نشر سبتمبر نت، تقريرا مفصلا عن جريمة جديدة لمليشيا الحوثي تحت عنوان: “قصف مستشفى الجفرة.. جريمة حرب وانتهاك صارخ للأعراف والمواثيق الدولية”.
في حربها العبثية على اليمنيين لم يبق شيء إلا وطالته يد الخراب الحوثي ما يؤكد أن لا شيء مستثنى لدى جماعة دأبت الانتقام فاسترخصت كل شيء.
مساء الإثنين قصفت مليشيا الحوثي مستشفى حكومي غرب محافظة مأرب ما أدى إلى خروج أقسامه عن الخدمة وقُتل أربعة أطباء وجرح آخرون.
القصف ألحق أضراراً مادية كبيرة بأقسام مستشفى الجفرة المخصص لأهالي منطقة الجدعان بمأرب يستقبل مئات المواطنين.
المستشفى ذاته كان قد تعرض لقصف من قبل الحوثيين مطلع فبراير الماضي ما ألحق به أضراراً بالغة بالمعدات والتجهيزات التي يضمها.
افلاس اخلاقي
المنشآت الطبية والمراكز الصحية في اليمن عموما لم تسلم من الاعتداءات الحوثية الموالية للنظام الايراني إذ تتعمد المليشيا قصف المستشفيات ونهب الصيدليات وقتل المرضى وإرهاب الأطباء في جريمة حرب تضاف لسجلها الإرهابي.
يقول محللون: إن استهداف المستشفيات التي تعمل على مساعدة المرضى النازحين وتقديم خدماتها الانسانية يعكس مدى الافلاس الاخلاقي لتلك المليشيا ويدل على سقوط قيمها الانسانية لتسجل اسمها وبجدارة في خانة المنتهكين للقانون الدولي والانساني فمثل هذه الاعمال الاجرامية لايقبلها دين أو عرف أو قانون.
جريمة حرب
خبراء في القانون الدولي اعتبروا مواصلة المليشيا استهدافها الممنهج للمنشآت الطبية والمدنيين تحديا سافرا منها للقانون الدولي والقوانين والمعاهدات الدولية التي تحظر استهداف المدنيين والمنشآت الطبية.
قرارات مجلس الأمن تصنف تلك الانتهاكات جرائم حرب إذ تنص على أن الهجمات الموجهة عمدا ضد المستشفيات والأماكن التي يجمع فيها المرضى والجرحى والوحدات الطبية ووسائل النقل تشكل جرائم حرب في حكم القانون الدولي.
الجرائم الحوثية ساهمت بتفاقم الأوضاع الصحية بشكل أكبر من وضعها الكارثي في الوقت الحالي حيث تكبد هذا القطاع خسائر فادحة جراء الحرب الحوثية القائمة منذ سنوات ضد اليمنيين ففي آخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية أكد أن أكثر من نصف المرافق الصحية في اليمن خارجة عن الخدمة.
صانعة أزمات
يؤكد باحثون سياسيون أن مليشيا الحوثي تسعى حثيثا لإفشال الدولة اليمنية التي تتعرض للكثير من الأزمات سواء على المستوى الداخلي عبر خلق المزيد من التوترات وأحداث العنف التي تؤثر سلبا على الأوضاع السياسية والاقتصادية واستهداف المنشآت الطبية وسرقة مساعدات الدول المانحة ما أدى لتدهور الحالة الانسانية في اليمن وأيضا على الصعيد الاقليمي والدولي حيث تمثل المليشيا الحوثية الموالية لإيران مصدر قلق لحركة الملاحة الدولية.
يجمع محللون أن أطماع الحوثيين المدفوعة من إيران ستدخل اليمن في مرحلة جديدة من تدهور الحالة الانسانية بسبب نقص الخدمات الطبية الصحية وأيضا الغذاء التي تسببت في تقليص المساعدات الأممية إلى النصف في مناطق سيطرتها بعد أن تبين سرقة المساعدات من قبل قادة المليشيا الحوثية الارهابية وكذا نهبها وتوزيعها لمقاتليها في الجبهات التي تبين قبل أيام من خلال استعادة الجيش لمواقع في صرواح حيث وجدوا تلك المساعدات الأممية مكدسة في المتارس بعد حرمان المستحقين من المواطنين منها وحسب مراقبين فإن وجود تلك المساعدات لدى مقاتلي الحوثي تضع الأمم المتحدة في مواجهة مع الشعب الذي يعدها تمويلا لحرب الحوثيين عليه.
