أقامت إيران شبكة من الميليشيات الموالية في جميع أنحاء العالم العربي على مدى عقود.
وفي حالة وجود صراع مفتوح مع الولايات المتحدة، ربما يقاتلون كوكلاء لها، وهم حتى الآن موالون لطهران ،بحسب موقع الماني.
ووفقا لما نشره موقع “دويتش فيلا” الألماني، كان قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في إيران، رجلاً مشغولاً، وعندما قُتل في غارة جوية أميركية بطائرة مسيرة في 3 يناير بالقرب من مطار بغداد الدولي، كان في طريقه للقاء رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام.
وبحسب الموقع، فإن سليماني لم يكن رجل سلام، فبعد أن سيطر على “فيلق القدس” الإيراني في عام 1998، ركز إلى حد كبير على إقامة علاقات بين طهران والأطراف الفاعلة غير المتماثلة في العالم العربي. وتم تشكيل العديد من هذه الروابط على أساس مشترك وهو “الإسلام الشيعي”.
وأهم حليف لطهران من تلك الميليشيات هو حزب الله اللبناني، الذي تأسس وميليشياته المسلحة في لبنان عام 1982.
ولعدة سنوات، حافظت طهران أيضا على علاقات مع مجموعة من الميليشيات العراقية مثل “الحشد الشعبي”، وهي منظمة جامعة مكونة من العديد من الميليشيات الأصغر.
كما تدعم إيران ميليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن.
وفي السنوات الأخيرة، بنى النظام الإيراني أيضا شبكة من العناصر الفاعلة في سوريا التابعة لرئيس النظام السوري بشار الأسد.
وتشكل هذه الجهات مجتمعة شبكة واسعة من الحلفاء الذين يمكن أن تعتمد عليهم طهران في حالة النزاع المسلح.
وأظهر حزب الله بالتأكيد استعداده للقتال في سنوات الصراع في العالم العربي، لكن ما مدى ولائه لطهران، خاصة بعد أن تخلت طهران الآن إلى حد كبير عن الضربات الانتقامية الكبرى في أعقاب مقتل سليماني؟
ففي يوم مقتل سليماني، دعا أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصرالله الميليشيات الشيعية إلى قتال القوات الأميركية في جميع أنحاء المنطقة والقيام بهجمات انتحارية.
وأعلن نصرالله أن ميليشياته سترسل الجنود الأميركيين إلى ديارهم في “توابيت”. كما هدد إسرائيل، مدعيا أنها خططت أصلا لقتل سليماني، لكنها إما كانت تفتقر إلى القدرة أو الشجاعة للقيام بذلك.
ولم يترك نصرالله أي شك حول استعداد حزب الله لشن حرب على القوات الأميركية، ومع ذلك لم يشن أي هجمات حتى الآن، مثلما هو الحال نفسه مع باقي الميليشيات الشيعية الإقليمية الأخرى.
ونقل الموقع عن الخبير في الشؤون الإسلامية يودو شتاينباخ قوله، إن نصرالله لم يتخذ أي خطوة بناء على طلب من طهران.
وأضاف: “تعتمد الميليشيات سياسياً واقتصاديا بشكل جزئي على إيران”، مؤكداً أن حزب الله في لبنان والحوثي في اليمن لطالما أطاعوا أوامر طهران. وفي الوقت نفسه، فإن الميليشيات الشيعية في العراق متحالفة بشكل كبير مع طهران، فضلاً عن دمجها مع القوات المسلحة العراقية. لكن كل تلك المجموعات أظهرت ولاءها لطهران”.
وأضاف: “من غير المرجح أن تفكر أي من هذه المجموعات في أن تصبح جهات فاعلة سياسية أو عسكرية مستقلة بعد مقتل سليماني”.