رويترز
قال سكان ومسؤولون إن الانفصاليين الجنوبيين سيطروا على معظم قواعد الحكومة اليمنية الأمنية والعسكرية قرب ميناء عدن يوم الثلاثاء بعدما عرقلت اشتباكات بين الطرفين المتحالفين نظريا جهودا تبذلها الأمم المتحدة لإحلال السلام.
والانفصاليون والحكومة جزء من تحالف عسكري بقيادة السعودية يحارب جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران والتي سيطرت على العاصمة صنعاء في شمال اليمن ومعظم المدن الرئيسية عام 2014.
لكن دب الخلاف بين الانفصاليين والحكومة هذا الشهر وسيطر الانفصاليون على عدن، مقر الحكومة المؤقت، في العاشر من أغسطس آب.
وقال مسؤولون محليون إن الانفصاليين سيطروا يوم الثلاثاء على معسكرات الشرطة العسكرية والقوات الخاصة والجيش في زنجبار التي تبعد نحو 60 كيلومترا شرقي عدن في محافظة أبين.
ووضع ذلك محافظة أبين فعليا تحت سيطرة الانفصاليين المدعومين من الإمارات والذين يسعون لحكم ذاتي في الجنوب، كما زاد من ضعف حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يقيم في العاصمة السعودية الرياض.
في غضون ذلك، قال مصدران بينهما مسؤول محلي إن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ويساند هادي نفذ ضربات جوية في زنجبار.
وقالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان ”إن ما تشهده محافظة أبين من تصعيد غير مبرر من قبل قوات المجلس الانتقالي المدعومة من قبل الإمارات الشقيقة أمر مرفوض“.
وقال المجلس الانتقالي الجنوبي إن رئيسه عيدروس الزبيدي توجه مع وفد إلى مدينة جدة السعودية يوم الثلاثاء بعدما قبل دعوة من المملكة لحضور قمة بشأن الأزمة في مدينة عدن الساحلية اليمنية.
وذكرت مصادر يمنية أن القمة قد تتمخض عن تغيير في حكومة هادي ليشمل المجلس الانتقالي.
ويعرقل العنف والخلافات في التحالف جهود الأمم المتحدة للمضي قدما في اتفاقات سلام في أماكن أخرى في البلاد والمحادثات الرامية لإنهاء حرب أودت بحياة عشرات الآلاف ودفعت اليمن إلى شفا المجاعة.
وعلى جبهة قتال أخرى في شمال اليمن، قال التحالف إنه شن ضربات جوية ليل الاثنين على أهداف عسكرية للحوثيين في صنعاء. وقال التحالف يوم الثلاثاء إن ضرباته الجوية على صنعاء أصابت كهوفا بها صواريخ وطائرات مسيرة وأسلحة.
والهجوم رد فيما يبدو على هجمات للحوثيين استهدفت منشآت للطاقة في السعودية يوم السبت.
وتدخل التحالف السني المدعوم من الغرب في اليمن في مارس آذار 2015 ضد حركة الحوثي التي أطاحت بحكومة هادي المعترف بها دوليا من السلطة عام 2014.
وانتشرت الانقسامات مع دخول الحرب اليمنية بشكل عام في حالة من الجمود. وينظر كثيرون للصراع على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.
قال المجلس الانتقالي الجنوبي إن قواته ستواصل السيطرة على عدن حتى تتم الإطاحة بحزب الإصلاح الإسلامي، أحد دعائم حكومة هادي، والشماليين من مواقع السلطة في الجنوب.
وكشف الانقسام عن اختلافات بين السعودية والإمارات، وهي الحليفة الرئيسية للرياض في التحالف وتمول الآلاف من القوات الانفصالية الجنوبية وتسلحهم وتدربهم. وقلصت الإمارات في يونيو حزيران وجودها في اليمن.
وسيطر مقاتلو المجلس الانتقالي على عدن بعد اتهامه حزب الإصلاح، الذي تعتبره الإمارات أحد أذرع جماعة الإخوان المسلمين، بالتواطؤ في هجوم صاروخي نفذه الحوثيون على قوات جنوبية هذا الشهر، وهو اتهام ينفيه الحزب.
وتشير سيطرة الانفصاليين على قواعد حكومية في أبين، مسقط رأس هادي، إلى أنهم لا يعتزمون التراجع عن مطالبهم بحكم الجنوب والاشتراك في تشكيل مستقبل اليمن.
وقال المجلس في بيان لمجلس الأمن الدولي قبل إفادة بشأن اليمن يوم الثلاثاء في نيويورك إن صوت الجنوب استبعد من طاولة المفاوضات لفترة طويلة وإن المسؤولية الآن تقع على عاتق المجتمع الدولي ولا سيما مجلس الأمن لقبول الواقع الجديد على الأرض.
وأكدت الحكومة في رسالة إلى مجلس الأمن دعوتها للإمارات لوقف دعمها للقوات الانفصالية.
وقال مبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفيث في نيويورك إن الانقسام في اليمن يجازف بأن ”يصبح تهديدا أكثر قوة وإلحاحا“ إذا استمر هذا الوضع في الجنوب.
ويسعى الانفصاليون، الذي يتهمون حكومة هادي بسوء الإدارة، إلى إحياء اليمن الجنوبي الذي كان دولة مستقلة قبل التوحد مع الشمال في عام 1990.
وقالت مصادر يمنية إن القمة السعودية المؤجلة كانت ستبحث تعديل حكومة هادي لتشمل أعضاء من المجلس الانتقالي بهدف إنهاء الأزمة.
ويسوق الحوثيون، الذين ينفون أنهم أداة في يد إيران ويقولون إنهم يثورون على الفساد، عدن دليلا على أن هادي غير أهل للحكم.
ويحاول الحوثيون أيضا زيادة وجودهم على الساحة الدولية، إذ زاروا طهران الأسبوع الماضي حيث عقدوا محادثات مع مسؤولين إيرانيين ودبلوماسيين أوروبيين. وعينوا أيضا سفيرا لدى إيران التي عينت بدورها مبعوثا لديهم.