تعد محافظة ذمار من أكبر وأهم المحافظات اليمنية التي رفدت جبهات الانقلابيين بعشرات الآلاف من المقاتلين منذ انقلابهم على السلطة الشرعية في العام 2015 ، والتي أطلق عليها الناشطين والإعلاميين بالخزان البشري للمليشيات.
وفي تقرير لمركز ذمار الاعلامي كشف ان هذا الامر الذي جعل المحافظة تسجل رقما قياسيا في عدد المقابر المنتشرة في مختلف مديريات المحافظة ، والتي خصصتها المليشيات الانقلابية لقتلاها من أبناء المحافظة .
القتلى…والاحصائيات المهولة
اكد مصدر محلي أن إجمالي عدد القتلى الواصلة جثثهم إلى ثلاثجة مستشفى ذمار العام من مختلف الجبهات، وهم من أبناء المحافظة أكثر من 67 جثة خلال شهر يوليو ٢٠١٧ .
فيما مجموعة من الأهالي من أبناء المحافظة يفيدو بأنهم فقد اتصالاتهم بابنائهم التي غررتهم المليشيات وزجت بهم في جبهات القتال ، ولم يعثروا على جثثهم ضمن الجثث الواصلة إلى ثلاجة مستشفى ذمار العام ، الأمر الذي شكل سخط كبير عند الأهالي على مشرفي المليشيات في المحافظة ، متهمين اياهم بالتفريط بابنائهم من خلال الزج بهم في معارك خاسرة وغير متكافئة مع قوات الجيش الوطني المسنود بقوات التحالف العربي ، وتركهم عرضة للاسر أو القتل وترك جثثهم مرمية في سفوح الجبال وبطون الاودية.
فيما أفاد تقرير لإحدا المنظمات الحقوقية بالمحافظة أن الخسائر البشرية التي تكبدتها المليشيات الانقلابية من عناصرها بمحافظة ذمار بلغت “5000” قتيل والمئات من المعاقين في مختلف الجبهات منذا انقلاب المليشيات على السلطة الشرعية.
وتشكل هذه الخسائر صدمة كبيرة للمليشيات الانقلابية ، بسبب فقدانها العدد الكبير من عناصرهم بالمحافظة الذي تلقى معضمهم تدريبات نوعية على أيادي خبراء ايرانيين ولبنانيين تابعين لحزب الله في معسكرات تابعة للجماعة بصعدة شمال البلاد ، ولبعض قد حصل على تأهيل عالي ودورات عسكرية متقدمة في مدينة “قم” الإيرانية والضاحية الجنوبية بلبنان.
الجبهات …. والفرار منها
وتزايدت في الآونة الأخيرة من العام 2017 فرار عناصر المليشيات الانقلابية من جبهات القتال والذي يؤكدون سبب فرارهم زج قيادات المليشيات الانقلابية بهم إلى محرقة وحرب خاسرة هم وقودها وكان المليشيات تنتقم من كل أبناء الشعب اليمني ولم يسلم منها حتى العناصر المواليين لها.
وتعاني أسر المقاتلين الانقلابيين أوضاع معيشية صعبة ، ناهيك عن الأسر الذي فقدت معيلها الوحيد إما “بالموت” أو تعرضهم لاصابات نتج عنها “إعاقات دائمة” أثناء مشاركتهم بالحرب مع المليشيات ، والتي أصبحت هذه الأسر تتكفف حاجاتها من الناس .
مما أثارت هذه المعانات تذمر كبير لدى بقية العناصر المتواجدين في جبهات القتال مع الانقلابيين ، وجعلت البعض يفرو منها ، وبيع اسلحتهم الشخصية ، لسد بعض الاحتياجات الأساسية لاسرهم.
وأكدت مصادر خاصة أن عدد الفارين من جبهات القتال مايقارب”2000″ عنصر خلال الشهور الأخيرة من العام ٢٠١٧ ، مما شكل هذا الفرار عجز كبيرا لدى المليشيات في الجبهات التي كانو يتواجدو فيها هؤلاء العناصر .
