رفع نائب رئيس الجمهورية نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق الركن علي محسن صالح، اليوم، برقية تهنئة لفخامة الرئيس المشير الركن عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وذلك بمناسبة احتفالات شعبنا بالعيد الـ 59 لثورة الـ 26 من سبتمبر الخالدة.
وعبر نائب الرئيس في البرقية، لفخامة رئيس الجمهورية ولأبناء شعبنا اليمني في الداخل والخارج وأبطال قواتنا المسلحة والأمن والمقاومة البواسل، عن أطيب التهاني والتبريكات بهذه المناسبة العظيمة التي انتزعها الإنسان اليمني عبر نضالاته الجسورة.
فيما يلي نص البرقية:
فخامـة الأخ المشـير الركن/ عبد ربه منصـور هـادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظكم الله
تحية الثورة والجمهورية الظافرة المنتصرة بإذن الله… وبعد
بمناسبة احتفالات شعبنا بالذكرى المباركة لثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة لعام 1962م، أرفع إلى فخامتكم وإلى أبناء شعبنا الأباة في الداخل والخارج وأبطال قواتنا المسلحة والأمن والمقاومة البواسل أطيب التهاني والتبريكات بهذه المناسبة التي انتزعها الإنسان اليمني عبر نضالاته الجسورة خلال 59 ربيعاً وضّاءً، منذ دكّت جماهيرنا الشعبية رموز البغي والظلم والتخلف، مُعلنة بذلك بداية حياة جديدة في بلادنا بالحرية والحق، وبالمحبة والسلام.
لقد مثلت الثورة بداية تاريخ جديد، يُعيد للشعب اليمني مكانته الحضارية، وعملت على الاندفاع به إلى ركب الحياة المعاصرة، متسلحة من ماضيه المشرق ما يساعده على بناء مستقبله، وعملت على انتشال المجتمع اليمني من مجاهل القرون الأولى إلى مشارف عصرنا الحديث.
إن خير الثورة وعطاءاتها المواكبة للطموحات السبتمبرية تمضي معززة بإرادة قوية متعاظمة وبروح توَّاقة، يستمد اليمني اليوم من مبادئ الثورة اليمنية المجيدة سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، القوة لتحقيق الانتصارات تلو الانتصارات ويزداد لأهدافها وعياً وإدراكاً، كلما تعاظمت الأخطار والمهددات، في ظل معركتنا الحقيقة اليوم مع أعدائها وأعداء الحرية والإنسان.
فخامة الأخ الرئيس:
وبلادنا تحتفل بهذه المناسبة الوطنية الغالية، يقف أشجع أبطال اليمن وإلى جوارهم أوفى الأشقاء من التحالف، ببسالة وفداء وتضحية لمواجهة من يحاول النيل من الأهداف السامية لثورة سبتمبر، و يبذلون الغالي والنفيس في معركتنا المصيرية الفاصلة، متحملين كل المشاق، ومتجاوزين مختلف الصعاب في سبيل عزة اليمن وكرامة اليمني باستعادة دولته وحماية هويته من عصابات الانقلاب والإرهاب التي تجردت من كل القيم و باعت نفسها لخدمة أجندة المشروع الإيراني التخريبي.
وفي مقابل معركتنا الميدانية والعسكرية، نخوض جميعاً ومعنا أبناء الشعب الأبي مواجهة هذه المليشيات المتغطرسة الانقلابية وممارساتها الإجرامية على كل المستويات، من عمليات إعدام بالجملة وقتل واختطاف وترهيب وترويع وتجريف للأجيال، متسلحين بالإيمان بالله والإرادة القوية العازمة على تجاوز هذا الوضع وتحقيق الانتصار للشعب وإرادته، التي هي من إرادة الله.
وبين هذه المعركة وتلك، كان الحرص على تحقيق مصالح الشعب اليمني وتخفيف معاناته وإرساء السلام الدائم هو الخيار الوحيد للشرعية بقيادة فخامتكم، لولا تمادي المليشيات الانقلابية وتعمدها مضاعفة معاناة الشعب واستمرار تصعيدها باتجاه المدن واستهداف الأحياء السكنية ومخيمات النازحين والاعتداء المتكرر بالصواريخ البالستية والطيران المسير على الأعيان المدنية والمنشآت الحيوية في المملكة العربية السعودية الشقيقة، علاوة على الإضرار بالملاحة الدولية وتهديد الممرات المائية والاستقرار الدولي بشكل عام.
