رفض المخلوع علي صالح استقالة مستشاره وسكرتيره الشخصي، أحمد الصوفي، من حزب المؤتمر الشعبي العام، رغم توعد الصوفي بكشف الحقائق التي بحوزته، في الزمان والمكان المناسبين،
موضحا ان سبب الاستقالة إلى معارضته منذ البداية التحالف مع الحوثيين، إضافة إلى فساد إدارة صالح، وسوء التخطيط.
وأضاف في حديثه إلى جريده «الوطن» السعوديه أن «الصراع العقيم هو الذي يجبر الأشخاص أحيانا على الانسحاب من المواجهة».
وحصلت «الوطن» على نسخة من خطاب الاستقالة الذي تقدم به أحمد الصوفي، السكرتير الشخصي والمستشار الإعلامي للمخلوع، علي عبدالله صالح، وتهديده بكشف حقائق مهمة في الوقت والمكان المناسبين.
وأكد الصوفي في خطابه تخليه عن كل المسؤوليات التي كانت تربطه مع المخلوع، وتوعد بكشف الحقائق التي بحوزته، مرجعا أسباب ذلك إلى وجود تقاعس وتخاذل في صفوف الموالين لصالح، وانتشار الأخطاء الجسيمة حول المحيطين به، إلا أن رفض الاستقالة جاء سريعا، بعد أن طلب منه عدم التدخل في الشؤون الخاصة، وهي إشارة إلى وجود تكتم شديد لدى حزب المخلوع حول التحالفات والصفقات المرتبطة بينه وبين المتمردين الحوثيين.
وتواصلت «الوطن» هاتفيا مع الصوفي، الذي أكد أنه لا يزال في موقعه القيادي داخل حزب المؤتمر الشعبي العام، إلا أن استقالته صحيحة وجاءت على خلفية قضايا خلافية كثيرة تتعلق بالوضع القائم، وسبل الوصول إلى حل متوازن، مشيرا إلى أن «الصراع العقيم هو الذي يجبر الأشخاص أحيانا إلى الانسحاب من المواجهة»، حسب تعبيره.
واشار إلى أنه كان من أوائل الرافضين لانقلاب الحوثيين على السلطة، ولأنه يعيش في صنعاء فهو يرى الحقائق مباشرة، مبينا أن الحوثيين يكيلون له العداء ويحاصرون منزله، بسبب مواقفه الصريحة تجاههم.
كشف مصدر خاص تحدث إلى «الوطن» أن استقالة الصوفي جاءت على خلفية نقاشات حول مبادرات جديدة وتسويات سياسية تقدم بها قادة ميدانيون في المؤتمر،
وتهدف إلى إخراج تعز من دائرة الحرب والصراع القائم، عبر تسوية سياسية، مشيرا إلى أن الصوفي تقدم بمبادرة ترتكز على تفعيل ثلاثة مبادئ رئيسية، هي المواطنة المتساوية، والشراكة المتوازنة في السلطة، وسيادة القانون، بما يحفظ لتعز حقها السياسي والعسكري والمدني في هذه الشراكة، وأنه لا ينبغي أن تدفع تعز وحدها ثمن الصراع العسكري، مما أغضب صالح الذي يصر على كسر تعز سياسيا وعسكريا، كونها أول محافظة تنتفض ضده إبان ثورة 2011.
وصف الصوفي علاقته مع صالح بأنها عائلية أكثر منها مهنية، لافتا إلى أن توجيهه بعد رفض استقالته بعدم التدخل في الشؤون الخاصة «يعتبر صادما»،
وشدد على ضرورة مناقشة الاستقالة في اللجنة العامة وتشكيل لجنة لذلك. موضحا أن المبادئ التي تضمنتها مبادرته لإنهاء النزاع تتمثل في مبدأ المساواة بين اليمنيين، والشراكة المتساوية في السلطة، والتوزيع العادل للثروة، مبينا أنه اتهم في خطاب الاستقالة إدارة صالح بالفساد وسوء التخطيط،
وأكد الصوفي أنه من الشخصيات التي تجنبت الدخول في الصراع القائم بين طرفي الانقلاب، مشيرا إلى أنه لا يوجد منتصر في هذه الحرب، متمنيا أن يخرج حزب المؤتمر من الأزمة بشرف وكبرياء، وأن تكون العلاقة بينه وبين المملكة رابحة، متوقعا أن تلقى الأسس التي وضعها لوقف الحرب مع وجود ضمانات لكل الأطراف، قبولا لدى قوات التحالف العربي والحكومة الشرعية.