حصلت جريدة «الوطن» السعوديه على نسخة من تسجيل صوتي للمشرف على دار الحديث في دماج، الشيخ يحيى الحجوري، حذر خلاله قبل 6 سنوات من تدخلات قطر في اليمن، وتحديدا في صعدة، وقال «إن أشد المنافقين في هذه الأزمنة هي إيران ثم قطر التي وصفها بالدولة الفاجرة، تخدم المنافقين والكافرين بأموالها وجهودها ونفسها، وتطبع الكتب وهي تنخر في الإسلام وتفت في عضده بشتى الأفكار».
وحسب التسجيل، قال الشيخ يحيى الحجوري، إنه «بلغنا أن الرئيس الأميركي «السابق» يثني على قطر، ويقول إن لها الفضل في ضرب ليبيا، وبالفعل لها الفضل في ضرب هذا البلد، وكذلك في فتنة اليمن وكثير من الفتن، عاملها الله بما تستحق وردّ كيدها في نحرها، وسائر أهل الفتن»، مبينا أن قطر تسير على هذا النهج منذ سنوات، وتعمل على تفكيك شعوب المنطقة.
أحاديث موثقة
ذكر الشيخ يحيى الحجوري في تصريحات إلى «الوطن»، أنه قبل 6 سنوات نُشر بعض أحاديث يوسف القرضاوي الموثقة، وعدد من المسؤولين في قطر، والتي يحرضون خلالها على إشعال الثورات في بلاد الإسلام، مثل اليمن وليبيا، ويدفعون الأموال لإثارة المسلمين بعضهم على بعض، مبينا أن القرضاوي الذي تأويه قطر، حاله معروف عند أهل العلم، وميله إلى الزيغ وإشعاله الثورات.
مضيفا، أن «موقف دار الحديث من القرضاوي ثابت، وآخر رد لها عليه موجود بموقعها».
وأشار إلى أنه عايش في فترات سابقة تدخلات قطر في قضايا اليمن، دفاعا عن جماعة الحوثي المتمردة، إلى أن تمددت الجماعة في الأراضي اليمنية كافة، وأن القرضاوي والنظام القطري يتحدثان وكأنهما أوصياء على قضية الحوثي، إضافة إلى ما بثته قنوات قطرية من تقارير باطلة حول القضية اليمنية.
التدخلات في بلاد المسلمين
قال الحجوري، «أنا ناصحت، حينما شهدت تدخلات قطر في بلدان المسلمين وزعزعة الأمن وسفك الدماء وإثارة الفتن، مبينا أنه يدرك ما يتعلق بتدخلهم حينما كانت القضية تنتهي، تدخلت قطر لإنقاذ الحوثي».
وبيّن الحجوري أنه أكد مرارا أن قطر مأوى للقرضاوي ومن يسيرون على نهجه ممن يشعلون الثورات، كما أنهم السبب الرئيس فيما وصل إليه الحال في اليمن بلد العقيدة الصحيحة، مبينا أنه اضطر للخروج منها، والإقامة حاليا في مكة المكرمة.
وكشف الحجوري أن ضرر تدخلات قطر تسبب في خروج طلاب العلم من دار الهدا، وتفرق طلاب العلم الذين تزيد أعدادهم عن 4 آلاف طالب، مؤكدا أنه «لن يضيع الله دينه مهما مكرت قطر».
إذلال أهل صعدة
قال الباحث في المذهب الزيدي، أحمد مفضل، إن اليمن تعاني من الجماعات المؤدلجة، والتطرف الشيعي المتمثل في جماعة الحوثي، والذين يسمون أنفسهم الشباب المؤمن، مشيرا إلى أن المساعدات التي قدمتها قطر للحوثيين في عهد المخلوع صالح، أنقذتهم من الفناء، لافتا إلى أن قطر توارت حول ما يسمى بإعادة الإعمار، وتكفلت بحل القضية، واستقبلت القيادات الحوثية في قطر، حتى تمكنت من استعادة نفوذها، مضيفا أن قطر دفعت للحوثيين أموالا باهظة، استخدموها في إذلال أهالي صعدة.
