اعتادت المليشيات الحوثية على ارتكابها الجرائم المتمثلة في سرقة المساعدات الإنسانية أحد أبشع الجرائم التي ، طوال سنوات الحرب، مستهدفةً من وراء ذلك تكبيد السكان أعباء حياتية لا تُطاق.
اتهامات رسمية وُجِّهت للمليشيات الحوثية باحتجاز ونهب 440 شاحنة مساعدات غذائية وأدوية ومستلزمات طبية ووقود خاص بالمستشفيات في محافظات الحديدة وإب وصنعاء، منذ وصول لجنة المراقبين الدوليين إلى الحديدة عقب اتفاق ستوكهولم في 23 ديسمبر 2018 حتى نهاية ديسمبر 2019.
وقامت المليشيات الحوثية بنهب مساعدات طبية خاصة بشلل الأطفال وإنفلونزا الخنازير في عدد من المحافظات وببيعها للمستشفيات الخاصة بمبالغ كبيرة، ونهب مبلغ 600 مليون ريال تابع لمنظمة الصحة العالمية خاص بلقاحات شلل الأطفال في المحافظات الخاضعة لسيطرتها.
في الوقت نفسه، منعت الميليشيات الحوثية 120 موظفًا أمميًّا من الوصول إلى أحد مخازن برنامج الأغذية العالمي في الحديدة، والذي يحتوي على 51 ألف طن من المساعدات تكفي لأكثر من ثلاثة ملايين و700 ألف شخص لأكثر من ثمانية أشهر، وقصفت هذه المخازن ما أدّى إلى إتلاف كمية كبيرة من تلك المساعدات.
كما احتجزت المليشيات الموالية لإيران، 20 موظفًا تابعين لوكالة التعاون التقني والتنمية الفرنسية “ACTED”، بالإضافة إلى إغلاق مكاتب منظمات أممية ودولية في محافظات الضالع وذمار وإب وصنعاء، واقتحام مخازن المنظمات في محافظات ريمة وذمار والضالع، واحتجاز فريق منظمة الصحة العالمية في مطار صنعاء ومصادرة أجهزة مستلزمات خاصة بالمنظمة، إضافة إلى قيامها بمنع وفد أممي تابع لبرنامج الأغذية العالمي من زيارة تعز.
جريمة أخرى ارتكبتها المليشيات الحوثية تمثَّلت في التدخُّل السافر في العملية الإنسانية، من خلال فرض رسوم 20% من أي مشروع تنفذه الأمم المتحدة لصالح ما يسمى المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي، الذي قامت بتأسيسه.
هدفت هذه الجرائم الحوثية في المقام الأول إلى إطالة أمد الحرب وذلك عبر تكبيد السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها أثمانًا فادحةً على الصعيد الإنساني أو الحياتي.
وعلى إثر سرقة المساعدات وإتلافها والتضييق على عمل المختصين بها وغيرها من مثل هذه الانتهاكات الحوثية، فقد وُضِع اليمن على رأس دول العالم في الأزمة الإنسانية التي يواجهها، حيث وصلت إلى أنّ 24 مليون شخص بحاجة لمساعدات إنسانية، بما يعادل 80% من السكان.
في الوقت نفسه، أهملت المليشيات الحوثية القطاع الصحي إلى حد بعيد، ولم ترحمه من اعتداءاتها المروِّعة، ما تسبَّب في ظهور أمراض وأوبئة كانت قد اندحرت منذ عقود، وعلى رأسها الكوليرا والملاريا والحصبة.