تأتي الذكرى الخامسة لانطلاق عمليات تحالف دعم الشرعية، كمناسبة مهمة لإعادة تسليط الضوء على محاور أساسية بين ما حدث، وما يجب أن يصبح الأمر عليه في المرحلة المقبلة، لإخراج اليمن من محنته التي تسبب بها تمرد وانقلاب المليشيا الحوثية المدعومة من إيران.
أولى هذه المحاور، والتي سبق أن تحدثنا حولها في مناسبات مختلفة، تتمثل في كون مختلف الأحداث خلال الأعوام الأخيرة، وبما فيها تحولات العام الماضي 2019، جاءت كلها لتؤكد كيف أن التحالف وقراره كان بمثابة مسألة مصيرية لوضع حدٍ لمشروع إيران التوسعي المعادي لليمن وجيرانه وللأمن القومي الإقليمي والدولي. ورأينا كيف تجلى التهديد بالعدوان الإيراني ضد منشآت نفطية في المملكة، وتبنتها المليشيا الحوثية لتؤكد أنها ذراع النظام الإيراني، وبأن قرار تدخل التحالف لمساندة اليمنيين في مواجهة انقلاب المليشيا الكهنوتية الموالية لإيران، أمر لا مناص منه.
إن دور تحالف دعم الشرعية لم يكن عسكريا فحسب، بل إنه وخلال خمس سنوات مضت، قدمت المملكة دعما أخويا صادقا في مختلف المجالات التنموية والإغاثية والاقتصادية، عبر مختلف الهيئات وفي المقدمة منها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن ومركز مسام لنزع الألغام التي زرعتها المليشيا بمئات الآلاف في مساحات واسعة.
والقضية المحورية في كل ما سبق من أحداث وتطورات وما آلت إليه الأوضاع، هو أنها أثبتت حجم الخطر الذي تمثله هذه المليشيا، وكيف أنها وقفت حجر عثرة أمام كافة جهود السلام، ومارست كل أساليب التدمير والتجويع والانتهاكات ضد المواطنين في مناطق سيطرتها.
ولعله من الأهمية بمكان التأكيد في هذه المناسبة أنه وبعد خمس سنوات من نجدة تحالف دعم الشرعية لليمن، لم تعد التحديات التي تقف أمام معركة اليمنيين لاستعادة دولتهم وإزالة الخطر الإيراني عن بلادهم وجوارهم تُخفى على أحد، ولكن الأساس فيها يتمثل في أن المليشيا تعيش على خلافات القوى الوطنية، هذه الخلافات التي لطالما كانت سبباً أساسياً مكّن المليشيا من الوصول إلى صنعاء واجتياح المدن والمحافظات الأخرى.
واليوم، فإن المسؤولية الوطنية والتاريخية لكل القوى والشخصيات تتمثل في الحاجة الملحة وبدون تأخير إلى توحيد مختلف الجهود ورص الصفوف باتجاه العدو الذي يفتك باليمن ويهدد حاضره ومستقبله، بل وأمن واستقرار المنطقة أجمع، وما لم تتوجه الجهود في هذا الإطار، فإن آمال اليمنيين بالخلاص، لن تنتظر أحداً، وستقفز على كل من لا يرعى المصلحة العليا ويستمر باستجرار الخلافات الضيقة.
ان توحيد الجهود في إطار الشرعية وبقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، مسألة لا تتعلق بأولويات اليمنيين فحسب، بل إنها قضية تحالف دعم الشرعية، الذي اختلطت دماء أبنائه الزكية بدماء أحرار اليمن وأبطال قواته المسلحة الطاهرة في مختلف السهول والجبال، لتروي أرض اليمن وتكتب في سفر التاريخ بأحرف من نور، وبات النصر والقضاء على التهديد الإيراني، مسألة مصيرية موحدة، تلتقي فيها النتائج مثلما التقت فيها الجهود بمعركة واحدة على مدى الأعوام الماضية.
نجدد شكرنا الجزيل لحكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، كما هو الشكر موصول لباقي دول التحالف التي تعمل في إطار مشروع استعادة الدولة والحفاظ على أمن واستقرار ووحدة وسيادة اليمن على كامل ترابه الوطني، ولكل دول العالم المحبة لليمن والداعمة لإعادة أمنه واستقراره وعزته ووحدة أراضيه.
والتحية للأجلّ والأعزّ والأكرم منا، أبطال الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، وهي لكل مقاوم يدافع عن عزة وكرامة وهوية اليمن واستعادته من دنس مرتزقة طهران.