مهمة البحث عن مقاتلين جدد…
وفي ظل الانهيارات الكبيرة التي تعانيها المليشيات وبتوجيهات عليا قام المشرف الأمني للمليشيات الانقلابية ” أبو زيد الطاووس” باستنفار المشرفين للجماعة في المديريات والعزل والقرى والمتعاونيين معهم من قيادات المؤتمر الشعبي العام وأعضاء المجالس المحلية وبعض الوجها والشخصيات الاجتماعية في المحافظة بالبحث عن مقاتلين لرفد الجبهات، حيث وأصبحت بعض الجبهات مهددة بالانهيار لشحة المقاتلين فيها.
مؤكدا بقوله أثناء كلمته في احد الاجتماعات الخاصة ، أن “ذمار” هي المحافظة التي كانت تعتبر الخزان البشري لهم والتي رفدت جبهاتهم بعشرات الآلاف من المقاتلين طيلة فترة الحرب ، لكنها في الفترة الأخيرة أصبحت غير قادرة على إخراج الجزاء اليسير من المقاتلين الذين كانت ترفد بهم الجبهات من قبل .
وان خسائرهم لاهم العناصر والمواليين لهم من مختلف المديريات ، شكل تحدي كبير أمامهم ، حيث لم يتبقى إلى الضعفاء الذين قام اغلبهم ببيع اسلاحتهم والفرار من الجبهات.
ومشددا على المشرفين بإيجاد مقاتلين جدد ، حتى لو اطلعوهم من الصخر حسب قوله.
تجنيد النساء ..
لجأت المليشيات الانقلابية بالمحافظة في الآونة الأخيرة إلى أسلوب تجنيد النساء التابعات لهم في معسكرات تدريبية مستحدثة بالمحافظة.
حيث أكدت المصادر أن الجماعة تحشد النساء التابعات لهم وإرسالهم إلى معسكرات التدريب ، بعذر تدريبهن على الخياطة والاشغال اليدوية ، في معسكرات سرية استحدثتها الجماعة في المحافظة مؤخرا.
وتلجاء مليشيات الحوثي والمخلوع صالح إلى تجنيد النساء ، عند امتناع القبائل برفد جبهاتهم بالمقاتلين .
السقوط … والانفاس الأخيرة
وتزداد مخاوف الانقلابيين يوما بعد يوم من انهيار جبهاتهم وسقوطها بأيدي أبطال الجيش الوطني ، وذلك لشحة المقاتلين فيها ، وعدم استطاعتهم حشد تعزيزات جديدة من أبناء القبائل في مناطق سيطرتهم، رغم لحملات المكثفة التي قاموا بها وممارسة الكذب والزيف والتغني بالدفاع عن الوطن ومحاربة العدوان، ووعودهم بصرف راتب شهري لكل مقاتل يتم تجنيده، إلى أنهم فشلو وتبخرت جهودهم ، ولم يستطيعوا غير تغرير مجموعة اطفال ، يتم استدراجهم عن طريق المشرفين ، دون علم أولياء أمورهم.
الامر الذي جعلهم يشعروا بمصيرهم المحتوم الذي سيلاقوه ،جزاء بما ارتكبوا من جرائم مروعة بحق اليمنيين، وان أيامهم باتت معدودة اكثر من اي وقت مضى.
فيما يرى مراقبون أن كثرة ترويجهم للشائعات والاراجيف في الفترة الأخيرة ، وإبدا المبادرات وخطابات التسامح من هنا وهناك ، من أجل إنقاذه ما يمكن إنقاذه من مشروعهم الانقلابي والتقاط الانفساس الاخيرة، الذي يجعلهم الجيش الوطني يلفظونها يوما بعد يوم ، والتي لم يتبقى منها إلى القليل.