قدم التحالف العربي بقيادة السعودية، الأربعاء، زوارق بحرية لقوات محلية يمنية في محافظة المهرة، المرتبطة بحدود برية مع سلطنة عُمان، في أقصى شرقي البلاد.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، أن محافظ المهرة، راجح باكريت، سلم مصلحة قوات خفر السواحل بالمحافظة زوارق بحرية مقدمة من تحالف دعم الشرعية، بحضور قائد التحالف في المحافظة،العميد الركن متعب السلمي.
وقال باكريت، إن هذا الدعم “سيسهم بشكل كبير في رفع مستوى الأداء لمصلحة خفر السواحل”.
وتشهد اليمن منذ أكثر من خمس سنوات حربا عنيفة أدت إلى خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80 في المئة من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفع الصراع الملايين من اليمنيين إلى حافة المجاعة.
وتقول الأمم المتحدة إن الصراع اليمني أدى إلى مقتل وجرح 70 ألف شخص، فيما قدرت تقارير حقوقية سابقة أن النزاع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 100 ألف يمني.
ويزيد من تعقيدات النزاع أن له امتدادات إقليمية، فمنذ مارس 2015 ينفذ تحالف عربي، بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن، دعمًا للقوات الحكومية الشرعية، في مواجهة الحوثيين، المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.
ويصعّد المتمرّدون الحوثيون هجماتهم في عدة جبهات قتال في اليمن، تزامنا مع حراك دولي تجري فيه الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة مشاورات لبلورة رؤية جديدة للحل في اليمن سيتم تبنيها بقرار ملزم في مجلس الأمن الدولي عند اكتمال التوافق حول ملامحها الرئيسية.
ويسعى الحوثيون للظهور كقوة رئيسية في المشهد اليمني من خلال التصعيد العسكري في جبهات نهم وصرواح والجوف والبيضاء، ويحاولون إرسال رسالة إلى المجتمع الدولي تفيد بأن ميليشياتهم على الأرض ما زالت قادرة على عكس نتائج خمس سنوات من الحرب في شمال اليمن.
ويرى متابعون أن المكاسب الفعلية التي حقّقها فرقاء الصراع اليمني على الأرض هي ما سيحدّد أدوارهم المستقبلية وأوزانهم في عملية السلام التي بدأ المجتمع الدولي يدفع باتجاهها، وذلك ما يفسّر التصعيد العسكري الجاري في عدد من جبهات القتال، حيث يأمل كلّ طرف في تدعيم مكاسبه وإثراء أوراقه في المفاوضات القادمة التي قد تكون ملزمة بموجب قرار أممي.