أكد وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء عصام بن حبريش الكثيري ان محافظة حضرموت عصية على التمرد الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران.
ولفت بن حبريش في حوار خاص لصحيفة “26سبتمبر” إلى أن هناك خطط واستراتيجيات موضوعة لوقف أي تمدد حوثي، مشيرا إلى أن القوات العسكرية والأمنية في كامل جاهزيتها واستعداداها لمواجهة أي خطر قد يهدد المحافظة.
عصام بن حبريش الكثيري وكيل محافظة حضرموت الشؤون مديريات الوادي والصحراء، تم تعيينه في هذا المنصب قبل أعوام، رغم الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد في الجانب السياسي والاقتصادي، استطاع خلال هذه الفترة حتى يومنا هذا احداث تغييرات في الوادي والصحراء من خلال تنفيذ عدد من المشاريع الخدمية من نسبة حصة النفط والتي هي بنسبة 10% مناصفة بين الساحل والوادي.
* أنت كرئيس للجنة الأمنية بوادي وصحراء حضرموت هل وضعتم حلولا للاختلالات الأمنية؟
نحن لسنا من اليوم نعاني من الملف الأمني، قبل أشهر علقت عملي لكي تلتفت قيادة الدولة وقيادة التحالف لهذا الأمر، ولكن للأسف هناك وعود لكنها لم تنفذ وآخر وعد كان من سيادة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بالاهتمام بالملف الأمني في الوادي والصحراء وأعطى توجيهاته بتجنيد ثلاثة آلاف من أبناء وادي حضرموت وإلى حد هذه اللحظة لم ينفذ شيء من هذه التوجيهات، فلذلك لم يسند الأمن بأي قوة أو معدات حتى يمارس الأمن مهامه، فالملف الأمني هو الملف الشائك الذي لا يستجيب أحد أن يساعدنا فيه ومع زيارة الأخ المحافظ فرج سالمين البحسني الأخيرة إلى مدينة سيئون اتفقنا أن تتدخل السلطة المحلية بتقديم الدعم الممكن للأجهزة الأمنية في الوادي والصحراء.
* ماهو حجم التنسيق والتعاون بين السلطة المحلية والوحدات العسكرية في حفظ الأمن ومحاربة الإرهاب؟
اكيد هناك تنسيق بين السلطة المحلية والأجهزة الأمنية العسكرية وإلا لما حصل هناك الحد الأدنى من الأمن في ظل ضعف الإمكانيات المتوفرة، والشيء المهم أن بعض العمليات تنسب لإرهابيين وانها عمليات إرهابية واغلبها هي عمليات جنائية مائة بالمائة ولكن الإعلام يأخذ الأمر بأنها طابع إرهابي ولذلك يصور وادي حضرموت أنه مرتع للإرهاب ونحن نواجه حرباً إعلامية تشن علينا بعيدا عن الواقع الموجود في الوادي والصحراء ولا نتمنى أن تحصل مثل هذه القضايا وستكون الأجهزة الأمنية والعسكرية بالمرصاد، يوجد لدينا مجموعة من المطلوبين امنيا وقد ألقي القبض عليهم.
* ما هو دور مؤسسات الدولة في تعزيز وجود السلطة الشرعية ودعم معركة استعادة الوطن؟
نحن حرصنا أن يكون وادي حضرموت وسيئون هو الذي يمثل الدولة اليمنية بشكل عام من خلال احتضان الكثير من النازحين ومن خلال عمل السلطة المحلية التي تعمل على تنفيذ كل القوانين اليمنية سواء كانت مالية أو إدارية ولاسيما أن السلطة القضائية في وادي حضرموت لم تتوقف في يوم من الأيام منذ بداية الازمة، بل مستمرة في أدائها على أكمل وجه.
حضرموت عصية على الحوثي
* ماهي استعداداتكم للدفاع عن حضرموت؟
نحن في وادي حضرموت ما نمتلكه من قوة عسكرية يتمثل في المنطقة العسكرية الأولى وقد وضعت المنطقة خططاً استراتيجية عسكرية لقطع التمدد الحوثي وحصول أي طارئ ونتمنى أن لا تكون حضرموت تدفع الثمن مثل المحافظات الأخرى التي سقطت بيد الحوثيين وستبقى حضرموت عصية ضد هذا التمرد الحوثي.