مزاعم الإغاثة
أضاف أحمد مفضل، أن قطر كانت على علاقات وثيقة بليبيا، وأن المخلوع صالح أرسل قبل سنوات يحيى الحوثي من أوروبا إلى ليبيا للقاء القذافي، من أجل تحقيق التواصل بين الحوثيين والقذافي، لإثارة غضب السعودية، مبينا أن هناك جماعات يمنية متطرفة تم دعمها من جانب قطر، تحت غطاء الإغاثة والأعمال الخيرية وكفالة الأيتام.
وقال مفضل، إن هناك كتبا طائفية أعدها بدر الدين الحوثي وابنه حسين، وهناك مكتبة في صنعاء تسمى مكتبة أهل البيت، ومكتبة زيد ابن علي في محافظة صعدة، لطبع الكتب المتعلقة بالفكر الحوثي الجارودي، لافتا إلى أن قطر كانت تدعم طباعة هذه الكتب تحت مسميات وهمية، منها إعادة الإعمار التي تكلفت بها الدوحة.
الحوثي نسخة من خميني
بيّن أحمد مفضل، أن الحقائق تؤكد دعم قطر للحوثيين، وأنها كانت وراء الغسل غير المباشر للأموال، مشيرا إلى أن الحركة الحوثية حركة متطرفة، انتهجت من الاستعلاء لغة لمخاطبة الآخرين، وأن أفكار حسين الحوثي نسخة استمدها من الخميني، وأنه وضع تلك الأفكار في كتب ونشرها بين اليمنيين.
وقال، إن الحركة الحوثية كانت حركة متطرفة مجرمة مطلوبة للقضاء، ولم يعترف بها أحد حتى حضرت قطر، ولم تكن ذات يوم قضية خارج حدود اليمن، لولا التدخل القطري، حتى تم الاعتراف بها، وتحولت إلى طرف سياسي في المعادلة السياسية، مبينا أن قطر حولت الحوثيين من مجرمين إلى جماعات سياسية تفاوض وتحاور، وهذا خطأ إستراتيجي أن تأتي دولة من خارج حدود اليمن للتوسط بين الدولة ومتطرفين ومتمردين، لافتا إلى أنه بعد هذه الخطوات، أصبح هناك توافق بين المخلوع صالح والحوثيين.
شرعنة الجماعة المتمردة
قال مفضل، إنه في عام 2008، أعلنت قيادات كثيرة من اللقاء المشترك، أن ما يسمى اللجنة التحضيرية، والتي جاءت بسبب تدخلات قطر، كما شاركت دائرة التوجية المعنوي بطباعة كثير من الكتب الحوثية، وكان يرأس تلك الدائرة علي حسن الشاطر، وهو ينتمي إلى أسرة ذات توجه شيعي إثني عشري، وأسهم في مساندة الحوثيين، حتى أصبح معترفا بها، وتحول الحوثي من مدانٍ، عليه تسليم نفسه للقضاء، إلى شخص مجرم يتدخل في شوؤن الدولة، ويتحدث باسم الدين واليمن.
وأكد مفضل أن الدعم القطري للحوثيين ساعدهم في تدمير المراكز الدينية، إذ إن التوجيه الحوثي في الأصل هو تدمير المساجد وبيوت الذكر والتحفيظ، مبينا أن الحوثي تحول إلى قائد ينفذ الأجندة الشيعية الإثني عشرية، بتدمير المساجد الشافعية والسنية والسلفية، كما دمر المساجد الزيدية التي لا تخضع لسلطته، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.
وأكد مفضل أن زيدية صنعاء لا يقبلون بزيدية الحوثي ولا فكر الحوثي، ويرون أن الحوثي صغير ومتمرد، بيما جاء الدعم القطري له بالمال والسلاح، جعله مجرما دمر بيوت اليمنيين ونهبها، ويقوم بمطاردتهم الآن.