ومن ناحية أخرى، ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس تتواصل ردود الفعل بشأن التعاطي مع المقترحات الأمريكية للتسوية، أو ما يعرف بصفقة القرن، مع تزايد الدعوات لدراستها بهدوء.
مبادرة دولية
وفي التفاصيل، كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة لصحيفة “العرب” اللندنية عن حراك دولي جديد حول الملف اليمني تجري مداولاته في مجلس الأمن، موضحة أن الحراك يهدف إلى وقف إطلاق النار بشكل نهائي في اليمن على قاعدة المكاسب الفعلية على الأرض.
ولفتت المصادر إلى أن خلافاً بين الدول الأعضاء في المجلس عطل صدور بيان إعلامي حول مجريات الجلسات المغلقة، حيث تقدمت بريطانيا بمشروع قرار ملزم لوقف إطلاق النار بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي.
واعتبرت المصادر أن التصريحات البريطانية والأمريكية حول وقف التصعيد العسكري، بالتزامن مع إشارات المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث حول استئناف مسار الحل الشامل في اليمن، دليل على اعتزام المجتمع الدولي إحياء مشاورات السلام اليمنية في ظل التطورات الإقليمية والمحلية التي تؤكد فشل خيارات تجزئة الحلول والاتفاقات.
وكشفت المصادر عن وجود رؤية أوروبية أمريكية مشتركة مازالت في مرحلة البلورة تنتظر موافقة التحالف العربي عليها لرسم الخطوط العريضة لمبادرة سلام جديدة في اليمن قائمة على 3 مرتكزات رئيسية هي اتفاق ستوكهولم واتفاق الرياض ومبادرة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري للحل في اليمن.
هادي وماكينزي
واستكمالاً لهذه الجهود الدبلوماسية، رصدت صحيفة “الرياض” السعودية أهمية اللقاء الذي أجراه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مع قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكينزي، مشيرة إلى حضور السفير الأمريكي لدى اليمن كريستوفر كينزل لهذا اللقاء.
وكشفت الصحيفة السعودية عن تفاصيل ما جرى في اللقاء، حيث ناقش هادي وماكينزي التدخلات الإيرانية ودعمها للميليشيا الحوثية بالأسلحة النوعية والصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار والزوارق السريعة المفخخة والمسيّرة عن بعد، إضافة للأنشطة الإرهابية التي تمارسها الميليشيات الحوثية، وما تمثله من تهديدات لأمن واستقرار اليمن والمنطقة، واستخدام تلك الأسلحة لتهديد خطوط الملاحة الدولية.
ونقلت الصحيفة تصريحات وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني الذي أكد أن الدعوات لعقد مفاوضات الحل الشامل للأزمة اليمنية بين الحكومة الشرعية وميليشيا الحوثي الانقلابية الموالية لإيران في ظل تصعيد الميليشيا وعدم التزامها بتنفيذ الاتفاقات السابقة أمر مرفوض.
صفقة القرن
ومن اليمن إلى الحديث عن المقترحات الأمريكية للتسوية أو ما يعرف باسم “صفقة القرن”، وقالت صحيفة “الأهرام” المصرية في افتتاحيتها السياسية إنه من المؤكد أن من حق الشعب الفلسطيني أن تكون له دولته المستقلة مكتملة الأركان مثل بقية الشعوب، مشيرة في ذات الوقت إلى أن خطة ترامب أثارت الكثير من ردود الأفعال التي تراوحت بين الغضب الشديد من جانب الفلسطينيين والترحيب الحار من جانب الإسرائيليين، بالإضافة إلى وجود تحفظ عربي ودولي يطالب بتطبيق مبدأ حل الدولتين.
وأشارت الصحيفة إلى موقف مصر قائلة: “تميز موقف مصر بالعقلاينة وعدم التهور أو اللجوء إلى الشعارات الإنشائية الخالية من المضمون، والعالم يعرف حجم التضحيات الباهظة التي بذلتها مصر من أجل نصره القضية الفلسطينية”.
وطالبت الصحيفة كلاً من الفلسطينيين والإسرائيليين بدراسة هذه المقترحات الأمريكية قائلة: “ترى مصر أهمية النظر إلى تسوية القضية الفلسطينية من منطلق أهمية التوصل إلى تسوية القضية بما يعيد للشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة من خلال إقامة دولته المستقلة، وتدعو مصر الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى الدراسة المتأنية للخطة الأمريكية والوقوف على جميع أبعادها”.
دراسة
ومن جانبه، قال عضو مجلس الشورى وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود الدكتور إبراهيم النحاس، في تصريحات إلى صحيفة “عكاظ” السعودية، إن “خطة ترمب للسلام” مرحلة مهمة من مراحل عملية السلام الفلسطيني الإسرائيلي بشكل خاص، وعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
وأوضح النحاس أن هذا القول لا يعني أنه يجب التسليم بما جاء في هذه الخطة وعدم مناقشة أهدافها وغاياتها، ولكن الذي يجب أخذه بعين الاعتبار هو أن جميع المشاريع الأمريكية التي تم طرحها بما فيها “خطة ترمب للسلام” دائماً تأخذ بسياسة الأمر الواقع على الأرض وليس بما صدرت به قرارات وقوانين دولية.
وتابع النحاس قائلاً: “نعم، هي خطة سلام قد لا تحظى بقبول لدى الرأي العام، ولكنها خطة اعترفت بما هو قائم وحاصل على الأراضي، وهذا الذي يجب إدراكه تماماً عند مناقشة أهداف وغايات الخطة”،
مشدداً على ضرورة دراسة هذه الخطة بعناية شديدة من قبل جميع الأطراف الفلسطينية، خصوصاً أن نتائج التجارب السابقة ماثلة أمام الجميع، مضيفاً “وكذلك على الأطراف العربية قراءة خطة ترامب للسلام بكل دقة وعمق قبل أن يصدروا قراراتهم التي غالباً تتماشى مع الجوانب العاطفية التي أثبتت الأحداث التاريخية عدم صحتها”.