لم أرَ فصيلا أو تنظيما يتميز بالغباء السياسي مثل جماعة الإخوان الإرهابية.. فحالة الغباء تضرب كل عناصرها في كل مكان في العالم.. وهذه الحالة أفقدت التنظيم كل المكاسب التي حققوها في السنوات الأخيرة وأضاعوا من أيديهم فرصا كبيرة وآخرها فرصة اليمن.
فالإخوان أو حزبهم حزب الإصلاح الذي مهما نفي انه لا يتبع الإخوان فكل تصرفات قادته وغبائهم في التعاطي مع الأحداث يؤكد ارتباطهم الوثيق بالجماعة الأم، بل يتزودون منها بالتعليمات والأوامر ولا يستطيع أمين عام الحزب أن يخالف التعليمات القادمة له من تركيا أو قطر رغم تواجده في الرياض.
فحزب الإصلاح الإخواني هو من دفع الحوثيين إلى الانقلاب على الشرعية في اليمن وهو من أفسد الحوار الوطني لأنه يريد السيطرة على كل المناصب ويريد دستور يمنيا مفصلا على مقاسهم وقد شاهدت عن قرب جانبا من هذه الحوارات وحذرت الأصدقاء اليمنيين من انقلاب الحوثى حتى أنهم كانوا يصفون زعيم ميليشيات الحوثي بأنه غلام كنوع من السخرية.
حب السيطرة والاستحواذ عند جماعة الإخوان سبب رئيسي في الإطاحة بهم في مصر عبر ثورة شعبية جارفة وهو السبب في الثورة عليهم في السودان وليبيا وهو السبب في انقلاب الحوثى على الشرعية.
ولم تستوعب الشرعية اليمنية ولا حزب الإصلاح الإخواني درس صنعاء فكرروا نفس الخطاء في عدن ومحافظات الجنوب ولم يكتفوا بما حصلوا عليه من ثروات بعد أن أطلق على عبدالله صالح يدهم في الاستيلاء على الأراضي وعلى خيرات الجنوب بعد حرب 1994 وأرادوا أن يحكموا من خلال الاستحواذ على اغلب المناصب في الحكومة الشرعية، وأطاحوا بكل قادة الجنوب فيها رغم أنهم شركاء في مواجهة الحوثى.
والشيء اللافت للنظر أن القوات الجنوبية نجحت في تحرير المحافظات الجنوبية كلها في زمن قياسي في حين فشلت قوات الإخوان في استكمال تحرير مأرب وتعز ولها 5 سنوات تحارب تارة وتنسحب تارة في جبال نهم شرق صنعاء.
فالإخوان أرادوا إطالة أمد الحرب في اليمن لأنهم مستفيدون منها ماديا ومعنويا وسياسيا وتحقق لهم حلم السيطرة ويعرقلون أي محاولة لحسم المعركة على الأرض مع الحوثيين.
فالإخوان يهاجمون الآن السعودية بعنف بعد أحداث عدن ويتحدثون نفس اللغة التي ترددها قناة الجزيرة ووسائل الإعلام التركية رغم استضافه الرياض لهم ولا أعرف كيف يصدق قادة المملكة أن قيادات حزب الإصلاح لا يستطيعون إيقاف عناصرهم التي تهاجمهم مثل توكل كرمان التي كانت منذ عامين تسبح وتحمد بالسعودية وبالمملكة، فالإخوان يجيدون لعبة تقسيم الأدوار.
وأعتقد أن المجلس الانتقالي له حق في ضرورة استبعاد جماعة الإخوان وحزبها من الشرعية، لأن الشرعية أصبحت مخترقة لصالح النظامين التركي والقطري وكل وثائقها السرية تسرب إلى الدولتين وللأسف يخرجان من الرياض.
فانتهازية جماعة الإخوان تحولت إلى وبال عليهم وأصبحوا محل رفض شعبي في كل مكان هم فيه فلم يستوعبوا درس الحوثى وكرروه في عدن وفي الخرطوم والآن يكررونه في تونس بالدفع بمرشح للرئاسة رغم نفيهم القاطع التقدم لهذا المنصب.
الأزمة في اليمن تتمثل في إبعاد ميليشيات الإخوان والسلفيين والأحزاب الأخرى المسلحة وحلها وسحب السلاح منها وتكوين جيش وطني حقيقي يمثل جميع أبناء اليمن ويكون ولائه فقط للشعب اليمنى فقط لا غير، وقتها سيتم الحسم مع ميليشيات الحوثى وسيتم إجبارهم على الجلوس إلى طاولة الحوار مرة أخري.
نقلا عن موقع الوفد الالكتروني