رفضت عددًا من الدول والمنظمات الكبيرة، تقرير الأمم المتحدة بشأن الوضع في اليمن، بعد أن وضع التحالف والحوثيون معًا في قائمة واحدة سوداء بشأن أطفال اليمن والانتهاكات الدائرة، واعتربت التقرير فاقدًا للمصداقية مضللًا الحقيقة، ويحتاج إلى دقة أكثر من ذلك، وأن الحوثيون وأنصار صالح هم الخراب الأكبر للوطن اليمن.
ومن جهته طالب التحالف الأمم المتحدة، بالتعاون مع دول التحالف لتعزيز الإجراءات الكفيلة بحماية وسلامة الأطفال، مؤكدًا أنه يتخذ أقصى درجات الحيطة والحذر لتفادي الإضرار بالمدنيين.
اتهامات زائفة
بدأت القصة عندما أدرجت الأمم المتحدة التحالف العربي والحوثيين في قائمة سوداء بسبب مقتل وإصابة 683 طفلا في اليمن وشن هجمات على عشرات المدارس والمستشفيات خلال عام 2016 لكنها أشارت إلى أن التحالف اتخذ إجراءات لتحسين حماية الأطفال في الوقت ذاته.
وأدرجت القائمة السوداء، الملحقة بتقرير سنوي من الأمم المتحدة عن الأطفال في الصراعات المسلحة، أيضا حركة الحوثي المدعومة من إيران وقوات الحكومة اليمنية ومسلحين موالين للحكومة وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب بسبب انتهاكات بحق الأطفال في 2016 كما فعلت في تقرير صدر العام الماضي.
ورفع التقرير من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى مجلس الأمن يوم الخميس واطلعت عليه رويترز. كانت رويترز قد نشرت تقريرا يوم الثلاثاء عن مسودة القائمة السوداء.
مركز المعلومات ينشر الحقيقة
شن تقرير صدر، عن مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، بمحافظة تعز، هجومًا شديدًا على تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، متهمًا إياه بعدم دقة المعلومات.
وأورد فريق الرصد الذي قام بإعداد التقرير أرقامًا حقيقية للضحايا من الأطفال على أيدي الميليشيات الحوثية وقوات صالح في مدينة تعز، المحاصرة منذ أكثر من عامين، وقال إن «إحصاءات الانتهاكات في تعز وحدها تمثل حجما أكبر بكثير مما تناوله تقرير الأمم المتحدة حيث قتل ما يزيد على 700 طفل في تعز، فقط منذ بداية الحرب وأصيب 2700 آخرون بنيران الميليشيات».
وانتقد الفريق معظم تقارير الأمم المتحدة بسبب «صمتها المخزي المتعمد عن الجرائم الممنهجة تجاه المدنيين في تعز».
ورأى أن التقرير الأممي الأخير «يظهر مدى الثغرات الكبيرة في تدفق المعلومات لدى مكتب الأمم المتحدة».
وقال عرفات عبد اللطيف المدير التنفيذي لـ«مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان»، إن «تقرير الأمم المتحدة بخصوص انتهاكات الطفولة في اليمن غير منصف ويعكس مدى ما تتعرض له الأمم المتحدة من تضليل بسبب مصادرها في صنعاء».
وتابع: «تؤكد الحقيقة على الأرض أن انتهاكات الميليشيات الحوثية وقوات صالح للطفولة عملية ممنهجة تستهدف اغتيال مستقبل اليمن».
ويشير التقرير إلى أن فريق الرصد بالمركز وثق أيضًا مقتل 10 أطفال وإصابة 17 آخرين بنيران الميليشيات الحوثية وقوات صالح خلال سبتمبر الماضي فقط.
وأورد المركز الحقوقي في تقريره ارتكاب الميليشيات الحوثية وقوات صالح مجزرتين دمويتين بحق الأطفال سقط خلالهما 8 أطفال وأصيب 13 طفلًا آخرون بالإضافة إلى مقتل 4 أطفال وإصابة 4 آخرين.
وأضاف التقرير، أن فريق المركز «وثّق حالتي اختطاف قامت بهما ميليشيات الحوثي وصالح لطفلين هما محمد عبده حسن الشرجبي 16 عامًا من قرية القحيما دمنة خدير جنوب شرقي تعز، والطفل حلمي طاهر جسار 17 عامًا».
