أحمد بن مبارك، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الجيبوتي، محمود يوسف.
وعبرت اللجنة في بيانها الختامي، عن ارتياحها للمستوى المتميز للعلاقات الثنائية بين البلدين، وأكد الجانبان على عزم قيادتي وحكومتي البلدين على تطويرها بما يتوافق مع المصالح والمنافع المشتركة..مشيدين بروح التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين في كافة المحافل الدولية.
وأكد الجانب الجيبوتي على الموقف الثابت الداعم للشرعية الدستورية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، ولكافة الجهود المبذولة من أجل تحقيق السلام العادل والشامل المبني على المرجعيات الثلاث المتفق عليها، والمتمثلة في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي مقدمتها القرار رقم 2216، وبما يكفل امن ووحدة واستقرار اليمن.
وعبر الجانبان عن إدانتهما واستنكارهما لممارسات المليشيا الحوثية الإرهابية والمتمثلة باستهداف المدنيين والبنية التحتية وإتباع سياسة القمع وتجنيد واستخدام الأطفال وإثارة العنف على أساس طائفي وعنصري وزراعة الألغام بصورة عشوائية وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها ومهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر باستخدام القوارب المسيرة والألغام البحرية.
كما ادان البيان الختامي، الهجمات على المدنيين والأعيان المدنية في المملكة العربية والسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة..مؤكداً أن ذلك يعد انتهاكاً جسيماً لكافة القوانين الدولية، وتهديداً حقيقياً للمنشآت المدنية الحيوية وإمدادات الطاقة، وتشكل تهديداً للسلم والأمن الإقليميين وتقوض الأمن القومي العربي و الأمن والسلم الدوليين.
وطالب الجانبان باتخاذ المجتمع الدولي إجراءات فورية وحاسمة لردع مليشيا الحوثي الارهابية وإجبارها على التوقف عن أعمالها الإجرامية المتكررة في اليمن والمنطقة، ودعوة مجلس الأمن الدولي للإطلاع بمهامه وممارسة الضغط على المليشيا الحوثية المدعومة إيرانياً للجنوح إلى السلام، ووقف التصعيد والإمتثال للحوار وصولاً إلى التسوية السياسية الشاملة وفق المرجعيات الثلاث المتفق عليها.
وأشاد الجانبان بالقرارات الصادرة عن جامعة الدول العربية حول مطالبة كافة الدول بتصنيف المليشيا الحوثية كجماعة إرهابية، وفي هذا الصدد رحب الجانبان بقرار الاتحاد الأوروبي الذي قضى بإدراج جماعة الحوثي ضمن الجماعات الخاضعة للعقوبات وذلك لتهديدها السلام والأمن والاستقرار، وبقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2624 الذي صنف الميليشيا الحوثية لأول مرة كجماعة إرهابية وإدراجها في قائمة عقوبات مجلس الأمن رداً على الانتهاكات الواسعة التي ارتكبتها.
وعبّر الطرفان عن القلق البالغ من التهديد الخطير للبيئة والحياة البحرية وخطوط الملاحة الدولية، الذي يشكله الخزان العائم صافر، بسبب تعنت المليشيا الحوثية ومساوماتها المستمرة، ودعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته ومنع هذه الكارثة الوشيكة.
وعبّر الجانبان عن ارتياحهما لإعادة التوقيع على عدد من البرامج التنفيذية و بروتوكولات التعاون، في مجالات الأمن والصحة والصناعة والشباب والرياضة والتربية والتعليم العالي، بالإضافة الى التوقيع لأول مرة على مذكرة تفاهم لإنشاء آلية للتشاور السياسي، و بما يعزز العلاقات والتعاون المشترك بين البلدين.
كما أشاد البيان بموقف جمهورية جيبوتي حكومة وشعباً على التسهيلات التي تقدمها للجالية اليمنية في ظل الظروف التي تمر بها اليمن.
وكان، أعمال الدورة السادسة للجنة الوزارية اليمنية-الجيبوتية المشتركة قد انعقدت برئاسة وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور أحمد عوض بن مبارك، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الجيبوتي محمود علي يوسف.
