تعيش العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المجاورة لها – منذ بروز ما يسمى بالمجلس الانتقالي – حمام دم مستمر ومتواصل وحالات قتل وسحل واعتداءات واعتقالات تقوم بها مليشيا وعناصر هذا المجلس الانقلابي المدعومة إماراتياً والمنضوي تحتها عدد كبير من عناصر القاعدة وداعش.
مليشيا الانتقالي ارتكبت بدعم إماراتي سخي بالسلاح والمال جرائم حرب وانتهاكات كبيرة بحق المدنيين من أبناء الشمال ومن أبناء محافظتي أبين وشبوة وشخصيات وقيادات عسكرية ومدنية موالية للحكومة الشرعية اذ قامت المليشيا بتهجير البسطاء بشكل جماعي كما عملت عناصر داعش في العراق وسوريا، كما قامت مليشيا الانتقالي خلال الايام الماضية باقتحام البيوت واختطاف المدنيين واعتقالهم في حملات مداهمات واسعة انتقامية طالت الآلاف من الموالين للحكومة الشرعية وممن تصنفهم بالمعارضين لها وقتلت العشرات من الجرحى والاسرى في المستشفيات والسجون تماما كما فعلت داعش .
المصادر أكدت أن حملات الاعتقال المداهمة طالت المنتميين إلى المحافظات الشمالية كافة، إلى جانب العشرات من المنتميين إلى محافظتي شبوة وأبين .
وقدرت المصادر أن عناصر «الانتقالي» أقدموا على اعتقال 400 شخص في يوم واحد فقط، في أحياء كريتر وخور مكسر والشيخ عثمان والمنصورة ودار سعد، وسط انتهاكات تعرض لها المعتقلون، وصلت إلى حد التصفية الجسدية.
وقد نشرت وسائل الإعلام قائمة بأسماء الشخصيات والأفراد والأسر التي تم مداهمتها وقتل أفرادها او اختطافهم من ذلك عمليات المداهمة التي نفذتها عناصر الانتقالي الانقلابية الإرهابية مداهمة منزل قائد قوات الأمن الخاصة بعدن، العميد ناصر سريع العنبوري، بمنطقة العريش في مديرية خورمكسر، وقتلت اثنين من أفراد أسرته، فيما نُقل سبعة آخرون للمشافي جراء إصابتهم بجروح تنوعت بين البليغة والمتوسطة.
كما داهمت مليشيا الانتقالي الانقلابية منزل قائد المنطقة الأمنية الثامنة بالعاصمة المؤقتة عدن، العقيد أيمن عسكر، وقتلت عدداً من أفراد حراسته، قبل أن يقوموا باقتحام المنزل، ونهبه، والعبث بمحتوياته.
وداهمت منزل قائد قوات الأمن الخاصة بإقليم عدن، العقيد سليمان الزامكي، واغتالت شقيقه عارف الزامكي وإصابة عددٍ من أفراد حراسته ونهبت محتوياته قبل أن تقوم بإحراقه.
كما داهمت عدد من المتاجر والفنادق منها فندق المعلا بلازا واختطفت كل من فهد المشبق مدير عام مديرية المعلا، ولخضر العبد.
إعدامات بالهوية
وعن الإعدامات الميدانية الارهابية الوحشية التي قامت بها مليشيا الانتقالي الارهابية أكدت مصادر منظماتية وحقوقية وعسكرية وميدانية أن هناك عمليات إعدام كثيرة في عدد من الأحياء في عدن وأبين لم يتم الحصول على إحصائية كاملة.
وبحسب مصادر حقوقية فإن مليشيا الانتقالي الانقلابية أعدمت أربعة أسرى في حي الصرح بمدينة زنجبار في محافظة أبين، بعد أن قتلوا جرحى سقطوا بالقصف الجوي الإماراتي كانوا يتلقون العلاج بمستشفى المدينة كما صفت مليشيا المجلس الانتقالي جنودا جرحى كانوا يتلقون العلاج بمستشفى الرازي بمدينة جعار .
وفي مناظر بشعة ومقززة تنبئ عن فكر تنظيم داعش الارهابي، أقدمت مليشيا المجلس الانتقالي على تصفية الجرحى بالذبح بالسكاكين، وإطلاق الرصاص على الجثث والتمثيل بها.