* كيف يتم توزيع نسبة حصة النفط بين مديريات الوادي والصحراء لتنفيذ المشاريع؟
بالنسبة لحصة النفط يتم توزيع المشاريع بعد أن تم تشكيل لجنة قرار من وكيل المحافظة لإدارة هذه المشاريع وهي تجربة جديدة لنا في وادي حضرموت وطلبنا من الأخوة مدراء عموم المديريات أن يرفعوا لنا بكل المشاريع الموجودة لديهم والتي بحاجة للتنفيذ، كذلك اخذنا الجانب الآخر وهم مدراء عموم المكاتب التنفيذية المهتمة بنوع الخدمة في الوادي، فأخذت اللجنة دمج ما رفع من هنا وهناك، وتم أخذ المشاريع ذات الأولوية حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن، حيث تم تنفيذ ما يقرب من 92 مشروعاً في وادي حضرموت بكلفة تقديرية تجاوزت أكثر من 38 مليون دولار أمريكي، وبعد ذلك عقدنا ورشة عمل لتقييم لهذه الأعمال التي نفذت ومن خلال هذه الورشة لاحظنا ماهي النواقص والاحتجاجات ومكامن النقص حتى يتم التغلب عليها في المرات القادمة حتى نكون واضحين وحريصين في هذا الجانب، وخلال الورشة فتحنا المجال أن تقدم كل مديرية احتجاجاتها حتى تدرج ضمن الخطة الثلاثية 2022.
* ماهي أهم المشاريع التي تنوون تنفيذها في المستقبل؟
أكيد ونحن مع بداية العام الجديد وبداية الخطة الثلاثية التي اسميناها أن نركز على المشاريع التي تخدم عدداً كبيراً من أبناء وادي وصحراء حضرموت والقادمين إليها فوجدنا في خدمة الكهرباء هي الخدمة الأساسية، فلذلك وضعنا خطة لتحسين الكهرباء بمبلغ أكثر من 5 ملايين دولار من أجل تحسين الخطوط وإيصال الكهرباء إلى بعض المناطق التي حرمت منها وكذلك بدأنا في مشروع النقل 132 لوادي حضرموت، وستكتمل قريبا الدراسات حول هذا الجانب وسيتم اخراج مناقصة يتم العمل فيها من أجل أن نقدم خدمة كاملة غير قابلة للانقطاع، في مجال الطرقات هو هدفنا الثاني وبدأنا بعمل دراسات في هذا الجانب لحوالي 500 كيلو في وادي حضرموت منها الطرق الرئيسية وزعنا لكل مديرية من عشرة كيلو، إضافة إلى بعض الطرق التي تربط المديريات وتربط الوادي مع ساحل حضرموت، وأيضا مشروع ربط الوادي بمديريات الصحراء 350 كيلو سيتم العمل قريبا لتشمل بعد هذه المديريات المنسية من ضمنها مديرية القف وحجر الصيعر وزمخ ومنوخ لنربطها بمديرية ثمود ومديرية العبر، وكذلك ربطها بمديريات الوادي سيئون وشبام والقطن وتريم، العمل جار وخاصة في عقبة كتبة في مدينة تريم.
* لماذا ارتفعت تكلفة استهلاك الكهرباء للتجار وأصحاب المحال التجارية؟
رئيس الوزراء رأى في أنه من حق الحكومة أن تقرر برفع سعر أي خدمة موجودة، ولكن نحن رأينا في المكتب التنفيذي المنعقد قبل أيام أن هذا القرار ليس وقته الآن للتنفيذ سيتم تأخيره حتى تكون الظروف افضل مما نحن فيه، فيكفي المواطن ما يعانيه من الظروف المعيشية الصعبة وقلة الدخل ومع تدهور العملة وخاصة أن 60% من أبناء حضرموت يعملون في المجال الزراعي واستوعب الكثير من الأيادي العاملة، فلذلك كلما كانت كلفة المنتج رخيصة استفاد منها المواطن في وادي حضرموت وخاصة المنتجات الزراعية فكانت معارضتنا لهذا القرار ليست معارضة ضد وإنما يؤجل تنفيذه فيما بعد والقرار استهدف ثلاث شرائح موجودة من بينها شريحة التجار والمزارعين.
* ماهي استعداداتكم للصيف القادم؟
نحن ولله الحمد نتربع المرتبة الأولى في توفير الخدمة الكهربائية ولكن فوق كل ذلك لدينا عجز في وقت الصيف وخاصة في مجال النقل والتوزيع، استثمرنا حوالي ستة ملايين دولار في مجال النقل في وادي حضرموت فتركيزنا في الفترة القادمة على مجال النقل ومن ثم نتحول إلى التوليد وان شاء الله تتوفر لنا الإمكانيات المتاحة.
