اذاع برنامج مراقبون علي تلفزيون فرنسا 24 حلقه خاصه عن الكوليرا والمجاعه في اليمن وقال ان الحرب التي تمزق اليمن منذ 2015 سقط فيها أكثر من 10000 قتيل مدني. وتسببت في أزمة إنسانية خطيرة، إذ يعاني 2,2 مليون طفل من حالة سوء تغذية حاد. ومنذ شهر أيار/مايو، يعرف اليمن “أسوأ وباء كوليرا في العالم”، وفقا للأمم المتحدة. وبسبب القصف والنزوح، يضطر اليمنيون للشرب من برك المياه الراكدة أو مياه الأمطار غير الصالحة للشرب.
منذ يونيو 2017، أصيب نحو 300 ألف شخص بالكوليرا ولقي أكثر من 1700 مصاب حتفهم. وسبب هذا الوباء هو نوعية المياه السيئة والملوثة بالبراز ونقص الموارد اللازمة لتنقية المياه وصعوبة الحصول على العلاج. ويصيب هذا المرض الذي يسهل علاجه الأشخاص ذوي الحالة الصحية الضعيفة، وخاصة الأطفال.
وتقول منظمة الصحة العالمية عبر تويتر: “في اليمن، الناس لا يجدون خيارا سوى شرب المياه القذرة وهذا يغذي دورة الكوليرا التي تنتشر في ظل نظام صحي متهالك”.
وفي ظل هذا النزاع، فقد زهاء 14,5 مليون شخص، أي حوالي نصف عدد السكان، إمكانية الحصول على المياه النظيفة والصالحة للشرب، كما تقول الأمم المتحدة. في مجموع أنحاء البلد، تحركت الجمعيات لجلب الماء الصالح للشراب عبر شاحنات ناقلة.
خزانات المياه تعرضت للقصف المباشر
الجيش النظامي يحارب الحوثيين المدعومين من إيران. وهؤلاء قد سيطروا على العاصمة صنعاء في مارس/آذار 2015، ويشنون حرب مدن ضارية على القوات اليمنية بدعم من الجارة السعودية والقوى الإقليمية والغربية الكبرى مثل الولايات المتحدة.
ويقول عضو مجلس الشيوخ الأمريكي الديمقراطي كريس مورفي إن ” قصف قوات التحالف يستهدف مواقع الحوثيين والمدارس والمستشفيات، ، وكذلك خزانات المياه الصالحة للشرب.” وصرح في نهاية حزيران/يونيو بأن “وباء الكوليرا يعزى جزئيا إلى قصف البنية التحتية للمياه في صنعاء”. أما قاسم علي الشويع ، وهو يمني يعمل في المجال الإنساني ويقيم في صنعاء، فقد تحدث لبرنامج فرانس24 “مراقبون” عن تدمير 300 خزان تقريبا بهذه الطريقة.
البنية التحتية الحكومية دمرت
وفقا للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والعديد من المنظمات الأخرى الحاضرة في الميدان، فإن العديد من الموظفين، بمن فيهم 30000 موظف محلي في الرعاية الصحية لم يتقاضوا رواتبهم منذ الصيف الماضي. وهذا الوضع يؤدي إلى نقص في الموظفين، فتفاقم الوباء. وبالإضافة إلى ذلك، لم يعد موظفو البلدية المكلفون بجمع القمامة يتقاضون رواتبهم، فتراكمت أكوام القمامة في الشوارع وتلوثت المياه، وهذا كله يساعد على انتشار وباء الكوليرا.
وتقول منظمة العفو الدولية إن ما لا يقل عن 34 غارة من غارات التحالف قد انتهكت القانون الدولي الإنساني وأسقطت 494 قتيلا مدنيا على الأقل. وقد شن جزء من هذه الغارات بواسطة الآليات الأمريكية والبريطانية. أما الحوثيون، فهم يقومون بضربات عشوائية بالعتاد الثقيل وقذائف الهاون والصواريخ وقد ضربوا عددا غير محدد من المدنيين.