عمليات مروعة وجرائم حرب
الجرائم والاعمال الارهابية التي ارتكبتها مليشيا الانتقالي رصدتها عدد من المراكز الحقوقية العربية والدولية حيث أشار المرصد اليمني الأمريكي لحقوق الإنسان في بيانه إلى إن جرائم مليشيا ما يسمى بالانتقالي المتمردة المدعومة من الإمارات شملت قتل 289حالة المئات وإخفاء الجثث بمقابر جماعية واختطاف مدنيين وتعذيب وحشي وقنص وإجهاض عشرات النساء.
كما وثق المرصد اليمني الأمريكي لحقوق الإنسان عمليات تهجير قسري وتجنيد أطفال وأفارقه ونهب ممتلكات عامة وخاصة وتدميرها من قبل مليشيا ما يسمى بالانتقالي المدعومة من الإمارات.
وذكر المرصد اليمني الأمريكي لحقوق الإنساني: انه تم رصد إعدام وتصفية جنود جرحى وأسرى بجعار وزنجبار في أبين على يد مليشيا ما يسمى بالانتقالي بحضور ضباط إماراتيين لأكثر من ٢٤١ حالة.
أما المرصد الأورومتوسطي لحقوق الانسان والذي مقره جنيف فقد عبر عن صدمته إزاء عمليات القتل والإعدامات الميدانية مؤكدًا في البيان عن بالغ قلقة جراء تصاعد عمليات الاعتقالات والدهم لمنازل المدنيين في مختلف أحياء عدن، إذ تشير المعلومات التي جمعها إلى أن عدد المعتقلين خلال يوم واحد (الجمعة 30 أغسطس/آب) وصل إلى 400 شخص.
وأوضح المرصد الحقوقي الدولي أنّ قوات الحزام الأمني المدعومة إماراتياً تستهدف في حملات الاعتقال والدهم العسكريين والمدنيين المنتمين إلى المحافظات الشمالية كافة، إلى جانب العشرات من المنتمين إلى محافظتي شبوة وأبين.
وعن إعدامات الجرحى والأسرى ذكر المرصد الأورومتوسطي في بيانه توثّيق إفادات لشهود عيان أفادوا أنه في 28 أغسطس/أب 2019 أعدمت قوات الحزام الأمني أربعة أسرى داخل مستشفى في حي الصرح بمدينة زنجبار مركز محافظة أبين، بعد أن أصيبوا بغارة لسلاح الجو الإماراتي على أحد مواقعهم في المدينة.
وفي نفس اليوم تم الاجهاز على جنود جرحى من القوات الجيش الوطني الحكومي كانوا يتلقون العلاج بمستشفى الرازي بمدينة جعار التي شهدت معارك عنيفة بين قوات الطرفين.
أعمال إرهابية داعشية
الأعمال الوحشية الارهابية أثارت غضب اليمنيين حكومة وشعبا كما أغضبت العالم العربي والاوروبي والغربي وحظيت باستهجان وإدانات شديدة وخصص لها مجلس الوزراء جلسة خاصة ناقش فيها الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الانتقالي الانقلابية ووصفها بالإرهابية واستنكر المجلس هذه الجرائم والممارسات الإرهابية التي مارستها المليشيا المدعومة من الإمارات عقب قصف الطيران الإماراتي الجيش الوطني .
وأدان مجلس الوزراء الاعدامات الميدانية للأسرى وتصفيات الجرحى في المستشفيات ومداهمة المنازل وقتل للأفراد أمام ذويهم والاختطافات التي قامت بها مليشيا ما يسمى الانتقالي المدعومة من الإمارات بدوافع سياسية .
وزارة حقوق الانسان في بيان لها كشفت عن قيام مليشيا الانتقالي المدعوم إماراتيا، بقتل وإصابة نحو ٣٠٠ مدنيا بينهم نساء وأطفال بمحافظتي عدن وأبين خلال عمليات المطاردة والمداهمات للمنازل في المحافظتين .
وقالت الوزارة في بيان لها إن من تم تصفيتهم في المستشفيات بلغ ١١ جنديا جريحا وأضافت الوزارة انها تلقت فيديوهات وصور لمشاهد إعدامات وتعذيب وتصفيات واهنات ارتكبتها مليشيا الانتقالي لأسرى جنود وجميعها انتهاكات صريحة للقانون الدولي الانساني والقانون الدولي لحقوق الانسان.
