يستند قادة وأبطال القوات المسلحة معركتهم ضد مليشيا الحوثي الأداة الإيرانية في اليمن على عقيدة وطنية خالصة تقوم على الولاء الوطني والهوية اليمنية العروبية وتاريخ ممتد لعقود من التضحيات والبطولات في مواجهة المشروع الإيراني والمخططات الخمينية المتربصة باليمن والجوار الخليجي والمنطقة العربية بأسرها.
هذا الجيل العسكري خاض معارك متلاحقة ضد أطماع التوسع الإيراني نحو العواصم العربية، ويشكل امتداداً وطنياً لنضالات طويلة خاضها الجيش اليمني ضد مشاريع الملالي وأدواتها في اليمن والمنطقة.
ويقف على رأس “القوات المسلحة” ضباطاً أشاوساً أفنوا أعمارهم أو يكادون في قلب المعارك وجهاً لوجه مع عناصر الخميني وأدواته، ولا يزالون يرابطون بثبات في ميادين النضال والفداء.
هذا التاريخ النضالي تعود بعض بداياته من المشاركة الفاعلة إلى جانب العراق في حربها ضد إيران خلال الثمانينات الماضية، حيث شاركت اليمن في تلك الحرب التي حظيت بدعم وتمويل من دول خليجية بالسلاح والمال، ومشاركة عربية أبرزها مصر والسودان، وكانت اليمن من بين الدول التي أرسلت كتائب عسكرية للمشاركة في تلك المعركة.
شاركت قوات الواجب اليمنية التي تضم اللواء الرابع عروبة ولواء المجد، في الدفاع عن البصرة وكسر الهجمات الإيرانية وإفشال محاولات السيطرة على الأراضي العراقية.
وسطرت القوات اليمنية بطولات متميزة حظيت حينها بتقدير وإشادة القيادة العراقية، واستشهد في تلك الأراضي ما يربو عن 53 ضابطاً وجندياً من الأبطال في الجيش اليمني.
تلك الكتائب العسكرية كانت تضم نخبة من الضباط والأفراد الذين تربعوا لاحقاَ مناصب قيادية أو قادوا المعارك ضد الأدوات الإيرانية في اليمن.
من بين أولئك الضباط وزير الدفاع الفريق الركن محمد على المقدشي، والمفتش العام للقوات المسلحة اللواء الركن عادل القميري، وعدد من القادة الذين يشغلون مناصب هيئات ودوائر وزارة الدفاع والمناطق والمحاور والوحدات العسكرية، ويستمرون في بذل التضحيات الغالية في سبيل الدفاع عن المصائر العربية الواحدة والمصالح المشتركة لدرء التهديدات الإيرانية.
حروب صعدة بجولاتها الست التي خاضها نظام الرئيس السابق على عبدالله صالح ضد المليشيا الحوثية في محافظة صعدة وأطراف حجة وعمران(2004-2009) شارك القادة عينهم في قيادة تلك المعارك وكانوا في مقدمة الصفوف، وبعضهم تعرض للإصابة في المواجهات.
ومع بداية تمدد المليشيا الحوثية نحو عمران والجوف والزحف نحو العاصمة صنعاء، وقفت الكتلة الوطنية العسكرية في طريق المليشيا، وبعد سقوط صنعاء في يد المليشيا المتمردة هرول القادة والضباط نحو دعم تشكيل المقاومة الشعبية ضد الحوثي في مأرب وتعز وغيرها من المحافظات، ثم انخرطت في صفوف الشرعية وحملت على عاتقها مهام إعادة بناء المؤسسة العسكرية “الجيش الوطني” وخوض معركة استعادة الشرعية والدولة وتحرير الوطن من مليشيا التمرد والإرهاب بدعم ومشاركة من الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، وامتزجت التضحيات واختلطت الدماء في هذه المعركة الدفاعية العربية.
هذا الجيل النضالي لا يزال هو الأكثر وعياً وإدراكاً لخطر المشروع الإيراني، الأكثر إخلاصاً للقضية اليمنية والعربية، ووجوب استعادة أمن واستقرار اليمن والمنطقة الذي يرتكز على بناء دولة يمنية مستقرة، ولن يأتي إلا ببناء جيش وطني وأمن قوي وقادر على حسم المعركة والحفاظ على المكتسبات الثوابت الوطنية وتحقيق الأمن القومي العربي والإقليمي.
هذه العقيدة الثابتة تتعزز مع احتدام المعركة مع المشروع الإيراني ومساعي إسقاط العاصمة صنعاء بيد ملالي طهران، وأصبحت المعركة أكثر من كونها قضية يمنية عادلة وحق مشروع بل قضية عروبية راسخة في أذهان الشعب اليمني والشعوب العربية رغم ما يجري من محاولات التشويش والتضليل والادعاءات لخلط الأوراق ونشر الالتباسات والإرباكات لتفكيك وحدة الهدف والمصير وزرع الشقوق كي يتمكن الأعداء من التسلل عبرها لتحقيق أطماعهم.
وإن الاصطفاف العربي الذي تجسد في عاصفة الحزم كفيل بإزالة تلك العتمة الكهنوتية وغياب الرؤية التي تعمل آلات وأدوات العدو على نشرها، وستظل هذه الكتلة متماسكة في وجه التحديات وحملات التشويه.