وأشار بن مبارك، الى أن انعقاد اللجنة يأتي تنفيذاً لتوجيهات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية، وأخيه فخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله رئيس الجمهورية الجيبوتية، للدفع بعلاقات البلدين الى آفاق أرحب في شتى المجالات، وإعمالاً لاتفاقيات التعاون بين البلدين..مؤكداً أن انعقاد اللجنة الوزارية المشتركة، يمثل خطوة هامة نحو تعزيز العلاقات، والدفع بها قُدماً نحو مستويات جديدة، وبما ينسجم مع العلاقات التاريخية والإستراتيجية التي تجمع البلدين، وفي إطار مواكبة التطورات الإقليمية و الدولية في كافة الأصعدة.
واستعرض بن مبارك، مستجدات الأوضاع في بلادنا..مشيراً الى أن الحكومة اليمنية رحبت بكافة المبادرات الإقليمية والدولية الداعية للسلام، والجهود الهادفة لوقف إطلاق النار، وفق المرجعيات المتفق عليها، وقدمت العديد من التنازلات سعياً منها في إنهاء معاناة الشعب اليمني، والبدء في بناء اليمن الجديد الذي يضمن لكافة أبناءه الأمن والاستقرار والحياة الكريمة والمواطنة المتساوية..لافتاً الى أن كل ذلك لم ينجح في كبح جماح مليشيا تؤمن بالاصطفاء و الحق الإلهي في الحكم، وتنتهج من الحروب طريقة وحيدة لتحقيق أطماعها، حيث رفضت المليشيات كل المبادرات وما زالت حتى يومنا هذا تصر على إراقة الدم اليمني، نتيجة حصولها على الدعم اللامحدود من نظام مارق يستمر في تهريب الأسلحة الفتاكة إليها ويدفعها للاستمرار في تطرفها وإرهابها، الذي لم يطال المدنيين والأعيان المدنية في اليمن ودول الجوار فحسب، بل استهدف حتى مخيمات النازحين الذين فروا من بطشها، بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
من جهته عبر وزير الدولة للشئون الخارجية والتعاون الدولي الجيبوتي، عن تطلع الحكومة والشعب الجيبوتي الى إحداث تطور نوعي في مستوي العلاقات الثنائية بين البلدين وبما يتناسب مع عراقة الوشائج والأواصر المشتركة التى تجمع الشعبين الشقيقين..مجدداً التأكيد على موقف جمهورية جيبوتي الثابت الداعم للشرعية الدستورية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، ولكافة الجهود المبذولة من أجل تحقيق السلام العادل والشامل المبني على المرجعيات الثلاث المتفق عليها، والمتمثلة في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي مقدمتها القرار رقم 2216، وبما يكفل امن ووحدة واستقرار اليمن.
وجرى في ختام أعمال اللجنة، التوقيع من قبل وزيري خارجية البلدين لاول مرة على مذكرة تفاهم لإنشاء آلية للتشاور السياسي، بالإضافة للتوقيع على ستة برامج تنفيذية لاتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات الأمن والشباب والرياضة والتربية والتعليم، والصناعة، والصحة، والتعليم العالي.
و صدر عن الدورة بيان مشترك، أكد فيه الجانبان أهمية تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين وتجسيدها على ارض الواقع بمايترجم أهداف الشراكة المنشودة وينمي المصلحة والمنفعة المشتركة للبلدين الشقيقين.
حضر اجتماعات اللجنة الوزارية نائب وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نزار باصهيب، و سفير بلادنا لدى جيبوتي عبدالله السقطري، ومستشار وزير الخارجية لشؤون الديوان العام السفير جمال عوض، ومسؤول ملف الوطن العربي بمكتب وزير الخارجية السكرتير أول محمد بعكر، والملحق مسؤول المراسم احمد الجومري، كما حضرها من الجانب الجيبوتي وزير التربية والتكوين المهني مصطفى محمود، وامين عام وزارة الخارجية السفير محمد علي حسن، ورئيس الدائرة العربية محمد دعاليه، و سفير جمهورية جيبوتي لدى بلادنا محمد عيسى.