واستنكرت وزارة حقوق الإنسان الممارسات الانتقامية وجرائم مليشيا ما يسمى بالمجلس الانتقالي المدعومة اماراتيا، بحق المواطنين في عدن وأبين.. محملة مليشيا الانتقالي مسؤولية الجرائم الدموية والتي شملت تصفيات وإعدامات خارج إطار القانون بحق المدنيين والاسرى والمختطفين والجرحى في المستشفيات على أساس مناطقي.
وزارة حقوق الإنسان دعت اللجنة الوطنية للتحقيق في هذه الانتهاكات وتحديد المسؤولية لتقديم مرتكبيها للقضاء.. كما دعت منظمات الأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الانسان لممارسة مزيد من الضغط بكل الوسائل لردع المليشيا المتمردة.
أما الناشطون والسياسيون والكتاب والصحفيون العرب واليمنيون والخليجيون فقد استنكروا جرائم مليشيا الانتقالي المدعوم إماراتيا في مختلف منابر الإعلام وتداولوا على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو تظهر الجرائم البشعة وأعمال التنكيل التي مارستها مليشيا الانتقالي وهي تقوم بتصفيات وإعدامات جماعية بحق أفراد الجيش الوطني في عدن وأبين .
وتظهر الصور ومقاطع الفيديو تصفيات مليشيا الانتقالي بالجملة لجرحى القوات الحكومية الذين أصيبوا بغارات الطيران الإماراتي في نقطة العلم شرقي عدن وداخل مستشفيات أبين وعدن.
وخلصت مساجلات وتغريدات وكتابات الناشطين والكتاب اليمنيين والعرب إلى ان الأحداث الأخيرة التي شهدتها عدن وأبين أظهرت الكثير من الحقائق وأجابت عن كثير من الأسئلة فقد أظهرت إن سكين مليشيا الإنتقالي هي نفسها سكين داعش وهي نفسها التي ذبحت الجنود في 2012 في دوفس وزنجبار والمكلا وهي نفسها التي رأها العالم مخضبة بالدم وهي تفصل رأس يمني في أبين عن جسده، وان العناصر هي نفسها التي اقتحمت المستشفيات وأجهزت على الجرحى وهي نفس العناصر التي داست بجزمتها الغليظة على وجه جريح من ابين قد اشتعل الشيب في لحيته ورأسه، ثم اجْهزوا عليه وهم يتلفظون بعبارات منحطة تستهدف الشرف والعرض والكرامة تشبه تماما عبارات القاعدة وداعش .
كشفت الاحداث ان عناصر الانتقالي الانقلابية هي نفسها عناصر أنصار الشريعة والقاعدة وداعش وان الإمارات هي راعي الإرهاب في اليمن والممول له والمحركة لهذه العناصر .
واتفق كثير من المحللين والمتابعين التغريدات والآراء إلى أنه إذا كانت الأحداث التي حصلت خلال الأيام الماضية كشفت لنا حقيقة الإمارات والانتقالي وحقيقة نوع العناصر المنضوية تحت هذه الاحزمة والنخب وحقيقة أين تذهب عناصر القاعدة وتختفي في مختلف الحروب والمواجهات التي يخوضها الجيش فان الأحداث القادمة ستثبت صحة ما ذكر انفا .
فقد حذر سياسيون منهم الدكتور والسفير في لندن ياسين سعيد نعمان من ان الإمارات ومليشيا الانتقالي سينتقلون خلال هذا الاسبوع من المواجهة المباشرة إلى تفجير الأسواق والمساجد والحدائق والمدارس والطرقات وستنشر خلايا القاعدة الانتقالي في الحارات والشوارع ومن المحتمل ان هناك سيارات مفخخة و”مترات “كل ذلك لمحاولة إقناع العالم إن الإمارات تحارب الارهاب والارهابيين وهي أساس الارهاب ومظلته .لذا فان ما قبل كسر شوكة الانتقالي والإمارات ليس كما هو بعده، وعلى الجميع اليقظة والحذر، فالمعركة بدأت ولم تنته بعد.