تواصل مليشيا التمرد والانقلاب الحوثية اختطاف الآلاف المواطنين في سجونها بصنعاء وبقية المناطق التي تسيطر عليها دون ابداء أي استجابة للدعوات الأممية والمحلية للإفراج عن المختطفين والأسرى احترازاً من تفشي كورونا.
العديد من الدعوات المطالبة بالإفراج الفوري عن السجناء والمختطفين في سجون المليشيا، لم تلقى أي استجابة من المليشيا المتمردة التي تتعنت وتصر على عدم الإفراج عن المعتقلين رغم الجائحة الوبائية التي تهدد العالم، دون أي اكتراث بمصيرهم في حال تفشي الفايروس الخبيث الذي أصاب قرابة المليون شخص في العالم وأدى إلى وفاة قرابة 40 ألفا.
أكثر من 25 منظمة محلية ودولية إزاء ذلك، طالبت بالإفراج الفوري عن السجناء والمختطفين في سجون المليشيا الحوثية المتمردة في ظل انتشار الفيروس المتزايد وخوفا من انتشاره في البلاد في ظل وجود الآلاف من المحتجزين في سجونها منهم من يعانون من أمراض مزمنة.
وتأتي هذه الدعوة – وفقا لما أكد البيان – وسط مخاوف كبيرة من انتشار وباء كورونا في أوساط كافة السجناء في مراكز الاحتجاز المزدحمة والمكتظة بهم، ويزيد خطورتها ما يعيشونه من ظروف احتجاز غير صحية وغير ملائمة، داخل مراكز الاحتجاز بغض النظر عن مدى قانونيتها.
البيان ذكر إن الآلاف من المدنيين وجدوا انفسهم في وضع مأساوي اقتيدوا خلاله الى مراكز احتجاز وظروف سجن وحشية وغير عادلة، في وقت تواصل المليشيا المتمردة احتجاز الآلاف في سجونها ومعتقلاتها التي في حال انتشار الفايروس القاتل سوف تتحول إلى بؤرة لانتشار الفايروس وحدوث آلاف الإصابات.
وشدد البيان على ضرورة الإسراع بالإفراج عن جميع المحتجزين في ظل الأوضاع المأساوية التي تعاني منها السجون وافتقارها لأدنى الشروط الصحية والانسانية اللائقة، الأمر الذي لا يهدد حياة المحتجزين فحسب، بل يمكن أن يخلق بؤرة خطيرة لانتشار الفيروس، يتجاوز أسوار هذه السجون، والذي لن يستطيع أي طرف السيطرة على انتشاره.
الجدير بالذكر أنه ومع هذه الدعوة، فإن عدداً من المحافظات اليمنية التي تخضع لسلطة الحكومة الشرعية بادرت للإفراج عن العديد من السجناء كأحد الاجراءات الاحترازية ضد احتمالات تفشي فايروس كورونا المستجد “كوفيد 19” استجابة لدعوات انسانية.
واستجابة لهذه الدعوة واحتراما لحياة الإنسان والحالة الإنسانية أفرجت الحكومة الشرعية في مناطق سيطرتها عن 511 سجينا مع استمرار جهود الإفراج عن المزيد وفقاً لتصريحات السلطة المحلية في محافظات المهرة، وشبوة، ومأرب، وتعز، وحضرموت، مؤكدة السلطات المحلية في تلك الخمس المحافظات أن ذلك يأتي للتخفيف من الازدحام في السجون وفي إطار التدابير والإجراءات الاحترازية من تفشي كورونا.
وأفرجت النيابة العامة في محافظة تعز، عن 240 سجينا، فيما تم في محافظة شبوة، الإفراج عن 77 سجيناً في شبوة على دفعتين، في حين أفرجت النيابة العامة في محافظة المهرة عن 49 سجيناً وتكفلت بدفع مبلغ 17 مليون ريال للمسجونين على ذمة قضايا مالية، في الوقت الذي افرجت فيه النيابة العامة بمحافظة مأرب عن 62 سجيناً، حيث يأتي ذلك عقب خطوة مماثلة بمحافظة حضرموت، تمثلت بالإفراج عن 83 سجينا.
ويأتي هذا في الوقت الذي تواصل فيه مليشيا الحوثي الانقلابية اختطاف الآلاف في سجونها ومعتقلاتها في العاصمة صنعاء، وبقية المناطق التي تسيطر عليها دون ابداء أي استجابة للدعوات الأممية والمحلية للإفراج عن المختطفين والأسرى احترازاً من تفشي كورونا،و دون أي احترام للحالة الإنسانية أو اكتراث للوضع الكارثي الذي يشهده العالم في ظل جائحة كورونا.
