أوصت ندوة فكرية حول مسيرة الثائر المناضل علي ناصر القردعي نظمها مركز العاصمة الإعلامي بمحافظة مأرب، اليوم، بقيام الحكومة بتوثيق نضال رموز الحركة الوطنية.
كما أوصت الندوة التي أقيمت في جامعة إقليم سبأ تحت شعار “من أجل تكوين ذاكرة وطنية”، بتسليط الأضواء على الأدوار البطولية لرموز الحركة الوطنية ونضالهم ضد الحكم السلالي البغيض، والحفاظ على سجلهم الثوري من خلال إدراجهم في المناهج التعليمية لتستقي منها الأجيال كؤوس العزة والفخر والاقتداء بسيرتهم الوطنية الزاخرة بالتضحية والفداء.
وجرى خلال الندوة مناقشة ثلاث أوراق عمل، قدم الأولى حفيد الثائر القردعي نعمان عبدالله القردعي، وتناولت مواقف ونضالات الشهيد القردعي ضد الإمامة والاستعمار كأحد رموز الحركة الوطنية الذين كان لهم قصب السبق في مقارعة الإمامة الكهنوتية .. مؤكدا أن سجله النضالي يعد مفخرة للثوار وإرث لكل اليمنيين، ويجب أن يخلد في ذاكرة الشعب والأجيال القادمة.
فيما تطرقت الورقة الثانية التي قدمها الصحفي عبدالإله البوري، لـسيرة حياة الثائر القردعي ومسيرته النضالية منذ عشرينيات القرن الماضي، ورفضه لجبروت وإذلال حكم بيت حميد الدين وتعرضه وقبيلته للتنكيل والتشريد مرورا بكفاحه المسلح ضد الاستعمار البريطاني وصولا لثورة 48م والتي تولى فيها الثائر القردعي مهمة الخلاص من الطاغية يحيى حميد الدين، واستشهاد الثائر عقب فشل الثورة التي مثلت المنطلق لتكوين الوعي الثوري لدى الشعب اليمني الذي توج نضالاته بانتصار ثورة الـ 26 من سبتمبر 1962م.
وفي الورقة الثالثة قارن الباحث حسين الصوفي، بين ممارسات وبطش حكم بيت حميد الدين قبل قيام الثورة المباركة وما يمارسه أسلافهم من الإماميين الجدد، وكيف تسللوا إلى داخل النظام الجمهوري وعملوا منذ سنوات طويلة لتغييب رموز النضال الوطني وطمس تاريخهم الثوري وبطولاتهم الملهمة .. مشيرا إلى نهجهم في البطش والتنكيل بالشعب اليمني ومحاولتهم لتغيير الهوية الوطنية والإساءة لرموزها.
من جانبه استعرض مدير مركز العاصمة الإعلامي عبدالباسط الشجاع، جرائم أحفاد الأئمة حاليا بعد انقلابهم على الشرعية والجمهورية بدعم من إيران، بحق الشعب اليمني وتزوير حقائق التاريخ وطمس معالم ومسميات وطنية لها صلات بتاريخ اليمن العريق ورموز الحركات الوطنية وثورة الـ 26 من سبتمبر الخالدة، وتحريف المناهج التربوية واستبدالها بالملازم والأفكار الضالة التي تهدف إلى تزييف عقول الناشئة، وتجعل منهم وقودا لحروبها لخدمة مصالح النظام الإيراني.
كما اثريت الندوة التي شارك فيها عدد كبير من المثقفين والمهتمين والباحثين، بالعديد من الآراء والكشف عن كثير من جوانب مسيرة المناضل الثائر القردعي.