إنهم أولئك الأبطال الميامين في مواقع الشرف وميادين البطولة الذين يخوضون معارك الشرف والفداء، ويُكبّدون المشروع الحوثي الإيراني خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
نعم هم الذين يقفون الآن في الجبال كالجبال؛ لتكتمل حدود الأمل؛ من أوقفوا الدنيا على قدميها تنظر في صمت وذهول، من قهروا ليل الظلم؛ وتصدوا للطغيان بكل عنفوان.. وما فتئوا يقارعون مليشيا التمرد في كل سهل وجبل؛ ويسطرون أروع البطولات دفاعا عن كرامتنا.
هم الأعلام الوطنية التي ترفرف في سماء هذا الوطن؛ وهم من يجسدون التضحية والبطولة بكل صورها ويستحوذون على خطوط التماس بكل إباء، ويقفون في النسق الأول في سبيل العزة والدفاع عن الكرامة.
أيها الأبطال، لقد كان وعدكم أن تكونوا المُخلص لهذا الشعب إدراكا منكم أنكم في عيونه المستقبل المشرق، وبين واقعه القدر المحتوم في أن يكون أو لا يكون.
وكان وعدكم أن تواصلوا مشوار التحرير دون فتور، حتى تعلوا القيمة وترفعوا المعنى، وأن تظلوا في مواقع الشرف وميادين البطولة؛ لتعطوا الشعب الأمل وتزرعوا فيه الأمنيات.
وها قد أنجز الوعد في لحظةٍ عناوينها البذل والتضحية والفداء؛ لتشكل حلقات من العطاء المتواصل الذي لا يعرف السكون، فتمكنتم من تسطير ملحمة كان أبطالها الشهداء القادمون على سنوات جياد الخير؛ لتكتبوا تاريخ الأحرار حين يزأرون في وجه المستبدين.
تحية لكم أيها الأبطال، وأنتم تقاومون حرارة الشمس، وهجير الصحاري، وتضاريس نهم وصرواح والبيضاء وسلاسل جبال هان وجرة وجبال جالس، وتعرون كل أشكال الخذلان.
التحية والتقدير لمن تلوحت وجوههم بحرارة الشمس، وشاب شعرهم بفعل سنوات القهر، ونحلت أجسادهم بفعل ظروف الحرب وطول الوقت وكيد المتربصين.
ليس لنا من ركن نشد به أزرنا سواكم يا حماة الديار وحراس الوطن؛ فأنتم أملنا في استعادة اليمن وأمنه واستقراره.
بفضلكم وتضحياتكم ينعم ملايين اليمنيين بالحرية والكرامة والعزة، ولا ينكر ذلك إلا مريض الفكر ومشوه التفكير.
المجد لأبطالنا الذين اجتازوا سلاسل الجبال وكيلوهات الصحاري واقتحموا المتارس والخنادق، وتحدوا الطوفان ومشاريع طهران.. من تجاوزوا ذلك التحدي الذي لم يكن عادياً؛ إنه تحدي الظرف الذي أملته تراكمات الأيام الملبدة باليأس من النصر، والمشحونة بالتسليم بالحال والمآل، غير أن الأبطال المتطلعين إلى فجر الحرية والمتعطشين لنسائمها وعدوا فأوفوا، يوم أن كانت النية خالصة والغاية الثريا.
المجد لحماة الديار من صف وضباط وقادة الجيش الذين لولا فدائيتهم لكنا الآن في صفوف منتظمة نرسم القُبَل على الركب ونقدس الخرافات.
والخزي لكل أشباه الرجال الذين غرقوا في التفاهات والوشايات والسخافات، والعار كل العار لكل من حوّلوا معركة الشرف إلى موسم للفيد والاستغلال الرخيص، وتصفية الحسابات على حساب القضية المصيرية والكرامة المفقودة.