المليشيات الحوثية تواصل جرائمها المروّعة في حق المواطنين وتستهدف قطاع المساعدات الإنسانية، مُخلِّفةً وراءها حالة إنسانية شديدة البؤس.
مسؤول رفيع المستوى في الأمم المتحدة قال إنّ وضع المساعدات في مناطق سيطرة الحوثي وصل حد الانهيار.
وأضاف أنّ تعطيل الحوثيين للمساعدات الإنسانية أعاق العديد من البرامج التي تمد السكان الذين يتضورون جوعًا بالمواد الغذائية، وتساعد النازحين الذين فرُّوا من ديارهم بسبب الحرب المتواصلة منذ ما يقرب من 6 سنوات.
وأكد المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن هويته،أن أكثر من مليوني مستفيد تأثروا بشكل مباشر.
في الوقت نفسه، قالت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية إنّ مليشيا الحوثي الإرهابية عرقلت نصف مساعدات الأمم المتحدة لليمن.
وأضاف الوكالة في تقرير، أنَّ المنظمات الإنسانية رفضت شروط الحوثي لتوزيع المساعدات في مناطقها, وأكدت أنّ عرقلة الحوثي للمساعدات حرمت اليمنيين من برامج إنسانية هامة.
وكشف الوكالة أنّ مليشيا الحوثي استولت على المساعدات الأممية وتقوم بتحويلها لأنصارها فقط، وأشارت إلى اختفاء ثلث الأموال التي أرسلت العام الماضي إلى مناطق الحوثيين كمساعدات.
وأوضحت أنّ مليشيا الحوثي تلاعبت في مساعدات أممية بعضها مخصص للرواتب والإدارة، ولفتت إلى أنّ عرقلة المليشيات الحوثية حرمت أكثر من مليوني يمني من المساعدات.
وعلى مدار السنوات الماضية، ارتكبت المليشيات الحوثية الكثير من الجرائم والانتهاكات التي أعاقت توزيع المساعدات الدولية وهو ما أدّى إلى إقدام العديد من الأطراف إلى التحذير بتعليق هذه المساعدات التي لم تسلم من النهب والسطو الحوثي.
وقبل أيام، أقدمت المليشيات الحوثية في مديرية نهم شرقي محافظة صنعاء، على نهب مخيم الخانق للنازحين، وهو أكبر مخيم يمني، بعد أن فر منه النازحون جراء المواجهات التي دارت في المناطق القريبة من المخيم.
وقالت مصادر إغاثية إنّ المليشيات الحوثية نقلت الخيام والمواد الإيوائية التابعة للمخيم، على متن شاحنات إلى مناطق في بني حشيش والحتارش في صنعاء.
والهجمات التي شنتها مليشيا الحوثي على مخيمات النزوح بمأرب ونهم في محافظة صنعاء كانت قد أجبرت النازحين على مغادرة تلك المخيمات على النزوح مجددًا فرارًا من نيران القصف المتعمد.
وأضافت المصادر أنّ الأحداث الأخيرة تسببت بنزوح أكثر من 3500 أسرة من مديرية مجزر بمأرب في حين نزحت 400 عائلة من مديرية نهم و1500 عائلة من مخيم الخانق في نهم.
ومطلع الأسبوع الجاري، أعلنت الأمم المتحدة أنّ تصاعد المواجهات المسلحة في عديد مناطق بمحافظات مأرب والجوف وصنعاء، منذ منتصف يناير الماضي، أجبر ما لا يقل عن 4700 أسرة على الفرار.
وقالت منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن ليز جراندي، في بيان، إنّ الشركاء قدموا في المجال الإنساني الغذاء الطارئ، ومستلزمات النظافة، ومواد الإيواء، والمياه المنقذة للحياة، وخدمات التغذية والحماية للأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة في تلك المناطق.
وأضافت أنّ اليمن يعد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج حوالى 80% من السكان إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية، مُحذِّرةً من أنّ 10 ملايين يمني على بعد خطوة من المجاعة، و7 ملايين شخص يعانون من سوء التغذية.