يصفه البعض بصاحب الطلقة الأولى في وجه المليشيا الحوثية، والبعض الآخر بأنه كان حائطاً في الدفاع عن الجمهورية، أما هو فلا يعرف نفسه ألا بجندي وهب روحه رخيصة في سبيل وطنه ودينه، فحافظ على قسمه وشرفه العسكري، وكان واحدا من قلائل الضباط الذين لم يتنازلوا عن معركة الشرف والبطولة ضد المليشيا الانقلابية والمشاريع الصغيرة؛ فكان اللهب لشرارة المقاومة في تعز، وبعد ذلك شارك بشكل فعال في إعادة بناء المؤسسة العسكرية قبل ان يلقى ربه شهيدا.. في هذا الاستطلاع تستعرض ” آراء عدد من قيادات الجيش في تعز عن مناقب ومآثر وبطولات الشهيد العميد الركن الحمادي، وإسهاماته في تحرير معظم المحافظة.
اللواء الركن/ خالد فاضل قائد محور تعز نعى العميد/ الحمادي، واعتبر رحيله ألماً قاسياً وقهراً جسيماً، فقال: “يعد فقدان العميد الركن عدنان الحمادي خسارة لرمز وطني، وفاجعة هزت سماء تعز، وخبراً صاعقاً تمنى كل يمني عدم سماعه؛ لأن ألماً قاسياً وقهراً جسيماً اكتنفنا فور تلقينا هذا الخبر المر الذي نال ركناً محورياً، وجبلاً شامخاً، وقمة عالية من قمم تعز الراسخة”.
وأضاف: كان العميد الحمادي بطلا شجاعا، ورائدا من رواد تأسيس الجيش الوطني في تعز، وواجهة صفحات النضال والشرف في تاريخ الدفاع عن الجمهورية التي جادت بها تعز في السنوات التي مضت، حيث يعد هذا القائد الوطني رجلاً بطولياً بزغ في لحظة سقوط وتهاوي الكثير من القيادات العسكرية، لكن أرض اليمن السعيد ليست شحيحة ولا معدمة بإنجاب الرجال الأبطال والنجباء ورموز الشرف والبطولة والكفاح أمثال الهامة الوطنية والقائد الفذ الشجاع فخر كل يمني حر صاحب القيم والمبادئ الجمهورية والوطنية، وعميد الجيش الوطني في تعز عدنان الحمادي”.
اللواء فاضل سرد مراحل كفاح ونضال فقيد الوطن، واعتبر رحيله خسارة جسيمة، فقال: “إن المصاب كبير والفاجعة قاسية والخسارة جسيمة في رحيل البطل العميد الركن عدنان الحمادي قائد اللواء ٣٥ مدرع الذي أعاد للجيش الوطني اعتباره، وللشرف العسكري قيمته، ولكل يمني حر هويته، باعثاً فينا روح النضال والكرامة والأمل والاعتزاز بقيم الجمهورية والاستبسال، وجعل الدفاع عن تعز واليمن مصيراً حتمياً لا تهاون ولا تخاذل في هذه الحقيقة المطلقة التي أرعبت مليشيا الحوثي، وأنهكت قواه، لقد كان للشهيد البطل مع قلة قليلة من رفاقه شرف إنشاء وتشكيل نواة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز بادئاً مسيرة خالدة من النضال والكفاح الجمهوري ضد خصوم الجمهورية والثورة ليصبح اسماً لامعاً ونجماً ساطعاً يشار له بالبنان في تعز وفي اليمن كلها”.
وأكد “إن قيادة محور تعز تعد الجميع بأنها ستبذل كل جهودها لمعرفة ملابسات حادثة الاغتيال الآثمة التي لم تتضح مجرياتها بعد، رغم بدء التحقيقات الفورية، والكشف عن ملابسات الأمر”.
فيما يرى قائد اللواء 17مشاة العميد ركن عبدالرحمن الشمساني، أن فقدان القائد عدنان الحمادي يعد فاجعة قاسية وخبراً مؤلماً وخسارة كبيرة لمؤسسة الجيش الوطني في تعز، وخسارة لكامل التراب اليمني، فاستشهاد هذا البطل الشجاع والرمز الوطني، الذي يعد رائدا من رواد تأسيس الجيش الوطني في تعز، وصفحة من صفحات النضال في تاريخ الدفاع عن الجمهورية التي جادت بها تعز في السنوات التي مضت.
وأضاف العميد الشمساني: “لقد كان الفقيد القائد الوطني بكل معنى الكلمة ورجلاً بطولياً بزغ في لحظة سقوط وتهاوي الكثير من القيادات العسكرية، والذي لا يجهل أحد منا دوره البطولي النادر، ورحيله يعد خسارة كبيرة لتعز ولليمن”.
العقيد منصور الحساني رئيس عمليات اللواء 22ميكا قال: “تعز اليوم تفقد وتودع بكل حزن وأسى واحداً من أبرز قاداتها الذين كان لهم دور بارز في تشكيل نواة المقاومة الشعبية والجيش الوطني الذي شكل حائط صد منيع أمام المليشيا الحوثية الانقلابية في تعز”.
