تسعى مليشيا الحوثي، منذ انقلابها على الحكومة الشرعية في سبتمبر من العام 2014، إلى تدمير العملية التعليمية في البلاد من خلال حوثنة التعليم وتغيير وتحريف المناهج الدراسية كما يروق لها ويتفق مع أفكارها الإرهابية المتطرفة.
ومنذ قيامها بالانقلاب المسلح على الحكومة الشرعية ومليشيا التمرد والانقلاب الحوثية تستهدف الهوية الوطنية بإحداث تغييرات طائفية خصوصا في العملية التعليمية التي أثخنت فيها الجراح من خلال التزييف والتحريف الممنهج.
وقامت المليشيا الحوثية المتمردة المدعومة إيرانياً على مدى السنوات الست الماضية بإخضاع طلاب المدارس لبرامج طائفية يجري من خلالها غرس أفكار تحرض على العنف والكراهية ومن خلالها تزج الآلاف منهم للقتال في صفوفها.
وتشير العديد من التقارير التربوية إلى أنّ مليشيا الحوثي المتمردة قامت بتحريف مواد أساسية وأدخلت على الكتب المدرسية إضافات وتعديلات في محاولة لتمرير أفكارها الطائفية ومسخ عقول الطلاب عبر المناهج الدراسية وذلك – بحسب ما تؤكد مصادر متطابقة في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة المليشيا – ضمن سياستها التدميرية للتعليم في البلاد.
تغيير أسماء المدارس بأخرى طائفية
وتمر العملية التعليمية في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي المتمردة المدعومة إيرانياً بأوضاع مروّعة، في ظل تصاعد الانتهاكات التي ترتكبها المليشيا المتمردة ضد العملية التعليمية.
أمس السبت، قامت المليشيا باعتداء سافر على العملية التعليمية من خلال إصدارها قرارات تقضي بتغيير أسماء عدد من المدارس الحكومية في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتها.
وتذكر مصادر محلية في العاصمة صنعاء رافضة لما تقوم به المليشيا المتمردة من عملية حوثنة للتعليم، بأن المليشيا غيرت أسماء مدارس حكومية في العاصمة بأسماء تنتمي لأفكار ومعتقدات الجماعة المدعومة من إيران والتي تتبنى أفكار مرشديها المزيفة والطائفية المتطرفة في هذه الدولة.
وبحسب تعميم أصدره مكتب التربية التي تسيطر عليه المليشيا المتمردة في العاصمة صنعاء فقد استبدلت المليشيا المدعومة إيرانياً اسم مدرسة خالد بن الوليد، بمدرسة الإمام الهادي، ومدرسة الفاروق، الواقعة بمنطقة القاع باسم الامام زيد بن علي، استبدلت معها أيضا اسم مدرسة بابل بمدرسة 21 سبتمبر، ذكرى انقلاب الجماعة المسلحة على الشرعية، ومدرسة عثمان بن عفان بمدرسة مالك الأشتر، ومدرسة عمر المختار بمدرسة علي بن الحسين.
إمتداد لنهج مماثل
الجدير بالذكر ان ذلك يأتي إمتدادا لعمليات مماثلة قامت بها المليشيا الحوثية في محافظة إب، الواقعة هي الأخرى تحت سيطرتها، بتغيير أسماء عدد من المدارس الحكومية بالمحافظة في ظل استهداف ممنهج للعملية التعليمية والمرافق الحكومية، فيما بات يعرف بملشنة وحوثنة التعليم ومؤسسات الدولة والذي تدأب المليشيا على القيام به.
وأقرت مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانياً في منتصف فبراير الماضي تغيير اسم مدرسة الثورة للبنات بمحافظة إب، إلى مدرسة “فاطمة الزهراء” واسم مجمع الصالح الثانوي للبنين إلى مجمع “الشهداء” وكلتا المدرستين بمديرية جبلة، الواقعة جنوبي غرب المحافظة، الواقعة وسط البلاد.
استهداف الجامعات
ولم تكتفي المليشيا المتمردة بذلك بل وصلت إلى استبدال أسماء قاعات التدريس في جامعة صنعاء وغيرها من الجامعات الحكومية بأسماء قياداتها الذين لقوا مصرعهم خلال المعارك مع قوات الجيش في مختلف جبهات القتال.
وجعلت تلك الممارسات التي تقوم بها مليشيا الحوثي الانقلابية من خلال استهداف العملية التعليمية منظمات عالمية وإقليمية ومحلية تصدر تحذيرات متتالية عن تردي وتدهور العملية التعليمية نتيجة ممارسات المليشيا بقيادة يحيى الحوثي شقيق زعيمها الذي قام تسييس التعليم وتحويله إلى تعبئة وثكنات عسكرية بعد تعيينه وزيرا للتربية والتعليم من قبل المليشيا المتمردة.
خطر يحدق بالعملية التعليمية
وبحسب منظمة يونيسيف فإن الحرب التي تشنها المليشيا الحوثية تسببت في إغلاق أكثر من 3584 مدرسة، فيما حولت المليشيا الحوثية جميع المدارس المغلقة إلى ثكنات عسكرية ومخازن سلاح، وأصبح تعليم 4 ملايين ونصف المليون طفل يمني يحتضر.
وحذرت اليونيسيف من خطورة الوضع التعليمي على مستقبل أطفال اليمن، خاصة مع تصاعد الحرب التي فرضتها المليشيا الحوثية المتمردة المدعومة إيرانياً، مؤكدة أن قطاع التعليم في اليمن على حافة الانهيار، وأحد أكبر ضحايا الحرب التي تسبب فيها مليشيا الحوثي في البلاد.