تواصل وحدات الجيش مسنودة بالمقاومة الشعبية وقوات التحالف تمشيط بقايا جيوب المليشيا وتثبيت المواقع التي تم تحريرها بمنطقة اليتمة بمديرية خب الشعف في محافظة الجوف.
بعد تحرير اليتمة مركز مديرية خب والشعف واصلت قوات الجيش تقدمها الميداني شمالي محافظة الجوف خلال مواجهات عنيفة تخوضها مع مليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران وسط انهيار كبير وخسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف المليشيا.
قوات الجيش مسنودة بمقاتلات التحالف العربي شنت هجمات واسعة على مواقع المليشيا الحوثية سيطرت خلالها على مواقع استراتيجية عديدة.
قائد المحور الشمالي قائد اللواء الأول حرس حدود العميد هيكل حنتف أكد في وقت سابق أن قوات الجيش تمكنت – بعد تأمين منطقة اليتمة بالكامل- من تحرير مساحات واسعة في منطقة المهاشمة بمديرية خب الشعف.
تحرير معسكر استراتيجي
في الوقت ذاته تمكنت قوات الجيش من استعادة السيطرة على معسكر الخنجر الاستراتيجي بشكل كامل وتمكنت من استعادة جبال “العرفا” و”لغدم”، بعد عملية استدراج محكمة نصبها الجيش للمليشيا.
أهمية معسكر الخنجر تكمن في تحكمه بعدة طرق رئيسية في مديرية خب والشعف التي تشكل حوالى ثلثي مساحة محافظة الجوف المحاذية للحدود السعودية.
أبطال الجيش يواصلون التقدم في أكثر من اتجاه بإسناد مباشر من طيران تحالف دعم الشرعية وسط انهيارات كبيرة في صفوف المليشيا المتمردة المدعومة إيرانيا وخسائر فادحة في العتاد والأرواح.
خسائر بشرية ومادية مهولة
تم استدراج المليشيا الحوثية إلى صحراء الجوف وجرى استهدافهم من البر والجو، وأغلب تعزيزاتهم العسكرية تم قصفها بمدافع الجيش أو بغارات من طيران التحالف.
عشرات القتلى والجرحى من مليشيا الحوثي سقطوا- في المعركة الأخيرة ناهيك عن سقوط مئات القتلى والجرحى في المعارك السابقة – بعد معارك ضارية دارت رحاها على امتداد الجبهة.
المعارك الجارية في الجوف هي الأقوى – حسب محللين عسكريين، إذ أن تمركز قوات الجيش وإنشاء خط دفاع شرق مدينة الحزم وفي الصفراء وأطراف اليتمة مكّن أبطال الجيش من استعادة المبادرة في شنّ الهجمات.
ضربة قاصمة للمليشيا
شكل تحرير اليتمة ومعظم مديرية الخب والشعف ضربة قاصمة للمليشيا وأصابها بمقتل ووأد أحلامها بين رمال الجوف.
وتحتل منطقة اليتمة أهمية استراتيجية حيث تقع بالقرب من الشريط الحدودي مع السعودية، وتضم طريقا دوليا يصل الجوف بمنفذ البقع البري شرق محافظة صعدة شمالا مع المملكة والذي يقابله منفذ الخضراء في نجران جنوبي السعودية ومركز عمليات ألوية حرس الحدود.
وتعتبر مديرية خب والشعف أكبر مديرية على مستوى الجمهورية وتشكل ما يقارب 82% من إجمالي مساحة الجوف حيث تبلغ مساحتها 32 ألف كيلو متر من أصل 39 ألف كيلو من مساحة الجوف الإجمالية، وتحد المديرية ثلاث محافظات هي صعدة ومأرب وحضرموت، تحد السعودية بمساحة تقدر بألف ومائة كيلو متر، وتحد تسع مديريات في محافظة الجوف ومديريتا الحشوة والبقع في صعدة”.
وفي هذا الصدد يقول الخبير العسكري العقيد يحيى أبو حاتم في حديث خاص لـ”سبتمبر نت” : إن مديرية خب والشعف تعتبر ذات أهمية جيوسياسية كبيرة يستطيع من خلالها الجيش أن يتحرك في أكثر من اتجاه ويؤمن أكثر من محافظة.
أبو حاتم أكد أن الحوثي يحاول دائما أن يحتل هذه المنطقة لأنه سيتحرك منها في أكثر من جهة، وهي مديرية غنية بالمخزون المائي وكذلك المخزون النفطي.
وأشار أبو حاتم إلى أن ما تم تحريره في اليتمة وخب يعد انجازا عسكريا نوعيا ابتداء من مركز اليتمة وكذلك جبال السليلة ومعسكر الخنجر، وكلها مناطق هامة كونها تقترب من محافظة صعدة وتقترب من مناطق ذات أهمية كبرى مثل الطريق الدولي الرابط مابين المملكة العربية السعودية واليمن وصعدة والجوف.. مضيفاً أن معسكر الخنجر يعتبر النسق الأول لتأمين الخط الدولي بعد أن تم تحريره.
تحرير ما يعادل الحزم والغيل أربع مرات
وبحسب العقيد يحيى فإن العملية العسكرية كانت مهمة جدا استطاعت خلالها قوات الجيش أن تحرر أجزاء واسعة تقدر بخمسة وأربعين كيلو متراً، إذ أن المناطق التي تم تحريرها تعادل مساحة الحزم والغيل أربع مرات جغرافيا.
ولفت أبو حاتم إلى أن المليشيا المتمردة تنتهج في مدينة الحزم استراتيجية الأرض المحروقة، وتقوم بحفر الخنادق والتلغيم وتحويل المدينة إلى كتلة من نار ملتهبة وتريد أن تتحصن بالمدنيين.. مشدداً على ضرورة انطلاق العملية العسكرية لتحرير الحزم لأنها عملية انسانية لتخليص المدينة وأهلها من هذا السرطان الخبيث ولحمايتهم من هذه الجماعة الإرهابية”.
ازدياد الثقة بالجيش
يؤكد أبو حاتم أن نفسية اليمنيين ومعنوياتهم ارتفعت وازدادت الثقة الشعبية بالجيش، كما أنه يؤكد أن الجيش قادر على حسم المعركة وإدارتها بنجاح في حال امتلك قيادات ميدانية لديها الخبرة الكافية في وضع الخطط على المستوى التكتيكي والمستوى التعبوي والمستوى الاستراتيجي، ولديها القدرة الكافية على إدارة المعارك.
مضيفاً أن ما تم تحقيقه يعتبر انتصاراً كبيراً جدا على المستوى العسكري والاستراتيجي، وعلى المستوى النفسي في استرداد هيبة الجيش والحكومة الشرعية.
ويقول العقيد الحاتمي: إنه لابد أن تستمر هذه العملية العسكرية، ولابد أن ترافق هذه العملية فتح جبهات أخرى في وقت متزامن تهدف إلى تشتيت قدرات العدو ومنعه العدو من سحب قواته ومقاتليه من تلك الجبهة إلى تلك وإرباك العملية الدفاعية لدى العدو.