أصدر ائتلاف الإغاثة الإنسانية بمحافظة تعز وسط اليمن، اليوم الأحد، تقريره السنوي عن الأوضاع الإنسانية في المحافظة للعام 2016، تضمن إجمالي الخسائر البشرية والمادية التي تم رصدها جراء الأحداث في المحافظة، والوضع الصحي والتعليمي القائم، والاحتياجات الإنسانية الإغاثية للمحافظة.
وأعلن ائتلاف الإغاثة في تقريره مقتل 1231، وجرح 7261 آخرين بينهم نساء وأطفال خلال العام الماضي 2016، بينها إصابات خطرة، جراء عمليات القنص والقصف العشوائي المكثف على الأحياء السكنية.
تضرر وتدمير
وقال الائتلاف أن 4104 منزلاً ومنشأة ومحلا تجاريا ومدارس ومساجد ومباني حكومية وخدمات عامة وطرق رئيسية وجسور تضررت بفعل الحرب في أكثر من 15 مديرية شهدت مواجهات مسلحة وقصفاً عنيفاً بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، والتي تمكن الائتلاف من تسجيلها، فيما توجد هناك عشرات المنازل والمنشئات لم يتمكن الائتلاف من تسجيلها بسبب استمرار الحرب.
ويؤكد ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تقريره بأن خدمات المياه والكهرباء والنظافة لا تزال منقطعة عن المدينة، إلى جانب انعدام معظم الخدمات الصحية والأدوية خلال العام 2016.
تهجير قسري
مشيرا في تقريره إلى أن 177574 أسرة تعرضت للنزوح والتهجير القسري من منازلها وأحيائها وقراها في مناطق (الوازعية، حيفان، الصلو، صالة، التعزية، الدبح، حذران، غراب، الجحملية، المقاطرة، الربيعي)، فيما لازال هناك 317419 أسرة متضررة في مديريات المحافظة.
وتلجأ الأسر النازحة التي تعرضت للتهجير القسري من مناطق المواجهات بتعز إما إلى المدارس أو إلى أسر مضيفة داخل محافظة تعز ومحافظات أخرى، والكثير من هؤلاء لم تسنح لهم الفرصة أخذ ما يلزم من أمتعتهم وممتلكاتهم الشخصية وأثاث منازلهم خوفاً من الموت الذي يلاحقهم، كما تعرضت منازل المئات منهم للتدمير الجزئي والكلي.
التنفيذ لا يساوي الاحتياج
ومؤخراً حذر ائتلاف الإغاثة الإنسانية من مجاعة حقيقية، قد تؤدي إلى كارثة إنسانية وشيكة في محافظة تعز، وقد يصل بها الحال إلى ما وصلت إليه محافظة الحديدة، كون المساعدات الإنسانية التي تصلها من المنظمات الدولية المانحة غير كافية ولا تفي بالغرض، مقارنة بعدد السكان المتضررين والضحايا، كما لم يتم الاستجابة لنداءاتها و مناشداتها إلا بالشيء البسيط، بعد أن كان الحصار المفروض على المدينة يقف عائقا أمام دخول تلك المساعدات.
كما يجدد التذكير بأن الوضع الإنساني يزداد سوءً من منطقة إلى أخرى، وارتفعت حدته في 15 من مديرياتها، والتي لازالت تشهد مواجهات مسلحة حتى اليوم، ويعيش فيها آلاف المتضررين والنازحين والمنكوبين، مجددا مناشدته للمنظمات الإنسانية والجهات المختصة لدعم المحافظة وسرعة إيصال المساعدات اللازمة إليها.
لافتاً إلى أن الحكومة اليمنية كانت قد أعلنت تعز -الأكثر سكانا في اليمن- مدينة منكوبة جراء الحرب والحصار، كما أعلنت منظمات دولية في تقاريرها الصادرة خلال العام الماضي أن تعز هي أكثر المحافظات تضررا في اليمن جراء الحرب من حيث أعداد القتلى والجرحى والنازحين.
ومنذ بداية الحرب الدائرة التي شهدتها اليمن عامة وتعز خاصة، حصل توقف للمرافق العامة عن تقديم الخدمات الأساسية (ماء – كهرباء – نظافة) ، وكذلك المنشئات الخاصة، والأعمال الاقتصادية والتجارية عن العمل، مع انعدام المشتقات النفطية، وتدمير الألاف من المنازل والمؤسسات المختلفة، وجرح وقتل الآلاف من الأبرياء، وحصلت تدخلات إنسانية خلال العام 2016م من بعض المنظمات .
إلا أن تلك التدخلات الإغاثية الإنسانية لم تكن سوى سطحية ومتقطعة، غير ملبية لاحتياجات المحافظة، ولم تعالج المشكلات الحقيقية التي خلفتها الحرب، ومن ثم أقام الائتلاف عدة لقاءات وورش منذ بداية شهر أكتوبر2016 م حيث شكلت لجان تحضيرية باشتراك جميع الجهات، منها المكاتب الحكومية والتخصصين والخبراء، والأعضاء والشركاء العاملين في الميدان وكذلك تم الاطلاع على التوصيات والتقارير لعام 2016 م وتم الخروج بدراسة احتياجات المحافظة لعام 2017م .
احتياجات 2017
وبالتزامن مع إطلاق الائتلاف لتقريره السنوي للعام الماضي، فإنه يعلن عن احتياجات محافظة تعز للعام 2017 بحسب رؤيته التي توصل إليها بعد عقد عشرات الورش والندوات واللقاءات مع الجهات والمكونات الإغاثية في المحافظة منذ أكتوبر 2016.
وتتلخص الاحتياجات المعلنة ف مجالات “التغذية – الصحة – المياه والصرف الصحي – ايواء النازحين – الأمن الغذائي والزراعة – الحماية – الإصحاح البيئي – التعليم (العالي، الفني، العام) – المرأة والطفل – بناء القدرات – الكفالات (المعاقين والعجزة) – المشاريع التنموية المستدامة – مشاريع التمويل الصغيرة والأصغر للمهن والحرب”.
ويشير بيان الاحتياج إلى أن لدى الائتلاف مقترحات لأنشطة مختلفة لكل مجال من المجالات السابقة، وكذلك آليات التنفيذ لها في جميع مديريات المحافظة مع توفر احصائيات متكاملة ومحدثة لجميع فئات المستفيدين.
ويجدد ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز دعوته للمنظمات الدولية المانحة إلى سرعة إرسال المساعدات الإنسانية واستهداف السكان المتضررين بالمساعدات الإنسانية المختلفة، حتى لا تصبح المدينة مهددة بالمجاعة والأوبئة المختلفة.