لم تكن اليمن تتوقع وهي تقوم قبل بضع سنوات ببناء ملعب دولي لكرة القدم بجنوب البلاد ان يصبح هذا الملعب في يوما ما أغلى ملعب على مستوى العالم، ومن الممكن ان يدخلها موسوعة جينيس للأرقام القياسية.
وبالنظر إلى تكلفه هذا الملعب والتي بلغت 13 مليار ريال يمني ، أي ما يعادل 60 مليون دولار ، والمدة التي استخدم فيها واستفيد منه والمتمثلة في “4 مباريات فقط ” أي 360 دقيقة ، فأن الارقام تؤكد ان تكلفة المباراة الواحدة على ارضيته بلغت 15 مليون دولار، كما تجاوزت تكلفة دقيقة اللعب فيه مبلغ 166 الف دولار ليصبح بذلك أغلى ملعب على مستوى العالم.
وتبدأ الحكاية من عام 2009 عندما تم اختيار اليمن لاستضافة بطولة كأس الخليج في نسختها الـ 20 ، وحينها بدأت الحكومة استعداداتها لهذه المهمة بتجهيز المنشآت المطلوبة ومنها انشاء ملعب ثانٍ إلى جانب الملعب الرئيسي في عدن، لتقام عليه بعض مباريات البطولة.
وبالفعل بدأت الحكومة سريعا في انشاء هذا الملعب على ساحل محافظة ابين والذي يتسع لـ 30 الف متفرج ، وحرصت ان يكون الملعب الجديد مواكبا للتطور الكبير في هذا المجال من جميع النواحي ، ونجحت في تقديم ملعب رائع كان مفاجأة البطولة ولفت انظار كل الأشقاء من الضيوف.
افتتح هذا الملعب الذي اطلق عليه اسم ” الوحدة ” قبل موعد الانطلاق الرسمي بأيام معدودة ، وتحديدا منتصف نوفمبر عام 2010 ليحتضن 4 مباريات فقط، قبل ان يحتله تنظيم القاعدة بعد حوالي 5 اشهر من انتهاء البطولة ويحوله إلى غرفة عمليات له ، عقب سيطرته على محافظة ابين وإعلانها امارة اسلامية.
ولم يمر طويلا حتى اطلقت الحكومة معركة تحرير محافظة ابين من القاعدة، فكان هذا الملعب احد ضحايا المواجهات التي استخدمت فيها شتى انواع الاسلحة ليتحول هذا الصرح العملاق فجأة الى ركام وأطلال، ولم يبق منه الان الا الهيكل الاسمنتي فقط كشاهد على انه كان في ذلك المكان تحفه رياضية طالما حلم بها الرياضيين في هذه البلد.