يحل عيد الفطر المبارك هذا العام، واليمنيون يعيشون في ظل أوضاع اقتصادية وأمنية بسبب الحرب التي تعيشها اليمن من أكثر من عامين.
يتشبث اليمنيون مع استمرار تدهور الأوضاع المختلفة، بحلم السلام واستعادة الدولة التي هي أملهم بالخلاص من معاناتهم، التي حرمتهم فرحة العيد.
قضت الحرب على ملامح الفرح في أوجه كثير من اليمنيين، الذين احتلت الذكريات المأساوية قلوبهم وذاكرتهم، بالإضافة إلى الهموم الكثيرة التي حرمتهم الشعور بالسلام والاستقرار.
لا مكان للفرح
وتشعر بالحزن أم تسنيم عبدالله التي عجزت عن توفير الملابس الجديدة لأطفالها الخمسة، جراء تدهور الوضع الاقتصادي في عموم اليمن، التي بات أكثر م 82% من المواطنين بحاجة لمساعدات إنسانية بحسب الإحصائيات الصادرة عن الأمم المتحدة.
وتذكر أم تسنيم لـ”الموقع بوست” أنها إحدى المعلمات في مدارس تعز، لكن انقطاع المرتبات جعلها توفر لقمة العيش بسهولة لصغارها الخمسة.
وما زاد وضع تلك الأسرة سوءا، هو مقتل الأب الذي شارك بالقتال في عدة جبهات بمحافظة تعز، التي دخلتها مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في مارس/آذار 2015.
وتضيف أم تسنيم أكافح كثيرا للحصول على الطعام ومتطلبات الحياة الضرورية، وكنت أتمنى أن يلبس أطفالي ملابس جديدة، فلا ذنب للصغار الذين لا يجدون ما يبرر عدم حصولهم على ثياب جديدة، وتستدرك بصوت متهدج” أملنا بالله كبير”.
حلم العيش بسلام
هذا هو عيد اليمنيين الثالث الذي يعيشوه في ظل الحرب التي أثرت بشكل كبير على مختلف مناحي الحياة، وأصبح معظمهم يرزحون تحت وطأة الفقر، ويعانون من مشاكل معيشية كبيرة.
وفي ظل هذه الأوضاع يتمنى المواطن محمد الأحمدي أن يعم الأمن والسلام على اليمنيين، وأن يتم إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة.
والعيد الحقيقي -بالنسبة لـ”الأحمدي الذي تحدث لـ”الموقع بوست”-هو في ظل استعادة الدولة والسلام، الذي يحلم به اليمنيون.
ويتألم الأحمدي كثيرا بسبب تدهور الأوضاع المعيشية لليمنيين، ويأمل أن تتحسن، ولن يكون ذلك –كما يؤكد الشاب العشريني- إلا بعيدا عن الحرب.
أمنيات
وتأمل هالة عبدالله إحدى سكان محافظة صنعاء، بأن تنتهي الحرب، وتعيش في واقع بعيد عن القصف، وأخبار القتل والاشتباكات والجوع والمرض.
وهي تتمنى خلال حديثها مع “الموقع بوست” أن لا نفقد المزيد من الأرواح، ويعود المتحاربون سالمين لأهلهم، كونهم أكثر من يفتقدهم، ويتمنوا أن يقضوا العيد معهم.
وتأمل عبدالله أيضا أن تعود الظروف المعيشية كما كانت عليه سابقا، ويعيش اليمنيون بعيدا عن الفقر والمرض.
يمنيون في رحم الوجع
تسببت الحرب بنزوح آلاف اليمنيين داخل البلاد، ولجوء قرابة مليونين منهم إلى الخارج، فيما سقط حوالي عشرة آلاف قتيل طوال فترة الحرب، وعدد كبير من الجرحى.
ليس ذلك فحسب، فوفقا لإحصائية صادرة عن مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة خالد اليماني، بلغ عدد المختطفين لدى المليشيا الانقلابية أكثر من أربعة آلاف يمني حتى أواخر العام 2016.
وتعيش عشرات الأسر في هذا العيد بأرواح مثخنة بالجراحات، نتيجة مرض الكوليرا الذي يتهددهم وأودى بحياة أكثر من ألف مواطن.
فيما تعانى أسر أخرى مرارة فقدانها لأحد أفرادها بسبب رصاصة أو قذيفة استهدفت حياة أبرياء، بالإضافة إلى ذلك لا مكان للسعادة والابتهاج بالعيد لدى كثير من المواطنين، الذي لن يكون بمقدورهم حتى زيارة بعضهم البعض لعدم امتلاكهم لأجرة المواصلات.