وبحسب عرفات عبد اللطيف، فإن الأطفال في اليمن هم من يدفع الثمن الأكبر لهذه الحرب التي شنها الانقلابيون. وفيما يخص التعليم أوضح التقرير أن معظم مدارس تعز ما زالت مغلقة، وأن عددًا كبيرًا منها لم يعد مؤهلًا نتيجة التدمير الجزئي أو الكلي الذي لحق بها، إلى جانب إضراب المعلمين بسبب مرور عام تقريبًا من دون تسلم رواتبهم.
التحالف ينكر الاتهامات
ونقلت قناة «الإخبارية» السعودية الرسمية في حسابها على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، عن التحالف «رفضه التام لما احتواه تقرير الأمم المتحدة من معلومات وبيانات غير صحيحة».
واعتبر التحالف العربي، أن ما ورد بالتقرير، “معلومات مضللة من شأنه التأثير على مصداقية الأمم المتحدة”، وبين أنه “يرفض الأساليب التي تم من خلالها تزويد الأمم المتحدة بمعلومات مضللة وغير صحيحة”.
وحذر التحالف من أن تلك “المعلومات المضللة هدفها صرف الأنظار عن جرائم الحوثيين وأتباع المخلوع (الرئيس اليمني السابق علي عبدالله) صالح.” وأكد التحالف حرصه “على الالتزام بالمعايير والقوانين الدولية لحماية المدنيين وسلامتهم”.
وشدد التحالف، على أنه “يتخذ أقصى درجات الحيطة والحذر لتفادي الإضرار بالمدنيين”.. متابعًا: “اتخذنا إجراءات شاملة ومهمة لحماية المدنيين لتقليل الأضرار الجانبية”.
كما وجه التحالف عده اتهامات للميليشيات الحوثية، تفيد باستخدامهم للأطفال كدروع بشرية وتجنيدهم والزج بهم في جرائمها بانتهاك صارخ لحقوق الإنسان.
وحمل التحالف العربي، إيران، المسؤولية عن الأزمة اليمنية، قائلا إن “النزاع ما كان لينشأ لولا تدخل إيران في اليمن”. وطالب التحالف الأمم المتحدة ” بالاستمرار في التعاون مع دول التحالف لتعزيز الإجراءات الكفيلة بحماية وسلامة الأطفال”.
كما طالبها أيضا “بتحميل ميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح مسؤولية الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في اليمن”.
الأمارات تستنكره
كما أعلنت بعثة الامارات لدى الأمم المتحدة في نيويورك، عن دعمها لموقف المملكة العربية السعودية المتحفظ على مضمون تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الأطفال والنزاع المسلح وهو الموقف الذي عبر عنه معالي السفير عبد الله المعلمي مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة أمس أثناء مؤتمر صحفي له بمقر المنظمة الدولية بنيويورك.
جاء ذلك في بيان صحفي رسمي أصدرته بعثة الأمارات، أكدت خلاله على وقوف دولة الإمارات بوصفها عضواً في تحالف إستعادة الشرعية في اليمن بحزم مع موقف المملكة العربية السعودية وباقي الدول الأعضاء في التحالف الرافض للمعلومات والإحصاءات غير الدقيقة الواردة بتقرير الأمين العام.. وشددت على التزام التحالف بحماية جميع المدنيين أثناء النزاع المسلح وخاصة الأطفال.
ونوه البيان إلى أن التحالف يعتبر خسارة أي طفل أو حتى تعرضه للاصابة خسارة فادحة يجب تجنبها وقال “إنه ومن هذا المنطلق سيظل التحالف ملتزما بواجباته أثناء عملياته وفقا للقانون الدولي”.
