يتعرض تلاميذ المدارس الي مخاطر كبيرة وكثيرة في الحديدة
وتزداد المخاطر وفق تقرير للمركز الاعلامي لالوبه المالقه في المناطق التي ما تزال مليشيات الحوثي تسيطر على أجزاء منها، وعلى سبيل المثال لا الحصر باتت مسألة الذهاب إلى المدرسة والعودة منها خطيرة للغاية، إذ يواجه الأطفال مخاطر القتل على أرصفة الطرقات نتيجة الألغام الحوثية، أو التعرض للقتل المباشر في أي مكان وحتى داخل أسوار وفصول المدرسة نفسها، كما حصل في إحدى مدارس قرية الجبلية جنوبي المحافظة.
وفي تقرير للمركز الاعلامي روبويه العمالقرصد قصه عمر قاسم عبدالله البالغ من العمر 15 عام، لم ينشغل بالاستمتاع واللهو واللعب مع من هم في سنه من الأطفال اللذين يترددون على المدرسة في الجبلية ولا يعرفون مصيرهم في ظل تمركز قناصة الحوثي على أطراف قريتهم، كان عمر يذهب إلى المدرسة كل صباح يؤدي واجبه ثم يعود بعد ذلك للعمل في حقل زراعي خاص بوالده الذي فارق الحياة بحادث مروري، ليبيع محصول الحقل من أجل الإنفاق على أمه وأشقائه الثلاثة، رغم حداثة سنه.
في أحد الأيام، قبل عامين، في الوقت الذي كان فيه الطلاب يركضون في أروقة المدرسة أثناء الاستراحة، سقط عمر على الأرض وقد تضرجت كراسته بدمه الطفولي متأثرًا برصاصة قناص حوثي سكنت في رأسه وأدت إلى مقتله في الحال.
بكمد وبؤس تقول والده عمر: ذهب ابني إلى المدرسة وقام أحد عناصر الحوثيين بقنصه، وأما زوجي فقد مات قبل هذه الحادثة بعامين إثر حادث مروري، وتردف بنبرة حزينة قائلة: بقيت وحدي مع ثلاثة أطفال ولا أحد يعولنا.
يقول يحيى عبدالله عم الطفل: بأن ابن أخيه عمر قاسم كان يعول أمه وإخوانه الثلاثة بعد وفاة والده قبل عامين، وقد جرى قنصه من الحوثيين في المدرسة.
ويتابع العم بحديث مقتضب، أن الحوثيين تسلطو عليهم، ولم يرحموا الأطفال ولا المواطنين ولا حتى الحيوانات، بل وزرعوا الألغام في كل مكان حتى أنهم لا يستطيعوا السير بأمان، كما قام الحوثيين بتدمير منازلهم وكل شيء يمت لحياتهم بصلة.
وشدت أم عمر الرحال عازفة على انشودة النزوح الحزينة مع أطفالها الثلاثة، تاركة أرضًا مضخمة بدماء ابنها وحقلًا يعني لها الكثير والكثير، لتستقر في منطقة الحيمة داخل كوخ يتوسطه موقد نار تعم حوله المواشي، ويتجرد من الأثاث المنزلية بقدر تجرد مليشيات الحوثي من الإنسانية.
شاهد :