التقطت الصورة أثناء “جمهورية فايمار” التي حكمت ألمانيا بعد خسارتها الحرب العالمية الأولى، وامتد حكمها بين 1919 إلى 1933 وانتهت بانتخاب أدولف هتلر مستشارا لألمانيا.
فرضت الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى على الألمان تعويضات تخطت 33 مليار دولار وكان ذلك مبلغا خرافيا في ذلك الوقت، فضلا عن الخسائر الاقتصادية التي لاقتها ألمانيا في الحرب، اضطر الألمان إلى شراء العملة الأجنبية من الأسواق العالمية بأي ثمن كي يتمكنوا من سداد التعويضات، ولجأت الحكومة إلى الاقتراض بدلا من فرض الضرائب، أدى ذلك إلى انخفاض المارك الألماني إلى درجات غير مسبوقة، وارتفاع التضخم إلى مستوى غير مسبوق في التاريخ وصل إلى 29500% شهريا، وبعد أن كان المارك الألماني يساوي 4 دولارات سنة 1914، أصبح الدولار يساوي 1 تريليون مارك في أكتوبر 1923. نعم “تريليون” أنت لم تقرأ الرقم خطأ، ثم تضاعف سعرالصرف إلى 2 تريليون مارك مقابل الدولار الأمريكي، فقدت العملة معناها، وحتى لو كنت تملك حمولة سيارة نقل من الماركات الألمانية فإنها لم تكن تكفيك لشراء صحيفة ورقية، صار الناس يستخدمون النقود كورق حائط، أو مواد للإشعال أو التدفئة، وصارت عملية التخلص من النقود أكبر كلفة من النقود نفسها، وصار عاديا في ذورة التضخم أن يتضاعف سعر كوب القهوة قبل أن تنهي شربه.
وتداولت مصادر تاريخية عن تلك الفترة المذهلة من التضخم ظهور اضطراب عقلي مزعوم كان يدفع المصابين به إلى كتابة صفوف لا نهائية من الأصفار.
في نهاية عام 1923 أصدرت الحكومة عملة جديدة هي الرنتمارك وتساوي 1 تريليون مارك، واستبدلت العملة مرة أخرى في العام التالي بعملة أحدث هي “الرايخ مارك”، الذي أًصبح عملة ألمانيا الرسمية حتى سنة 1948 حين عاد “المارك” مرة أخرى، وفي يناير 2002 أصبح اليورو -العملة الأوروبية الموحدة- هو عملة ألمانيا، ويساوي اليوم 1.1 دولار أمريكي، وأصبح الاقتصاد الألماني أقوى اقتصاد في القارة الأوروبية.