لم يعد يقتصر الأمر على تدمير الحوثيين للمنشآت الطبية ومنع اليمنيين من الحصول على الخدمات الصحية بل وصل الأمر إلى حد التسبب في إيقاف المساعدات الدولية المقدمة لليمن الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية تتطلب من الحكومة الشرعية التحرك الدولي مستغلة اعترافات الأمم المتحدة المتعلقة بسطو الحوثيين على المساعدات المقدمة للشعب وبيعها في الاسواق السوداء كأوراق ضغط تمكنها من طلب تحرك دولي ضد جرائم الحوثيين بحق اليمن.
غياب الموقف الدولي
رغم أن الهجمات الحوثية تتعارض بشكل قطعي مع قواعد الحرب والقوانين الدولية والانسانية بل وتنتهكها إلا أن الغريب في الأمر هو غياب موقف دولي قوي يدين تلك الممارسات ويسعى إلى وضع حد لها لعدم تكرارها.
وزارة الصحة في الحكومة الشرعية استنكرت الصمت المطبق للمنظمات الدولية العاملة في المجال الانساني والتي لم تدن استهداف المستشفى الحكومي بمديرية الجفرة محافظة مأرب حتى الآن وما سبق ذلك من حوادث مماثلة باستهداف المنشآت وطواقم الاسعاف والعاملين الصحيين في انتهاك صارخ للمواثيق والاعراف الدولية.
السلطات الصحية بمحافظة مأرب جددت مطالبتها للأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن وسفراء الدول والمنظمات الحقوقية والانسانية المحلية والدولية بالتحقيق في القصف والاستهداف الممنهج للمنشآت الطبية ووسائل النقل والكوادر الصحية من قبل مليشيا الحوثي المدعومة من إيران وشددت على ضرورة ألا تقف المنظمات الدولية موقف المتفرج حيال جرائم المليشيا الحوثية .
موقف أممي هش
التعامل الأممي مع المليشيا الحوثية يظل ناقصا فإدانة الجرائم التي ترتكبها المليشيا الحوثية لا تكفي مالم تتخذ إجراءات رادعة ضد الجماعة الارهابية الموالية للنظام الايراني خاصة مع تكرار تلك الحوادث مما أسفر عن خروج أغلب المراكز الصحية عن الخدمة وهو الأمر الذي زاد من المأساة الانسانية في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الارهاب الحوثية.
القصف أثار استياء واسعا وتنديدا كبيرا من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مستنكرين الصمت الأممي ازاء استهداف المرافق والمنشآت الصحية ومؤكدين على ضرورة تدخل المبعوث الأممي بشكل عاجل لوقف الاعتداءات على المراكز الطبية في اليمن الذي يعاني من أسوأ أزمة إنسانية وصحية على مستوى العالم خصوصا في ظل تأهب اليمنيين لمواجهة فايروس كورونا.
جرائم متواصلة
الاعتداءات الأخيرة على مستشفى الجفرة بمفرق الجوق لم تكن مفاجئة لأنه طالما كانت المستشفيات والمراكز الصحية ضحية إرهاب الحوثيين منذ انقلابها على الدولة والجمهورية وتختلف أساليب مليشيا الحوثي لاستهداف المستشفيات حسب الهدف الذي تريد عناصر الارهاب الحوثية تحقيقه فهناك القصف المباشر بهدف إلصاق التهمة بالتحالف العربي أو السيطرة على المستشفى لاستخدامه منصات اطلاق الصورايخ لأنهم يدركون أن مقاتلات التحالف العربي لاتستهدف تلك المنشآت وبالتالي فإن الحوثي لا يتوانى عن قصف المراكز الصحية مالم يكن هناك موقف دولي حاسم ضد تلك الاعتداءات خاصة أن الوضع الانساني في اليمن سيء للغاية.