سبتمبر نت
تواصل ما تعرف بقوات الحزام الأمني والمجلس الانتقالي الجنوبي انهياراتها وانسحابها من مواقعها, وتسليمها للمعسكرات ومؤسسات الدولة, التي سيطرت عليها بدعم إماراتي, التي تعد شريكة في التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن, وهو ما اعتبره مراقبون للشأن اليمني, أنه خروج عن أهداف التحالف الذي تقوده السعودية, ويخدم مليشيا الحوثيين التي تنفذ انقلاباً على الدولة بدعم هو الآخر من دولة إيران.
الانهيارات المتسارعة, التي بدأت في محافظة شبوة شرق البلاد الأسبوع الماضي, لتتواصل في محافظتي أبين وعدن, والتي كانت قد سيطرت عليها مليشيا الانتقالي في منتصف أغسطس الجاري, تزامن معها حضور حكومي ممثلاً برئيس الوزراء معين عبدالملك, وأعضاء الحكومة ومنهم وزير الداخلية أحمد الميسري, الذي ظهر في أكثر من تسجيل وتصريح يشير إلى أن المعركة مستمرة حتى الرضوخ الكامل للدولة وإدماج التشكيلات الأمنية والعسكرية في إطارها.
قوبل ذلك بحالة ذهول غير متوقعة وتفسيرات غير منطقية لما يحدث من قبل قيادات مليشيا الحوثيين, التي تناغمت مع تمرد المجلس الانتقالي في عدن والمحافظات الجنوبية في البداية, إذ أرادت من خلاله فرض أمر واقع والتفاوض على أساس مناطقي “شمال جنوب” مع تحريك جبهات قتالية لكسب انتصارات ميدانية على الجيش الوطني, الذي ظنت أنه حشر في الزاوية.
أفصح عن ذلك القيادي في المليشيا محمد البخيتي لبعض الوسائل الإعلامية, مطلقاً على الانتقالي الجنوبي, بهضبة الجنوب, ويقصد مناطق في محافظتي الضالع ولحج, ينتمي لها قيادات المجلس, وفسر ما يحصل بأنه استهداف لهذه المحافظات لوطنيتها كما استهدفت هضبة الشمال حسب وصفه, وهي محافظات شمال الشمال معززا من فكرة أن التحركات الحكومية الأخيرة كانت مؤلمة للمليشيا فرهانها انتهى ببقاء التمرد الجهوي في عدن, إذ فقدت معادلا تبرر فيه بقاء مشروعها الانقلابي.
شيء آخر يمكن قراءته من ردة الفعل الحوثية بأن التحركات الأخيرة للجيش الوطني واستعادته لزمام المبادرة, يدل على أن المعركة مع انقلابها ستكون حاسمة ونهائية هذه المرة, خصوصاً إذا فشلت المساعي الأممية, التي تعلق هي الأخرى آمالاً عليها, لتبقى الجبهات دون أي تقدم, كما هو الحاصل في معركة الحديدة, التي وقف الجيش عند مشارفها منذ أشهر, فالشرعية أصبح موقفها الميداني أكثر قوة, للالتفاف الشعبي الذي سيساعدها على المضي في تحقيق هدف استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب بمساعدة التحالف.
عوامل أخرى ستساعد على حسم المعركة بأن المعارك البينية ستنتهي والتي كانت مليشيا الحوثيين تعول عليها, فدمج التشكيلات الأمنية والعسكرية يعمل على أن تتخلص الشرعية من أي تهديدات داخلية, حدت من تحركاتها, وقوضت المؤسسات في الفترة الماضية, وهو ما بدأت فيه بعد استعادتها لمحافظة شبوة, وأصبحت المملكة العربية السعودية تدرك ذلك أيضا, لأنها تريد إنهاء كل الملفات العالقة وبأقرب الطرق, وهو طريق الشرعية الذي لا بد أن تعمل على منحها عوامل القوة, بدلاً عن بقائها ضعيفة, وهو ما سيسمح بنشوء كيانات ستؤثر على سير المعركة, وعلى أمن المملكة بدرجة سواء, إذا سمح لها بالتمدد وفرض أجندتها التي هي بعيدة عن أهداف المملكة في اليمن.