تفشي غير مسبوق للوباء تجاوزت حالات الاشتباه بالاصابة حتى الان 11 الف حالة، بينما المليشيا الانقلابية تمنع المستشفيات من استقبال المرضى وتخصيصها لجرحاها في الجبهات، وطلاء جدران وشوارع العاصمة بكتابة عبارات، بان الكوليرا هدية امريكية من ترامب قبل زيارة السعودية ، او انها ناجمة عن حرب بيولوجية غير مرئية الا لقادتها، في حين انهم لو نظروا اسفل اقدامهم سيشاهدون تكدس القمامة لاسابيع وروائحها الكريهة تفوح الى مسافات بسبب عدم دفعهم لمرتبات عمال النظافة.
وبمنطق الاستخفاف وسطوة الخرافة ووهم المؤامرة الكونية على مشروعهم، تحاول مليشيا الحوثي استغلال حتى انتشار الاوبئة والامراض الفتاكة ضمن حربها الخاسرة لكسب اي تعاطف دولي، غير آبهة باعداد الضحايا اليمنيين الذين تعتبرهم مجرد ارقام غير هامة و”قرابين” في سبيل مشروعها الطائفي والمذهبي المتخفي وراء اقنعة ايرانية مكشوفة.
مصادر محلية وأخرى طبية في العاصمة صنعاء تؤكد ان المدينة تعيش كارثة حقيقة تتمثل في ثلاثي الموت “وباء الكوليرا والجوع وانتهاكات الميليشيا الانقلابية”، في ظل تعمدها المعلن بعدم تقديم العون والمساعدة لانقاذهم من تلك الكوارث وعدم السماح لعدد من المنظمات المحلية والدولية المعنية للعمل على انتشال سكان المدينة منها.
فيما ارجعت مصادر طبية في العاصمة صنعاء، الانتشار الكبير لوباء الكوليرا الى الإبقاء على القمامة في شوارع المدينة في ظل دخول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة وهطول الامطار والتي تساعد في انتشار الامراض الناتجة عن تلك المخلفات، ووضع العراقيل امام المساعدات الإنسانية والطبية وعمل المنظمات الدولية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وسبق تكدس “القمامة” كارثة اختلاط مياه المجاري بمياه الشرب في احياء جنوب العاصمة صنعاء في فبراير من العام الجاري، ما ادى الى اصابة عدد من سكان احياء “البليلي وبيت معياد والصافية” بالامراض ومنها الاسهال الحاد، الى جانب نقل مياه ملوثة عبر ما يسمى بـ “الوايتات” لمعظم سكان المدينة الغير صالحة للاستخدام الادمي والتي تساعد في انتشار “الكوليرا” لانها تنقل من مصادر مياه قريبة من مياه الصرف الصحي او تختلط معها وفقا لما ذكره عدد من سكان صنعاء، الذين اكدوا تحول لون تلك المياه في خزاناتهم الى اللون الأصفر مع وجود ديدان “سوداء” صغيرة فيها.
ووفق احصائيات لمنظمات دولية، حول انتشار وباء الكوليرا في اليمن فان البلاد تعيش وضع كارثي خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين والتي تسجل فيها حالة إصابة كل عشر دقائق، الى جانب تسجيل 8595 حالة اشتباه بالاصابة و209 حالة إصابة مؤكدة الى جانب وفاة ما يقارب 188 حالة.
واعلن تحالف الانقلاب (الحوثي وصالح)، صنعاء عاصمة منكوبة وفي حالة طوارئ صحية، بعد انتشار مخيف لوباء الكوليرا، غير ان وزارة الصحة في الحكومة الشرعية اعتبرت هذا الاعلان المزعوم صادر عن جهة غير ذات صفة بل وغير شرعية.. مؤكدة قيام الحكومة الشرعية بواجباتها في مواجهة هذه الجائحة في كل المحافظات دون استثناء، ووجهت فرق الاستجابة السريعة للطواريء وفرق الترصد الوبائي بسرعة التحرك.
واتهم بيان للوزارة، القوى الإنقلابية وحربها على الشعب اليمني، بالتسبب بخلق بيئة غير صحية بل وجاذبة للكثير من الأوبئة الفتاكة وسببا لتفشيها في مختلف أنحاء البلاد مثل تراكم أكوام القمامة في شوارع وأحياء العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات وعدم كفاءة شبكة الصرف الصحي وطفح المجاري واختلاطها بمياه الشرب ونشوء الكثير من المستنقعات وغير ذلك مما أدى ويؤدي إلى انهيار منظومة الإصحاح البيئي دون أن تلقى أي اهتمام حقيقي من سلطة الأمر الواقع الإنقلابية.
ودعت وزارة الصحة في بيانها، كل المهتمين بالشأن الصحي بصورة خاصة وبالشأن الإنساني بصورة عامة إلى عدم التعامل مع القوى الإنقلابية وما نتج عنها من جهات غير شرعية كونها المتسببة بهذه المعاناة الكارثية لأبناء شعبنا وممارسة الضغط عليها لإجبارها على إنهاء الانقلاب والعودة إلى جادة الصواب لإنقاذ الشعب والبلاد من المخاطر المحققة والمحدقة بهما.
وأفاد المتحدث الاعلامي لمنظمة اليونيسيف في اليمن، محمد الاسعدي، ان حالات الإصابة التي تسجل في المناطق المنتشرة فيها الوباء سواء في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين او المحررة، تزداد كل ساعة لذا لا يمكن اطلاق ارقام إحصائية في ظل هذا الوضع الخطير.
وقال الاسعدي، “ان 14 محافظة يمنية تنتشر فيها الكوليرا”.. مشيرا الى ان المنظمة تعمل حاليا على المساعدة في مواجهة الوباء من خلال تقديمها ما يقارب 14 طنا من ادوية مكافحة الكوليرا التي وصلت الى صنعاء وعدن.