* هل لديكم حلولاً لإضراب المعلمين المستمر بين فترة وأخرى في وادي حضرموت؟
هذه الإضرابات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في وادي حضرموت، والكل يعرف أن الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد بشكل عام له ضريبته، وإلا من هو الذي يتمنى أن يدفع ابنه الضريبة يكفي أن آباءهم يدفعون الضريبة اليومية بتقديم أبنائهم في مجال التعليم في هذه الظروف الصعبة، وأتمنى من المعلمين أن يكونوا أكثر عقلانية، والحلول ليست بأيدينا في السلطة المحلية وإنما هي حلول أو قرارات مركزية.
* كيف استوعب وادي حضرموت المغتربين العائدين إليه بصورة نهائية؟
نعم في ظل التغييرات الموجودة الآن على الساحة اليمنية سيعود مجموعة من أهلينا في وادي حضرموت المغتربين في الخارج، فحضرموت مفتوحة للكل وبالتأكيد الذي سيأتون إلى حضرموت لديهم الخبرات والقدرات، بالإضافة إلى رؤوس أموال ونحن نتفاءل بهذا الامر، المجال مفتوح للكل في الاستثمار وأن يكونوا هم بناة للوطن، وأتمنى أن يحققوا لوطنهم ما حققوه في بلد الاغتراب.
ماهي خطتكم لاستيعاب النازحين في حضرموت الوادي وخاصة بعد سقوط محافظة الجوف؟
أطلب من كل المنظمات الإنسانية والإغاثية أن تسهم وأن تقوم بعملها في إيلاء النازحين ومدهم بالغذاء وكل ما يلزم من ضروريات الحياة وأما نحن في السلطة المحلية ليس لدينا موارد حتى نقوم بتقديم الخدمات، وإنما نقول: نزرع التفاؤل لهم، ومرة أخرى نوجه كل المنظمات الإنسانية إلى ضرورة التدخل.
* مع نجاح الدوري التنشيطي الذي أقيم على ملعب استاد سيئون الأولمبي، هل هناك مشاريع لتجهيزه؟
هذا أول تصريح مني لصحيفة 26 سبتمبر في هذا الجانب بعد نجاح الدوري التنشيطي في استاد سيئون الأولمبي وحضور أكثر من 45 ألف متفرج وكانت رسالة لكل العالم أن أهل حضرموت اهل سلام فلذلك نحن ندرس الآن خطة متكاملة للنهضة الرياضية في وادي حضرموت وعملنا إحصائية كاملة مع مكتب الشباب والرياضة بالوادي والصحراء للملاعب في وادي حضرموت والآن نجهز مشروعاً متكاملاً للمرحلة الأولى بإقامة مشاريع لبعض الأندية لتساعدها في إدارة اعمالها ماديا وبناء محال تجارية تدر عليها بدخل، وهناك عشرة ملاعب مسورة في الوادي وتم اعتماد الحشيش لها ونبدأ نؤسس لبنية تحتية لهذه الملاعب وما تبقى من هذه الملاعب أننا ندخل معهم في مشاريع مجزأة لاستكمال تسوريها ومن حقنا أن نكرم الشباب والرياضيين بهذه المشاريع.
* ماهي الصعوبات التي تواجهكم في عملكم كسلطة محلية؟
نحن لا نقول صعوبات وإنما نتفاءل ولكن الصعوبات موجودة في كل مكان وفي كل يوم إذا تركنا الصعوبات لا يمكن لنا أن نتخطاها ولكن علينا أن نتجاوزها، الصعوبات هي ألا نعمل يجب علينا أن نتحدى هذه الصعوبات وبالإمكانيات المتاحة.
* كلمة أخيرة تود أن تقولها استاذ عصام في هذا الحوار؟
كلمتي الأخيرة هي عبارة عن رسالة إلى كل أبناء وادي حضرموت نحن ورثنا من أجدادنا العادات الطيبة نتمنى أن نسير بهذا الاتجاه كل في مجاله لا نريد أن ننقل مآسي ما يحصل في المحافظات الأخرى، فنحن رسالة سلام ومجتمع حضرمي محب للسلام أينما كان، وأكرر شكري لصحيفة 26 سبتمبر على هذا الحوار الذي من خلاله أوضحنا الكثير من الأمور المتعلقة بالوادي والصحراء، وأتمنى لكم التوفيق والسداد.