كما رحب البيان بالتصريحات التي أدلت بها أمس الممثلة الخاصة للأمين العام للأطفال والنزاعات المسلحة فيرجينيا غامبا واعترفت خلالها بالجهود التي يبذلها التحالف والخطوات الإيجابية الثلاثة التي اتخذها وشملت على مراجعة قواعد الاشتباك وإنشاء وتفعيل الفريق المشترك لتقييم الحوادث /JIAT/ واقتراح الإجراءات التصحيحية اللازمة بالإضافة إلى إنشاء وحدة لحماية الأطفال.. ورحب بتأكيدها على التعاون الوثيق والمشاركة البناءة والحوار المستمر الدائر بين مكتبها والتحالف وعبر البيان أيضا عن ترحيبه بإقرار فيرجينيا غامبا باستجابة التحالف لاستفساراتها ولتوافر حسن النية لديه على عكس موقف الحوثيين.
وأكد بيان البعثة على أن دولة الامارات لا تشكك في نزاهة أهداف حماية الاطفال حول العالم باعتبارها احدى القضايا الهامة التي تلتزم بها الدولة ولكنه في نفس الوقت تساءل عن فعالية هذه الآلية واعتمادها على مصادر غير موثوقة وأشار إلى قناعة الدولة بأن الطريق الأمثل لتعزيز حماية الأطفال هو اتباع آلية تضمن المشاركة المستمرة للدول الأعضاء من أجل تجنب أي معلومات مغلوطة.
واختتم البيان مؤكدا على ترحيب بعثة الدولة بالتعاون والتشاور الذي تقوم به السيدة فرجينيا غامبا وحث على مواصلة التشاور مع الدول الاعضاء.
السعودية تتحفظ
وكان المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية السفير عبد الله المعلمي عن تحفظ بلاده على الأرقام والمعلومات والبيانات غير الموثوق بها التي تضمنها تقرير الأمين العام بشأن الأطفال والنزاعات المسلحة مشيرا إلى أن وسائل جمع معلومات هذا التقرير كانت قاصره ولم تكن مصادرها محايدة أو موثوق بها.
وأشار المعلمي إلى أن هذا التقرير رغم أنه كشف عن الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية ومسؤوليتها عن وقوع ضحايا من الأطفال في اليمن وبما ينتهك أحكام القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة إلا انه لم يشر بشكل مباشر إلى المسؤولية المباشرة التي تتحملها هذه المليشيات المسلحة عن تجنيد الأطفال واستخدامهم كدروع بشرية في ساحات المعارك.
ولفت إلى أن الآثار المؤسفة لهذا الصراع في اليمن إنما هي نتيجة مباشرة للأعمال الوحشية التي تقوم بها المليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح والتي تتعمد اللجوء إلى الأعمال غير الأخلاقية وغير القانونية التي تعرض السكان المدنيين للخطر بما في ذلك استخدامهم للمدارس كمواقع عسكرية.
ونوه إلى أن تقرير الأمم المتحدة أشاد بالتعاون والإجراءات التي اتحذها التحالف لتقليل الخسائر البشرية وخفض عدد الضحايا في اليمن بما في ذلك إنشاء وحدة للتحقيق بالحوادث التي تقع بهذا القبيل في اليمن.
وأكد على أن التحالف يمارس أقصى قدر من الرعاية والاحتياط اللازم لتجنب كافة أنواع الضرر المدني باليمن وشدد على رغبة قيادة التحالف في مواصلة تعزيز مشاوراتها وتعاونها مع الأمم المتحدة لتصحيح الصورة التي بالغ بها تقرير الامم المتحدة وبما يستند للوقائع والمعلومات على الأرض.
وجدد التزام المملكة العربية السعودية والتحالف العربي بقيادة السعودية بكل قواعد العمل الإنساني وأحكام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان مشيرا إلى إنها اتخذ كافة الإجراءات والتدابير والخطوات الهامة لحفظ وضمان حماية الأطفال باليمن.
وكشف السفير المعلمي عن عزم فريق من الأمم المتحدة بزيارة الرياض قريبا للتشاور وتعزيز التعاون بين الجانبي في مجالي التدريب والقانوني بما يتعلق بقواعد التحقيق.. واختتم السفير المعلمي مؤكدا عزم المملكة العربية السعودية والائتلاف مواصلة اتخاذه كافة التدابير اللازمة لضمان حماية المدنيين خلال جميع العمليات العسكرية الدائرة لإنهاء معاناة الشعب اليمني وتقليل التكلفة الإنسانية.
