في تحدي لكل الانظمه العسكمريه منحت مليشيات الحوثي رتبه لواء لشاب في عمر 25 سنه ويعد اصغر لواء في جميع جيوش العالم
كشف مصدر عسكري لجريدة «الوطن» السعوديه ، إن اليمن لم تشهد على مر العصور استهتارا وإذلالا وإهانة للرتب العسكرية مثلما تعيشه اليوم في عصر الحوثي، بعد بدء منح تلك الرتب العسكرية لأشخاص جميعهم من صعدة، ولا يملكون أي ميزة أو درجة تؤهلهم لهذه الرتب التي منحت لهم لأسباب أبرزها أنهم من صعدة، إضافة إلى ولائهم أو قرابتهم من الحوثيين، إما نسبا، أو مصاهرة، أو جيرانا، أو غيرها.
أضاف المصدر أن الترقية إلى رتبة لواء في الفترات السابقة تقتضي مؤهلا علميا من إحدى الكليات العسكرية في الداخل أو الخارج، ومزيد من الدورات التأهيلية، وأن العسكريين لا يمكنهم الوصول إليها إلا بعد تجاوز الخمسين عاما، فيما تستلزم الرتب العسكرية الأخرى سواء كانت عميدا أو عقيدا أو مقدما مؤهلا أو خبرات طويلة.
وقال المصدر، إن هيبة الرتب العسكرية وقيمتها في الجيش اليمني انتهت قبل عام 2014، غير أن الحوثيين بعد سيطرتهم على صنعاء أهانوا التقاليد العسكرية، ومنحوا الرتب لفئتين من أنصارهم، أولهم المجرمون الذين كانوا في السجون ومحكوم على بعضهم بالإعدام، والثاني فئة محكوم بسنين طويلة نظير جرائمهم البشعة التي ارتكبوها.
أوضح أن الحوثي قام بإخراج المسجونين ومنحهم رتبا عسكرية ضخمة ومن أمثلتهم رئيس الاستخبارات الحوثية المدعو أبوعلي الحاكم الذي تحول من سارق ولص ومحكوم في قضايا أخلاقية إلى مسؤول برتبة لواء دونما حصوله حتى على شهادة علمية، بل يملك مؤهلا ابتدائيا غير مكتمل، وكذلك اللواء يوسف المداني الذي منح الرتبة أيضا كنوع من الإهداء والتكريم لصلة القرابة مع عبدالملك الحوثي.
وبين أن الفئة الثانية التي منحت الرتب العسكرية هم فئة المراهقين والبعض منهم لم يتجاوز سن الخامسة والعشرين وأقل من ذلك، بل إن البعض منهم لم يكمل ويتجاوز الصف الخامس الابتدائي، جرى منحهم تلك الرتب كهبات ومسميات تعكس إهانة صارخة للرتب العسكرية واستحقارها.
وقال المصدر إن المؤسسة العسكرية في اليمن لا تعترف بقوانين دولية أو شهادات علمية أو أعراف عسكرية بل تعمل بعشوائية وعنصرية وحمية، وإن الكارثة تكمن في أن هؤلاء الأطفال الذين منحوا الرتب العسكرية الكبيرة أصبحوا يفرضون رأيهم وصوتهم على كبار العسكريين والضباط، فقط لأنهم حوثيون من صعدة، وذلك في إهانة واضحة أيضاً للرتب والخبرات العسكرية.
لفت المصدر إلى أن لجوء الحوثيين إلى اعتماد القرابة والعلاقات الشخصية فيما يتعلق بالترقية العسكرية يهدف إلى ترغيب الشباب إلى الالتحاق بالقطاعات العسكرية، إلى جانب إلغاء أي قيود أو فروض لدخولهم للكليات العسكرية ومنحهم رتبة ملازم ثان، وتابع «دخل العديد منهم إلى الكليات العسكرية دون اشتراطات تحصيلية أو اشتراطات طبية، وكذلك يتم تخريجهم بشكل عاجل دون إكمال السنوات المفترضة وإرسالهم لجبهات القتال الحوثية».
وأكد المصدر أن أصغر ضابط برتبة لواء في العالم هو طفل منحه الحوثيون رتبة لواء في القوات الجوية، لم يتجاوز عمره الثانية عشرة، رغم أنه لم يشاهد طائرة في حياته إلا في لعب الأطفال، كما لم يسبق له أن ركب طائرة في حياته سواء مدنية أو حربية، لافتاً إلى أن عدد الذين منحوا رتبة لواء خلال الخمس سنوات الماضية وأعلنت قوائم بأسمائهم تجاوزوا 32 شخصا بين طفل ومجرم حوثي، فيما منح أكثر من 43 رتبة عميد، و36 رتبة عقيد.
وبيّن أنه بسبب ولاء الذين منحهم الحوثي تلك الرتب، أنهم لا يشاركون في القتال ولا يذهبون للجبهات بل يبقون في مواقع آمنة لهم، بينما يزجون بمن يلتحق بالكليات والمراهقين والأطفال إلى جبهات القتال.
قال الناطق باسم الجيش اليمني العميد عبده مجلي، إن الحوثي كسر كل القوانين والأنظمة العسكرية وارتكب كل المخالفات في اليمن ومن بينها الاعتداء على القطاع العسكري والعبث به وبالرتب العسكرية، ومنحها لأنصاره بشكل همجي عشوائي عبثي، رغم أن الرتب العسكرية تستلزم شهادة عن طريق كليات معتمدة ودورات وخبرات متراكمة، فيما لا تمنح رتبة لواء إلا بقرار جمهوري، ويكون ذلك في حالات استثنائية تتم الموافقة عليها، كما أن هذه الرتبة محصورة وقليلة جداً على مستوى الجمهورية،
وتابع «أما اليوم وخلال سنوات سيطرة الحوثيين على صنعاء، فإن رتبة لواء باتت أكثر من الرتب العسكرية الأخرى، بل المصيبة أنها منحت لأطفال لم يبلغوا حتى السن القانونية، وهذا جريمة بحق اليمن وحق الرتبة واعتداء على قوانين وأنظمة الدولة».