تزداد الأوضاع الإنسانية في مديرية الصلو جنوب شرق محافظة تعز، التي تشهد معارك مستمرة منذ تسعة أشهر تدهورا، بسبب استمرار الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، متسببة في مقتل وإصابة العشرات ، فضلا عن تشريد الآلاف، والنقص الحاد في متطلبات الحياة للمواطنين.
ولعل من أبرز مخلفات الحرب التي تشنها المليشيا الإنقلابية على الصلو مشكلة النازحين، والذين يتجرعون يوميا مرارة العيش، وقسوة النزوح، في ظل انعدام مقومات الحياة، من غذاء، وعناية طبية، وغيرها من الخدمات الضرورية.
منازل مدمرة
المواطن عبدالرحمن محمد وهو أحد النازحين من قرية الصعيد، بسبب الحرب التي أشعلها الحوثيون منذ أكثر من تسعة أشهر، يقول لـ(سبتمبر نت): “مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية دمرت بيوتنا ودمرت كل شيء بهذه البلاد، والآن نحن نازحون في المدارس، ونعاني من نقص في الغذاء والمياه ، ولم تصلنا أي مواد إغاثية”.
وتساءل المواطن عبدالرحمن بحرقة قائلا: “إذا انتهت الحرب منازلنا أصبحت مدمرة إلى أين نعود ؟ “.
واقع مأساوي
وبالرغم من قساوة النزوح إلا أن ذلك لم يقتل براءة الأطفال الذين يحكون واقعا مأساويا لذكريات الحرب الأليمة، وتمنياتهم بالعودة إلى مدارسهم، رغم عدم درايتهم بالمدة التي سيظلون فيها نازحين.
يقول: الطفل محمد عبدالرحمن “حرمتنا الحرب مدارسنا ومنازلنا، وشردتنا، لكنّا نتمنى أن تنتهي هذه الحرب لكي أعود لطابور المدرسة ولمواصلة دراستي”.
جحيم القصف
من جهتها تقول “أم عماد” إحدى النازحات من منطقة القابلة إلى منطقة أخرى ، في مديرية الصلو،: “خرجت أنا وأولادي الثلاثة لا أملك شيء سوى التلهف للبقاء على قيد الحياة!”.
وأضافت: “لا أعرف إلى أين سأذهب ؟! كل ما أعرفه فقط هو أنني أريد أن أبعد أطفالي عن جحيم القصف والموت الذين كانوا يرونه صباح مساء”.
وعن المعاناة التي تعيشها هي وأطفالها تقول “أم عماد”: “وها أنا ذا أمكث في منزل كان مهجور وقديم ، والعراء يحتوينا، والظلام الدامس طوال الليل والنهار، لا مفر منه”.
واستطردت متحدثة ” كما تلاحظين فأنا أعد الأيام الأخيرة لأضع مولودي الرابع، ولو كان الأمر بيدي لجعلته في أحشائي يترعرع وسأحمله طوال عمري، لكي لا يأتي على واقع مرّ كهذا، ومع ذلك لي أمل أن نعود إلى منازلنا وننتهي من هذه الحرب”.
سكتت بعدها “أم عماد”، لبضع ثوانٍ، ثم انهمرت دموعها، لفرط ما تعانيه من خوف وتوجس، وشوق لمنزلها ولأمان أطفالها.
وتزداد المعاناة
أما عماد، وعبدالرحمن، ومحمد وأمهم فهم نماذج من آلاف القصص والحالات، لنازحين شردتهم ميليشيا الحوثي وصالح في مديرية الصلو وأبعدتهم، عن منازلهم وأقاربهم، ومدارسهم، بعد أن فروا من الموت والدمار، على أمل العودة يوما ما.
وتزداد المعاناة في أوساط النازحين، وخصوصا الأسر، التي لديها أطفال صغار، مع استمرار المليشيات الانقلابية في محاصرة بعض قرى مديرية الصلو، ومنع وصول المساعدات الإنسانية إليهم، في سياق العقاب الجماعي الذي تفرضه المليشيات الانقلابية على أبناء تعز، لموقفهم المساند للشرعية، ورغبتهم التواقة للدولة المدنية الحديثة.