ونستحضر في هذه المناسبة دور الأشقاء في جمهورية مصر العربية الذين أسهموا مع ثوارنا الأحرار في صنع معجزة حقيقية في تاريخ الأمة، مثمنين مآثرهم البطولية وجهدهم الأخوي والعروبي الذي لن ينساه التاريخ.
ولأبناء شعبنا السبتمبري المناضل: إنكم تدركون بصبركم ووعيكم الجمهوري الراسخ، أنه مع كل يوم تتبجح فيه المليشيات الكهنوتية الإمامية على صدور وقلوب اليمنيين، هو يومٌ يزداد فيه انكشاف مشروعها الدموي العنصري، وانفضاح عبوديتها وارتهانها المطلق لأسيادها من أصحاب العمائم السوداء في طهران وأذنابهم في المنطقة، لتصل إلى المستوى الذي ليس بعده إلا السقوط المدوي إلى القعر وإلى مزبلة التاريخ بإذن الله.
وليس عندنا ذرةً من شك أن ثمرة الصابرين من أحرار اليمن وجَلَدهم وتضحياتهم بعد إرادة الله ستقضي بهذا المصير عما قريب، ذلك أن مشروع الحوثي وُجِد ليموت، ويدٌ خبيثةٌ تطاولت لِتُكسر.
وما من شك في أن اصطفاف ووحدة اليمنيين بمختلف المكونات السياسية والاجتماعية والثقافية هو العلاج الناجع لمواجهة هذه الفئة، وأحد أهم أسباب زوالها من حاضر ومستقبل بلد الإيمان وشعب الحكمة.
ولنا في آبائنا وأجدادنا الأوائل خير مثل، إذ لم يُثنهم طول الكفاح لينصرفوا عن منازلة الإمامة، أو تُضعضع في عزيمتهم الإتهامات وألسنة التشكيك، ولم تفت في عضدهم بهرجة الطغاة وكبريائهم وتبادل النصر والهزيمة معهم كرَّة بكرَّه؛ فصبروا وتجلَّدوا وأخذوا الدروس وتحملوا المشاق حتى صنعوا فجر أيلول المجيد وصبحه البهيّ الذي أشرقت فيه شمس الحرية اليمانية، ذلك أنهم كانوا يعرفون تمام المعرفة طبيعة عدوهم، وانعدام مروءته، وعدم تورّعه في ارتكاب كل شيء لعدم امتلاكه أدنى مستوى من مبادئ الخصومة، فكانت مواجهته تستغرق هذا العناء، وكانت نتيجةُ هذا العناء تستحق كل الإحتفاء من كل الأجيال.
وفي غمرة احتفالات شعبنا بعيد الثورة المباركة نوجه التحية وبالغ التقدير لأشقائنا في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة التي تتزامن احتفالاتهم باليوم الوطني مع احتفالات بلادنا بذكرى الثورة اليمنية، في تجسيد لعمق الأخوة بين البلدين والشعبين الشقيقين وما يجمعهما من أواصر المحبة والود والوفاء.
نترحم على شهداء الثورة المباركة، صانعي المجد والفخر لهذا الشعب، والرحمة والخلود لمن لحق بهم على ذات الدرب من أبطال جيشنا الوطني والأمن والمقاومة، مبتهلين إلى الله العلي القدير أن يتغمدهم بالرحمة الواسعة ويجزيهم عن أمتهم وشعبهم خير الجزاء.
تهانينا وخالص أمنياتنا لفخامتكم وللشعب اليمني بهذه المناسبة الوطنية العظيمة، سائلين الله تعالى أن يُعيدها على شعبنا بالنصر والفلاح والعزة والاستقرار.
الخلود لشهدائنا الأبرار،،، والشفاء للجرحى،،، والخلاص للمختطفين والأسرى،،، والنصر لليمن.