نحن شعب لا نتعاطى مع الورود والزهور، لا نزرع الفسيلة في المدن في زمن السلام، فما بالك في يوم القيامة، بل نقطف كل الأشجار التي تواجهنا في الطريق، ولا يتلقى الأطفال في المدارس، دروسًا في الحفاظ على النباتات والأشجار.
أدهشني بالأمس صديق للعز، يتأبط باقة زهور، مفرحة للقلب، جورية، كارنيشن، ذات ألوان تزيح كآبة المستشفى، وجهامته، وأنين المرضى، أحمر، وردي، أبيض، أصفر، الصديق المصري الرائع أحمد محمود “أبو إياد” كان منتشيًا وهو يعلن:
أن الورود جاءت من المغرب مباشرة، من باب المزاح، ثم أهداني مجموعة روايات لواسيني الأعرج، وزيدان، مهداة من صديقي
لن أخوض تجربة الرهان، لأنني لا زلت في طور النقاهة، ولكنني حقيقة كنت سعيدا كطفل حصل على هديته المقضلة.
لن أحلم بأن يهديني بدوي من أهل النفط، جارية تداعب خيالي وأحلامي، وتداعب جسدي المنهك، خاصة بعد إجراء البروستاتا !
لن أقترب من التابو، هل الرق والنخاسة ما زالا ساريان، وهل يمكن التصرف بما ملكت يديك وإذا ما حملت يمكن الزواج منها ؟
كم من أمراء كانوا أبناء الجواري، لا بد أن في الأمر حكمة ربانية، والعتق من العبودية، وتنفيذ الكفارة.
هل هذا من بقايا تخدير العملية، أيها الأطباء، أم أنه ابتعاد عن دور القوادة التي تمارس في بعض الدول الخليجية مثل دبي.
نقل لي أحدهم، أنه شاهد قوادا أوكرانيا في مطار دبي، يرتدي السلاسل الذهبية، الخواتم، وأقراط التساء، يسير متبخترًا مثل طاووس منفوش، طويل القامة، ملابسه أقرب للمهرج، يحمل في يديه مجموعة جوازات، وعلى مسافة قريبة منه تسير في الخلف، قافلة من الظباء، المهور، الخيول الجامحة، تحاول كل واحدة منهن أن تظهر عريها أكثر من الأخريات !
ماذا يسمى هذا ؟ لا أحد يعترض مسيرتهن، يدخلن المدينة كفاتحات .. أما المواطن العربي فله النشيد الذي لا يتقادم :
بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان
ومن مصر إلى يمن إلي شام فتطوان