دار إفتاء الفلبين: خال من المصداقية
أبدت دار الإفتاء الإقليمية بالفلبين استنكارها للتقارير الصادرة بشان الأطفال و النزاع المسلح في اليمن وما جاء في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الصراع في اليمن.
وقال المفتي الإقليمي للحكم الذاتي بمسلمي الفلبين الدكتور أبو الخير سانؤك تراسون : إن دار الافتاء الإقليمية بالفلبين تبدي استنكارها للتقارير الصادرة لأنها تعتمد على معلومات وبيانات غير موفقة وخالية من المصداقية و بعيدة عن مكانة و سمعة الأمم المتحدة كهيئة عالمية معروفة تحترم وتهتم بشؤون الأمم عامة وبقضايا الأطفال و المنكوبين في العالم بأسره خاصة.
وأعلنت دار الإفتاء الإقليمية بالفلبين تأييدها لما يريده التحالف من استعادة الشرعية في اليمن وحرصه الشديد على الالتزام باحترام كرامة الإنسان و تطبيق القوانين الدولية لحماية البشرية واتخاذ السبل الناجحة الكفيلة لتفادي الأضرار بالممتلكات و المدنيين الأبرياء.
وأشار البيان إلى أن دار الإفتاء توافق على موقف التحالف بأن الأوضاع المؤلمة باليمن راجعة إلى قيام الحوثيين و القوات الموالية لهم بارتكاب جرائم وأساليب غير شرعية وقانونية، حيث ينتهكون حقوق الإنسان وكرامته ويعرضون عن نظام الشريعة الإسلامية السمحة.
وختم البيان مؤكدا وقوف العلماء و الدعاة في الفلبين وتضامنهم مع موقف المملكة العربية السعودية ودول التحالف لاستعادة الشرعية في اليمن ودحر التنظيمات الإرهابية، ومؤيدا موقف رابطة العالم الإسلامي تجاه الأزمة اليمنية .
وقفة احتجاجية في اسلام اباد ضد التقرير
ونفذ النشطاء والمحامون والمثقفون الباكستانيين وأبناء الجالية اليمنية المقيمة في باكستان يوم الاربعاء وقفة احتجاجية للتنديد بما تضمنه تقرير الأمم المتحدة من معلومات وبيانات مغلوطة بشأن الأطفال و النزاع المسلح في اليمن.
ووصف المشاركون في الوقفة التي نظمت أمام نادي الصحافة الوطني بإسلام آباد التقرير بالمضلّل والفاقد للمصداقية والبعيد كل البعد عن ما يجري على أرض الواقع، ووجهوا رسالة إلى ممثل الأمم المتحدة في باكستان لتصحيح ما جاء في التقرير ليواكب الحقائق بدلاً من الاعتماد على مصادر أحادية وتجاهل المعلومات التي قدمتها الحكومة الشرعية في اليمن.
وقال رئيس نقابة الأطباء في إسلام آباد الدكتور مجاهد جيلاني:” إن التقرير المضلّل تجاهل الجرائم الشنيعة التي يرتكبها الحوثيون ضد المدنيين في اليمن ويركز بشكل انتقائي على انتقاد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن من خلال مصادر متحيزة بعيدة عن ما يجري على أرض الواقع”.
وأضاف:” أن العالم أجمع يعرف المواقف الإنسانية التي تقفها المملكة العربية السعودية مع الشعوب الإسلامية لاسيما الشعب اليمني لنصرته ضد الإرهاب والمجازر التي ارتكبتها المليشيات الانقلابية.
من جانبه ندد الناشط اليمني المقيم في إسلام أباد عبدالرحمن الصالحي بما تضمنه التقرير، مؤكدًا أن المليشيات الانقلابية عندما دخلت إلى المدن اليمنية قتلت الأطفال وشتّتت الأمن الاجتماعي، وسعت إلى الانقلاب على الحكومة الشرعية في اليمن، محملاً الانقلابيين المسؤولية الكاملة عن الفوضى و الأوضاع المأساوية التي يعيشها أبناء الشعب اليمني جرّاء الممارسات الوحشية والإجرامية التي تمارسها المليشيا الانقلابية.