تشهد هيئات ودوائر وزارة الدفاع ومختلف المناطق والمحاور والوحدات العسكرية فعاليات متواصلة لتدشين العام التدريبي الجديد بآليات وبرامج وخطط موحدة، تؤكد المستوى الذي وصلت إليه قواتنا المسلحة من الجهوزية القتالية والمعنوية والبناء التنظيمي والهيكلي والضبط والربط العملياتي والمعلوماتي، كما تظهر الحرص على بناء وتأهيل الجندي، على كل المستويات بدنياً ومهارياً ومعنوياً، ليشكل بحق الرقم الصعب، الذي يعول عليه في كل الميادين والجبهات.
ويحل 2020 ومؤسسة الوطن الدفاعية أفضل إعداداً واستعداداً، وأكثر تماسكاً وصلابة بما يؤهلها لتنفيذ المهام الموكلة إليها في أي زمان ومكان، ولتمضي إلى الأمام محققة كل الأهداف المنشودة.
وها هو شعبنا اليوم يرى قواته المسلحة وهي تعمل في الإعداد المعنوي والقتالي، فتبدو أكثر تماسكاً واستعداداً للدفاع عنه وعن مكتسباته وخوض المعركة الفاصلة مع من يحاولون سلب إرادته، وجعله مرتهناً للماضي من القوى الظلامية التي تسببت كثيراً في معاناته وألمه، وما زالت تمعن في غيها، إلا أن الكفيل بردعها هو من يسقي اليوم بعرقه ميادين التدريب والقتال، ومن يروي بدمه تراب الوطن، كيف لا وهو قد ارتضى إلا أن يكون أحد هؤلاء الأبطال، ممن ينتسبون للقوات المسلحة.
ويعلم أعداء الوطن بأن أهدافهم لن تتحقق إلا بضعف المؤسسة العسكرية، وأن قوتها وبناءها على الأسس العلمية الصحيحة هو ما يعجل بانتهاء مشاريعهم الصغيرة، فهذا التدريب والتأهيل وتخريج الدفعات المتتابعة هو ما يغيظهم؛ لأنهم يعلمون بأن القوات المسلحة لن تتهاون ولن تهدأ إلا بأن تكون في صف الوطن ومنجزاته.
هذه الإنجازات التي تحدث على الأرض، ما كان لها أن تتحقق لولا الرعاية والدعم، الذي توليه القيادة السياسية لمؤسسة الوطن الدفاعية، بقيادة فخامة رئيس الجمهورية، والإرادة الصلبة للقادة والأبطال الذين يمثلون أعلى مراتب التضحية والفداء بما يحملونه من ولاء وإخلاص للوطن، أرضاً وإنساناً، متسلحين بعدالة القضية والحق المشروع، الذي خرجوا في سبيله مكرهين دفاعا عن العرض والأرض أمام انتقامية المليشيا الحوثية وغريزتها الدموية التدميرية التي أحرقت الصديق والعدو على حد سواء.
إن المؤسسة الراسخة تستمد قوتها من ثقة الشعب ورعاية القيادة، وتجري جهود إعادة بنائها في ظروف استثنائية وزمن قياسي، استناداً إلى عقيدة وطنية خالصة وأسس علمية صحيحة، بعيداً عن الولاءات الضيقة وسلبيات الماضي.
ومثلما يصنع الأبطال المعجزات في الثغور ومواقع الشرف لدحر وتحرير ما تبقى من تراب الوطن من المليشيا المتمردة والجماعات الإرهابية، تصنع الأيادي الصادقة إنجازات أخرى في معركة البناء واستعادة المؤسسات والهيئات والدوائر والمدارس والكليات العسكرية.
وإن الجيش المولود من رحم الميدان وحمم المعارك والمعاناة، الذي تشرب التضحية والإخلاص لن يكون ولاؤه إلا للوطن والشعب والقيادة، ولن يخون العهد والشرف العسكري، وسيظل الرهان الآمن والضامن لاستعادة وتحقيق أمن واستقرار اليمن والمنطقة، والسبيل الصحيح لبناء دولة يمنية تضمن لشعبها الرفاه ولمحيطها العروبي الاحترام والسلام.