يدرس مجلس التعاون الخليجي بدء مشاورات في العاصمة السعودية الرياض في محاولة لإنهاء النزاع الدامي في اليمن والمتواصل منذ عام 2015.
ينظر مجلس التعاون الخليجي في إمكانية دعوة جماعة الحوثي وأطراف يمنية أخرى لإجراء مشاورات في الرياض هذا الشهر في إطار مبادرة ترمي إلى تعزيز مساعي السلام التي تقودها الأمم المتحدة، حسبما قال مسؤولان خليجيان.
وقال المسؤولان اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما قبل صدور إعلان رسمي هذا الأسبوع إن دعوات رسمية سترسل في غضون أيام لإجراء محادثات تتناول الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية للحرب بين الحوثيين المتحالفين مع إيران وتحالف تقوده السعودية. وتدخل الحرب عامها الثامن اليوم الثلاثاء.
وقال المسؤولان إن المسؤولين الحوثيين سيكونون “ضيوفا” على نايف فلاح مبارك الحجرف الأمين العام لمجلس التعاون في مقر المجلس بالرياض بضماناته الأمنية إذا ما قبلت الجماعة الدعوة للمشاركة في المحادثات المقرر أن تتم في الفترة من 29 مارس إلى السابع من أبريل نيسان.
وتعليقا على تقرير رويترز، لمح مسؤول حوثي إلى أن الجماعة ربما لا توافق على السفر إلى السعودية، التي تؤيد الحكومة المعترف بها رسميا وعلى رأسها الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي أطاح به الحوثيون من العاصمة صنعاء في أواخر 2014. ويقول الحوثيون إنهم يحاربون نظاما فاسدا وعدوانا خارجيا.
وقال محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا في الجماعة في تغريدة على تويتر “الرياض طرف في الحرب وليست وسيطا”. وستكون سلطنة عمان، عضو مجلس التعاون الخليجي والتي يقيم بها بعض المسؤولين الحوثيين، والكويت، التي استضافت محادثات سلام سابقة في عام 2015، أرضا أكثر حيادا لمثل تلك المشاورات.
وقال المسؤولان إن هادي المقيم في الرياض وافق على المحادثات. وتواجه الرياض صعوبات لانتشال نفسها من الحرب باهظة الكلفة التي سقط فيها عشرات الآلاف من القتلى أغلبهم من المدنيين ودفعت باليمن إلى شفا المجاعة.
وتعد الحرب، التي يرى كثيرون أنها حرب بالوكالة بين السعودية وإيران، نقطة خلاف بين الرياض وواشنطن. ومن المقرر أن يعقد مؤتمر للمانحين في 16 مارس آذار. وفي الأسبوع الماضي أجرى مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن محادثات مع
الأطراف اليمنية بهدف إعداد إطار عمل لمفاوضات سياسية شاملة. وفشلت في العام الماضي جهود بذلتها الولايات المتحدة والأمم المتحدة لتحقيق وقف إطلاق النار وتصاعدت حدة العنف.
ويواصل الحوثيون محاربة قوات التحالف على الأرض في محافظة مأرب المنتجة للطاقة وهي آخر معاقل الحكومة اليمنية في شمال البلاد. وتسعى السعودية والإمارات للحصول على دعم الولايات المتحدة مجددا في حرب اليمن لأسباب منها الحصول على مزيد من الأسلحة وذلك بعد أن أنهت إدارة الرئيس جو بايدن العام الماضي الدعم لعمليات التحالف الهجومية ورفعت اسم جماعة الحوثي من قوائم التنظيمات الارهابية وسط مخاوف إنسانية.