لا يعترف بالظروف القاهرة ولا يضع اعتبارا لمدينة محاصرة أثخنها العوز والفقر إيلاما ولا حتى لشحة الامكانيات، كما انه لا يفرق بين طفل او كبير سن أو بالغ، فقط يجثم على صدر ضحاياه السابقين ويبحث عن ضحايا جدد، وبالتالي فإن مرض السرطان باليمن عموما وتعز على وجه الخصوص بات يهدد حياة آلاف المصابين في ظل شحة الامكانيات التي يعاني منها المركز الوحيد ـ مركز الأمل ـ لعلاج الأمراض السرطانية في تعز.
يبلغ عدد مرضى السرطان الذين يتلقون علاجهم في مركز علاج السرطان في محافظة تعز خلال العام الماضي 7 آلاف و763 حالة منهم 6 آلاف و481 من ابناء المحافظة ، حيث تصدرت مديريات المظفر والقاهرة وصالة قائمة الحالات التي يعالجها المركز بواقع 786 و 687 و 562 حالة على التوالي، تليها محافظة اب بـ777 حالة، وتوزعت بقية الحالات على بقية محافظات الجمهورية.. وبلغت عدد الاصابات الجديدة التي سجلها المركز خلال العام الماضي عدد 723 حالة اصابة جديدة.
ضحايا
وبحسب تقرير مؤسسة السرطان في تعز ـ حصلت “26 سبتمبر” على نسخة منه فإن 59% من مرضى السرطان كانت من الاناث بواقع 4 آلاف و295 حالة مرضية، وتوزعت نسبة الاصابات بين فئات ” أطفال وبالغ وكبار السن ” بواقع 8% و44% و48% على التوالي.. حيث بلغ عدد المصابين بالسرطان من الاطفال 641 حالة منهم 258 من الاناث فيما وصل عدد المصابين من البالغين 3 آلاف و400 حالة منهم الفين و143 من الاناث اما كبار السن فبلغ عددهم 3 آلاف و686 حالة منهم الف و893 من الاناث.
جهود ونتائج
وفي الوقت الذي ترتفع فيه عدد الاصابات بالسرطان يعمل مركز الأمل وهو المركز الوحيد لعلاج الأمراض السرطانية بتعز على تقديم خدماته المتاحة للمرضى.. حيث بلغ عدد الخدمات التي قدمها المركز خلال العام الماضي للمرضى إلى 143 الفاً 115 خدمة، منها 4 آلاف و219 حالة الكشف المبكر، و33 الفاً و401 حالة كشف طبي ومراجعة، فيما اجرى المختبر 48 الف و844 عملية فحص مخبرية، كما اجري عدد 226 عملية جراحية، أما بالنسبة للأجهزة الطبية والاشعة التي اجراها المركز فبلغت 4 آلاف و691 جهازا واشعة، كما بلغ عدد الخدمات الدوائية 40 ألف و12 خدمة، فيما وصل عدد تردد المرضى على المركز خلال العام الماضي 39 ألف و825 حالة تردد.
افتتاح المركز
مدير مؤسسة مكافحة السرطان بتعز الدكتور مختار المخلافي أوضح في تصريح خاص لـ ” 26 سبتمبر” أن افتتاح مركز الأمل لعلاج الأمراض السرطانية بمحافظة تعز يعتبر بمثابة إعادة أمل لمرضى السرطان الذين عانوا معاناة كبيرة خلال فترة الحرب .
مضيفا ” قبل افتتاح المركز الذي افتتح قبل أيام، كنا في مكان بديل وهو مكان ضيق لا يتسع إلا لعشرين حالة رقود فقط ، أما اليوم في مركز الأمل فقد تم افتتاح 55 سريرا لاستيعاب حالات الرقود ويستقبل في اليوم ما بين 150 إلى 200 حالة مرضية “.
وقال المخلافي : إن المركز ـ رغم إعادة تأثيثه وتجهيزه سواء في اقسام المختبر أو الرقود أو العيادات أو قسم الأنسجة ـ إلا ان المركز ما يزال بحاجة إلى الكثير من التجهيزات وبالأخص الأجهزة التشخيصية الاشعاعية (كالسيتسكان والايمرال) وكذا أجهزة الكشف المبكر الخاصة بسرطان الثدي وعنق الرحم والبروستات والجهاز الهضمي كما اننا بحاجة إلى أجهزة لتشخيص الأورام الصلبة وأجهزة أخرى متعددة المهام”.
مشيرا إلى ان الأهم من ذلك ان المركز بحاجة إلى استكمال العملية العلاجية بالنسبة لمريض السرطان كون مرضى السرطان بحاجة إلى العلاج الاشعاعي والجراحي والعلاج الكيماوي.
وأوضح المخلافي: “علاج مريض السرطان عبارة عن حلقة متكاملة يجب توافرها فالمريض مثلا عندما تقدم له خدمة علاجية وهو ما يزال بحاجة لخدمة اخرى لا تتوفر فإن ذلك يتسبب له بانتكاسة وبالتالي يجب توفر كل الخدمات العلاجية للمرضى”.
وقال: “نحن حاليا نعمل في مرحلة العلاج الكيماوي ونتدخل في العلاج الجراحي ونرسل حالاتنا للعلاج الاشعاعي إلى الخارج أو إلى صنعاء الذي يمثل نسبة 30% من نسبة العلاج الكلي للمريض”.. لافتا إلى ان الموجود حاليا فيما يتعلق بالأجهزة التشخيصية لا يكاد يصل إلى 65% أما بقية الأجهزة فالموجود منها قليل ولكنها مهمة، حد تعبيره.
لافتا إلى ان هناك معاناة كبيرة لمرضى السرطان الذين يضطرون للسفر إلى إلى الخارج لتلقي العلاج الاشعاعي الذي لا يتوفر حاليا في تعز.. حيث علاج السرطان بحاجة إلى خطة علاجية منتظمة وبالتالي فإن معاناة السفر وتأخير الوقت يؤدي إلى مضاعفات كبيرة للمريض يصعب السيطرة عليه لاحقا
دور المؤسسة
أما عن دور مؤسسة مكافحة السرطان فيقول الدكتور المخلافي ” قبل افتتاح المركز عملت المؤسسة في المرحلة الأولى في جانب التوعية الوقائية والمساعدات الخاصة بالمرضى سواء المساعدات الخاصة بالكشف المبكر أو المساعدات للسفر للعلاج، كما انها عملت في هذه المرحلة على التهيئة لإنشاء مركز علاج الأورام بما فيه المبنى والكادر المتخصص في جميع التخصصات إلى جانب الأنشطة التي كانت تقام بالشراكة مع الجهات الرسمية كمكتب الصحة والتربية والتعليم والأوقاف والارشاد وذلك للتوعية بمخاطر المرض والحد من انتشاره”.
خطة طموحة
وعن خطة المؤسسة والمركز للعام الجديد أكد مدير مؤسسة مكافحة السرطان ان الخطة تهدف إلى استكمال تجهيزات مركز الأمل بالأجهزة والمعدات التشخيصية .. وكذا انشاء مركز للكشف المبكر والتوعية الوقائية في مبنى مستقل ليقوم بدوره في الحد من انتشار هذا الداء.. وايضا تسويق مشروع الخطة الاستراتيجية القادمة المتمثل بالعلاج الاشعاعي داخل تعز دون الحاجة للسفر .
صعوبات
وقال الدكتور المخلافي ان الصعوبات التي تواجه عمل المؤسسة والمركز كبيرة وكثيرة ابرزها ضعف النفقة التشغيلية وصعوبة توفير الخدمات الدوائية نظرا لعدم توفر الشركات الدوائية المختصة بالسرطان في اليمن ..مضيفا ” إلى جانب ذلك خفتت أنشطة المبادرات التي كانت تدعم مرضى السرطان وتوقفت الاستقطاعات من مرتبات الموظفين لصالح مرضى السرطان .. ايضا كان هناك رجال خير لم يعد دعمهم لمرضى السرطان كما كان بالسابق ”
أما بالنسبة لدور المنظمات فيقول ” أغلب المنظمات تركز على ما ينتج عن الحرب .. وقد تواصلنا مع أغلب المنظمات إلا اننا لم نصل إلى نتيجة باستثناء منظمة الصحة العالمية التي بدأت تهتم في السنوات الأخيرة بمرضى السرطان والأمراض المزمنة”.
دعوة للمساعدة
هذا، ودعا مدير المؤسسة، الحكومة والمنظمات الانسانية الدولية والمحلية إلى الاهتمام بمرضى السرطان والاسهام في توفير ما يحتاجه مركز الأمل في تعز ليتمكن من تقديم خدمة العلاج المتكاملة للمرضى دون الحاجة لسفرهم إلى الخارج لاسيما وان الحالة المادية للمرضى لا تسمح لهم بالسفر ، فضلا عن ان تأخير علاجهم يؤدي إلى انتشار المرض وبالتالي تبقى حياتهم في خطر الموت.