لم تكن الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي وحدها من تتربص بجيشنا الوطني ورجال الأمن البواسل، إنما هناك ألغام صديقة للأسف تستهدف المؤسسة العسكرية التي أعطتنا كل شيء ولم نمنحها شيئاً.
إنها ألغام بعض السياسيين والمحسوبين على الأحزاب السياسية وأنصارها الذين يقعون في أخطاء تجعلهم ضمن كتائب الحوثي وأتباعه وهم لا يشعرون.
إن ألغام هؤلاء تكمن في الفرز الممقوت الذي يصور هذا الإنجاز الوطني الجمهوري على أنه مجرد مجاميع عبثية منقادة لحزب أو قبيلة، ويحشرون مؤسستي الجيش والأمن في صراعات سياسية وحزبية في تماه واضح مع الخطاب الذي أراده ويريده الحوثي ويسوقه أمام الرأي العام الداخلي والخارجي.. ولا أدل على ذلك من خروج أبواق الحوثية بين الحين والآخر بفرية أشبه بالمسخرة، يحاولون من خلالها خلط الأوراق.
بالإضافة إلى بث السموم التي تحاول النيل من أبطال قواتنا المسلحة والأمن، فيصورون معركتهم ضد الشعب اليمني والنظام الجمهوري على أنها مجرد خلاف حزبي يمكن تسويته بتحقيق مصالح ذاتية لهذا الطرف أو ذاك، ومع أن الجميع يدرك أن الحوثي في حرب مفتوحة مع المشروع الجمهوري بكل أطيافه، والدولة اليمنية التي انقلب عليها وعلى نظامها ودستورها وانتهك كل أعراف الشعب اليمني وتقاليده.
وأن يسلك الحوثي هذا السلوك؛ فهو الذي يؤمن بأن الغاية تبرر الوسيلة؛ وفي سبيل تحقيق هدفه يستخدم كل أدوات المكر والكذب والخديعة والتدليس؛ غير أنه من المؤسف أن نجد في المحسوبين على الصف الجمهوري من يتماهون مع هذه السخافات، ولا يجدون حرجا من الوقوع في المسلك ذاته، على سبيل الكيد السياسي، والصراع الحزبي؛ في تصرف همجي لا يمت للعمل السياسي بصلة.
وهنا نتوجه إليهم بخطاب العقل والمنطق والمصير المشترك فنقول: يا هؤلاء، اختلفوا سياسيا، وتمترسوا في مواجهة خصومكم السياسيين، وكيدوا لهم واستقطبوا أفرادهم، واستخدموا كل وسائل الترغيب، واحشدوا في مسيراتكم الجماهيرية ما استطعتم، وامتهنوا كل وسائل الكيد السياسي، والعبوا كل فنون المكر والخداع الحزبي؛ لكن لا تحشروا المؤسسة العسكرية والأمنية في خطابكم وبرامجكم.
إنكم تقدمون على فعل أحمق، وتسلكون مسالك كارثية بكل المقاييس تخدم الحوثيين، وتسهل عليهم تسويق افتراءاتهم وأكاذيبهم بكل راحة بال.
هل يعقل أن يكون هذا الجيش العظيم الذي يمثل كل قرية في هذا الوطن تابعاً لحزب سياسي؟! وهل يمكن لعاقل أن يصدق أن هذه الأحزاب التي تم سحق كل مقوماتها، وصودرت مقراتها، واختطفت قياداتها، وشردوا وقتلوا.. بهذه القوة الخارقة كي يستقطبوا أفراداً أو أعضاء عاديين، ناهيك عن رجال الجيش والأمن الذين انخرطوا في معركة شرسة منذ 5 سنوات لا تسمح لهم بأخذ الأنفاس، فضلا عن التحزب؟!
أي جرأة فيكم حتى أقدمتم على تقزيم هؤلاء الأبطال الذين يسكبون الدماء في سبيل الكرامة والعزة من أجل أهداف سامية تتجاوز الأحزاب والمسميات.. من قهروا الاستبداد، وكبحوا جماح الإمامة؛ فيأتي من يسخر من تضحيات الأبطال ويختزلهم في حزب سياسي؟!
بربكم؛ لو كان أي حزب يمتلك القدرة على تحريك جندي واحد فلم لا يحمي أعضاءه وأنصاره؟! ولم لا يبطش بمن أوسعوه شتما، ومارسوا بحقه أبشع الانتقام؟! لماذا لا ينصر أعضاءه الذين شردوا وقتلوا؟!
إن على الأفراد الذين انتهجوا هذا السلوك الخطير الكف فورا عن الإساءة لهذه المؤسسة العملاقة، وعلى كل هؤلاء أن يبحثوا عن وسائل أخرى في تقديم برامجهم ومشاريعهم.
عليهم أن يكفوا فورا عن الطعنات التي يصوبونها نحو أبطال الجيش الوطني الحر الأمين.
إن شيطنة المؤسسة العسكرية والأمنية وتقزيمها والتقليل من شأنها عمل مدان وغير مقبول، وعلى العقلاء العمل بجدية والحد من هذا السلوك المسيء لنضالات الأبطال.
التحية والإكبار والإجلال، لأبطال القوات المسلحة ورجال الأمن الذين يقارعون المليشيا المتمردة، ويعملون على استعادة الدولة والشرعية، وطي صفحة التمرد.