فريق الخبراء الإقليميين والدوليين بشأن اليمن، كان عبر الإثنين الماضي، عن قلقه البالغ إزاء المخاطر المحتملة لتفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” بين السجناء والمحتجزين السياسيين في اليمن، والذي تقوم مليشيا الحوثي الانقلابية باحتجاز آلاف منهم في العديد من سجونها ومعتقلاتها في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرتها.
ودعا الفريق، وهو لجنة دولية معنية برصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، إلى الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين والسجناء السياسيين المعتقلين في مرافق الاحتجاز السياسية والأمنية والعسكرية لمنع وتخفيف انتشار الفايروس، بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الدولي، محذرا في بيان له، من أن الوضع الهش للسجناء والمحتجزين يجعلهم عرضة لخطر كبير في حال تفشي الفيروس بسبب ظروف الاعتقال المروعة.
منظمة سام للحقوق والحريات مقرها “جنيف” طالبت في السياق مليشيا الحوثي الانقلابية إخلاء سبيل جميع المعتقلين في السجون والمعتقلات التابعة لها في ظل المخاوف من تفشي وباء كورونا، مؤكدة على إخلاء سبيل جميع المعتقلين في السجون، في ظل انتشار وباء كورونا والمخاوف الكبيرة بشأن انتشاره في اليمن، في ظل الأوضاع السيئة التي تعاني منها السجون وافتقارها للشروط الصحية والطبية والانسانية اللائقة، الأمر الذي يهدد حياة المعتقلين.
الجدير بالذكر ان رابطة أمهات المختطفين، طالبت المجتمع الدولي والمحلي والمنظمات الحقوقية، بالضغط بإطلاق سراح شامل لجميع المختطفات والمختطفين والمعتقلات والمعتقلين تعسفاً، والمخفيين قسراً، تحسبًا من انتشار فيروس كورونا، داعية الرابطة في بيان لها، مليشيا الحوثي المسلحة إطلاق سراح جميع المختطفات والمختطفين والمخفيين قسراً والمعتقلات والمعتقلين المرضى، في جميع السجون وأماكن الاحتجاز بشكل عاجل واستثنائي، متجاوزين الآليات التي يطول أمد عملها، للإسراع بالتنفيذ.
وأضافت “ندرك تماماً حجم الخطر الذي يتهدد المختطفين في السجون وأماكن الاحتجاز، حيث لا تتوفر فيها الرعاية الطبية المختلفة، كما لا تعمل إداراتها أي إجراءات وقائية أو احترازية أو علاجية في مواجهة الأوبئة، وكل ما تقدمه للمرضى المهدئات، ولا يوجد فيها كوادر طبية مؤهلة، وعياداتها إن وجدت غير مجهزة”، مشيرة إلى أنه لا يتوفر في هذه السجون وأماكن الاحتجاز مستلزمات النظافة الشخصية، والنظافة العامة، كما أن المختطفون لا يحصلون فيها على كفايتهم من الماء النظيف الصالح للشرب، والغذاء المتوازن، مما يضعف مناعتهم في مواجهة الأمراض والأوبئة، ويتعرضون وبشكل ممنهج للتعذيب النفسي الذي يجعلهم في خوف وتوتر دائمين.
وأبدت الرابطة مخاوفها الكبيرة من تفشي فيروس كورونا المستجد في سجون ميليشيا الحوثي الانقلابية الممتلئة بآلاف المعتقلين خصوصا الذين يعانون من الأمراض المزمنة، لافتة إلى أن ما يقارب 334 مختطفاً في سجون المليشيا الحوثية المتمردة يعانون من أمراض مزمنة يظلون هم الفئة الأضعف في مواجهة خطر هذا الوباء في حال إنتشاره.
وجددت الرابطة دعوتها للأمم المتحدة والمنظمات الحكومية والحقوقية بالتدخل الفوري لإطلاق سراح المختطفين والمخفيين قسراً في سجون مليشيا التمرد والانقلاب الحوثية قبل تفشي فيروس كورونا فيها، مشددة على أهمية الإسراع في تنفيذ الافراج عن المختطفين في ظل الانتشار السريع لوباء كورونا في العالم.
وطالبت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات في بيان لها المجتمع الدولي، بممارسة الضغوط على مليشيا الحوثي الإنقلابية، من أجل الإفراج عن كافة المختطفين في سجونها المختلفة في المناطق التي تسيطر عليها، وذلك في إطار الإجراءات والتدابير الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا .