تتعزز ثقة الشعب اليمني بقواته المسلحة يوماً بعد آخر باعتبارها الأمل في استعادة وبناء الدولة وإنهاء المليشيا المتمردة والجماعات الإرهابية، هذه الثقة الصلبة منبعها الإيمان الثابت بأن إرادة الشعب لا تقهر، وأن مؤسسة الوطن الدفاعية تستند إلى عقيدة وطنية صادقة وخالصة وأهداف نبيلة وقضية وطنية عادلة لا يمكن أن تؤثر فيها التحديات، ولا أن تلوثها حملات التشويه والتشهير الذي يخدم العدو الحوثي ومشاريع الخراب والفوضى الإيرانية وأدواتها الظاهرة والباطنة.
في خضم المعركة تتجلى معنويات وإخلاص القادة الأبطال في الميدان، وهم ينظرون إلى الأمام ويوجهون بنادقهم إلى صدر العدو الواحد الذي يتمادى في حقده وانتقاميته على الشعب اليمني الحر الأبي المتمسك بثورته وجمهوريته ووحدته، بينما يرى الجميع أن بطش العدو ودمويته لا تعرف الألوان ولا الأنساب ولا تفرق بين عدو وصديق وحليف، وآلة الموت تحصد الأخضر واليابس وشعارات وفكر خامنئي تنخر المجتمع وتشوه الهوية وتسمم عقول وعقائد الأجيال.
وفي اللحظات الفارقة وعند النزال يهب الأحرار الشجعان لتلبية نداء الواجب ويقدمون أرواحهم رخيصة فداء لتراب الوطن، ومقابل ذلك تتكشف عورات الحاقدين والجاهلين فيفقدون أبصارهم ويقعون في شرك مخططات الأعداء والخصوم ويتطاولون على رأس الشرعية ورموز الدولة ويسيئون لبواسل الجيش وقادته حقداً أو مكراً أو بسوء تقدير فيتحدثون بلسان العدو ويفعلون المنكر نيابة عنه، وخدمة للمؤامرات والأطماع الخارجية.
هذه المعركة المصيرية الفاصلة التي يصطف فيها كل أبناء الوطن إلى جانب قيادتهم الشرعية وقواتهم المسلحة تمضي بثبات نحو تحقيق الأهداف المنشودة واثقين كل الثقة بالنصر المؤزر الذي يصنعه الأبطال ويؤمن به ذوو الانتماء والولاء الوطني الصادق الذين لا تهزهم بعض الارتدادات العسكرية، ويدركون أن شد وتر القوس أكثر يعني انطلاق السهم بقوة أسرع وأدق إلى صدر العدو، وأن الحرب والمعركة لها ظروفها وسننها، وأنه لا رجعة عن تحرير كل ذرة من تراب الوطن وليعود اليمن سعيداً آمناً ويتربع مكانته بين شعوب العرب والعالم.
يعلم العدو الحوثي جيداً أن مشروعه زائل وبائد، اليوم أكثر من أي وقت مضى، والشعب اليمني لا يمكن أن يقبل بعودة الإمامة والاستعمار لا بادعاءات ثياب النبي ولا بثوب ماركس، فلا يغتر بالأمواج والتموجات الإقليمية والعالمية العابرة كسحابة صيف، فاليمن لم ولن تكون إلا عروبية حرة أبية ترفض الذل والهوان، ومراحل التاريخ مليئة بالدلائل والدروس.
يعلم ويرى الجميع أن شرور الحوثيين وإيران لم تعد تقتصر على الجغرافيا اليمنية، بل صارت خطراً يتجاوز الحدود ليضر بأمن واستقرار المنطقة ويعتدى على المصالح العالمية وخطوط الملاحة الدولية، وهذا الخطر المشترك يهدد كيان الدولة اليمنية، ولا يمكن بأي حال السماح ببقائه مهما كانت التضحيات.
وإن ما نتابعه من أدخنة المطابخ والغرف الممولة من حملات وأكاذيب لم تعد تنطلي على اليمنيين الذين يعايشون جرائم الحوثي وقبائحه، فالشعب والأشقاء العرب باتوا أكثر إدراكاً لمخططات التضليل وتبعات سوء التقدير التي وقعت في صنعاء، ولن تتكرر.
هذا الوعي والنباهة تزيد كل أبناء اليمن عزماً وإصراراً على حسم المعركة مع المليشيا المتمردة، جنباً إلى جنب مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية الذين يجودون بالدعم المعمد بالدم في معركة الدفاع المشترك.
وإن الدماء التي سالت والتي تتدفق لا يمكن أن تضيع، وأن المكتسبات لا يمكن القفز عليها والانقلاب على الخيارات الوطنية والتطلعات الشعبية.
سيعود الحق إلى أهله، وهو ما نراه يقيناً وقريباً.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون.