وأستعرضت الندوة عدد من أوراق العمل حول وضع المرأة في مناطق ميليشيا الحوثي الإنقلابية، حيث تناول الباحث الأكاديمي الدكتور فارس البيل الفكر الرجعي لمليشيا الحوثي والتي اعتبرها سببا رئيسيا لعدم النهوض بالمجتمع، ومعاناة المرأة في مجال التعليم والصحة والمشاركة السياسية .
وسرد البيل عدد من النقاط الهام حول منهجية فكر الحوثي المتطرف في معاداة المرأة، والموقف الحوثي الطائفي الثابت من قيم العدالة وعدم التمييز، والنظرة الدونية للمرأة .. داعياً إلى إنقاذ المرأة من إرهاب الفكر الحوثي بحقها، والمحافظة على المكتسبات التي حققتها قبل الانقلاب الحوثي. وإيقاف سلوك الإعتداء السافر بحقها، اعتقالا وتعذيبا وتخويفا، في مشهد لم يعرفه تاريخ اليمن ولا موروثه أو عاداته.
وتطرقت رئيسة المبادرة العربية للثقيف وعضو تحالف رصد الدكتورة وسام باسندوة في ورقتها بعنوان “المرأة اليمنية في ميزان انتهاكات الميليشيا الحوثية”، إلى ما كشفه فريق لجنة خبراء الأمم المتحدة في تقريره الدوري الأخير عن اليمن لعام ٢٠١٩، بشأن “الزينبيات”، وهي شبكة استخباراتية تتبع لميليشيا الحوثي.
وأكدت باسندوة إن هذه الشبكة تشارك في قمع النساء اللواتي يعارضن الحوثيين بوسائل مختلفة، منها العنف الجنسي وبعض الممارسات الأخرى، مستعرضة جملة من الإنتهاكات الأخرى كالتجسس والإيقاع بالخصوم، ورصد الآراء وملاحقة الناشطات في الجلسات الخاصة وأماكن العمل.
وقالت أن عدد النساء المختطفات والمختفيات والمعذبات الذين استطاع تحالف رصد الوصول إليهن والذي بلغ (303) امرأة في مختلف المحافظات اليمنية، خلال الفترة من سبتمبر 2014 وحتى مايو 2019 .
فيما تطرقت الناشطة نورا الجروي إلى قضية السجون النسائية لدى الحوثي وما طال المعتقلات من تعذيب واغتصاب عقب اعتقالهن بشكل قسري في سجون تابعة لميليشيات الحوثي، وتعرضهن للاعتداء والإذلال والتعذيب بطرق وحشية.
وأكدت ان عمليات الاختطاف والاعتقال للنساء والفتيات بمبررات واهية وبأسلوب همجي غير مسبوق يضرب عرض الحائط بكل القوانين المحلية والمواثيق الدولية وعادات وتقاليد وأخلاق المجتمع اليمني التي تحترم المرأة وتحقر وتزدري كل من يحاول المساس بها والاعتداء عليها .
وأشارت الجروي إلى أن مصير الكثير من النساء، لازال مجهولا وتعتبر ظهور قضية مثل قضية النساء في سجون الحوثيين جريمة تضاف إلى جرائم الحرب التي يرتكبها الحوثيين بحق اليمنيين .
ولفتت إلى تنوع السجون ما بين سجون رسمية مثل البحث الجنائي بصنعاء والسجن المركزي بصنعاء وذمار والأمن السياسي واقسام الشرطة وهناك سجون سرية تابعة لقيادات معروفة في ميليشيات الحوثي يعانين ظروفاً سيئة ومأساوية جراء الاعتداءات الجسدية والجنسية عليهن، ودخلت بعض الضحايا في حالات نفسية سيئة جراء التعذيب الممنهج والمتعمد لإذلال وامتهان الضحايا من النساء وتدمير نفسياتهن.