وأضاف الحساني: “كان لي شرف القتال إلى جوار العميد الركن عدنان الحمادي في جبهة الضباب، وعرفته مقاتلاً مخلصاً لا يهاب شيئاً حين يتعلق الأمر بالدفاع عن الوطن والنظام الجمهوري، وعزاؤنا اليوم كبير برحيل قائد استثنائي ستفتقده تعز بشكل خاص والمؤسسة العسكرية بشكل عام في ظل المرحلة العصبية التي يعيشها الوطن”.
الشيخ حمود سعيد المخلافي رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية نعى رفيق النضال العميد الركن عدنان الحمادي بقوله: “هذا البطل الذي كان من السباقين الأولين للدفاع عن تعز وعن الجمهورية في وجه المليشيا التي زحفت إلى تعز من أكثر من اتجاه، فيوم فر وتراجع الكثير كان العميد عدنان الحمادي من الثابتين في ميادين الشرف والبطولة تشهد له بذلك مدينة ومحافظة تعز وجبالها ومديرياتها, لقد كان نعم الرفيق ونعم القائد الشجاع، وقف في أحرج الظروف وأحلكها، ولا شك أن اليمن وجيشها الوطني ومحافظة تعز على وجه الخصوص قد فقدت برحيله واحداً من أشجع وأنبل أبنائها”.
وختم الشيخ حمود حديثة بالقول: “سلام الله على روحك الطاهرة أيها القائد اليماني العظيم، ونعاهدك أننا سنواصل المشوار الذي بدأناه سوياً حتى الوصول إلى الهدف المنشود.. إن العين لتدمع وان القلب ليحزن وإنا على فراقك يا عميد عدنان لمحزونون.. رحمك الله رحمة الأبرار، وجعلك مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا”.
أما الصحفي صلاح الجندي فقد تحدث عن مناقب العميد بعيداً عن الجانب العسكري فقال: “جميعكم يعرف عدنان القائد والبطل والمقاوم والشجاع، لكن قليل من يعرف عدنان الإنسان، المثقف سياسياً وعسكرياً وأدبياً وتاريخياً وفنياً، المثقف بالتاريخ اليمني و الخارجي، بالأمثال والأجيال والشعوب، وحكم ولهجات القرى.. جلسة واحدة معه كانت ستعرفكم من هو عدنان المتنوع حباً وحرفاً وثقافة وإنسانية ودهاء، لقد خسرنا بطلا مكتمل الأركان..”.
فيما قال الصحفي والمحلل السياسي وضاح الجليل: “ما يميز العميد عدنان الحمادي ليس فقط شجاعته ولا تصديه لمليشيا الحوثي وجيش صالح في وقت كان الجميع قد سلم بالهزيمة، ولا أنه توجه إلى ريف تعز لتأسيس مع رفاقه قوات عسكرية وطنية تدافع عن الجمهورية بإمكانيات بسيطة وأدوات قليلة.. لكن بإدراك عميق بجلال المهمة وعظمة الحدث وتعقيد اللحظة ثم نجح في ذلك”.
وأضاف الجندي: ” كان الحمادي عامل توازن داخل تعز وريفها، تجنب كل محاولات تجر تعز إلى مربع الفتنة، وإثارة الصراع في تعز، وناضل بكل قوته وذكائه من أجل منع انقسام الجيش، تحمل كل الإساءات الموجهة له، وفي نفس الوقت كان صريحاً ولا ينطق صراحته إلا في الوقت المناسب، ورفض محاولات المنافقين والمتزلفين والمبتذلين استغلال اسمه في صراعاتهم، مثل هكذا قائد يندر وجوده، لدينا الكثير من القادة الشجعان الوطنيين المهنيين الشرفاء المتواضعين، لكن عدنان الحمادي بما لديه من الشجاعة والوطنية والمهنية والشرف؛ لديه أشياء سنعرفها الآن..”.
الدكتور معن دماج قال: “لم تنتج حرب الشعب في مقاومة الجائحة شيئا، أو أحداً مثل عدنان الحمادي، المسألة تتجاوز تصدره وتصديه لتحالف الحوثي- صالح يوم أن ظن الجميع أن الأمر قد انتهى، وتتجاوز دوره في هذه الحرب، وتأسيسه ما أسميته من اليوم الأول نواة الجيش الوطني في أتون المعارك التي كانت تبدو يائسة ومحسومة سلفا”.
وأردف دماج قائلاً: “المسألة تتعلق ايضا وأولا بوعيه الوطني التقدمي والديمقراطي، لقد كان عدنان هو التعبير الابرز عن الوطنية اليمنية الحديثة التقدمية والشعبية في صفوف الجيش وحركة مقاومة الحوثي، الشجعان كثر وملء جبال اليمن وسهوله، وما أكثرهم في جيشنا المحاصر والمخذول-شجاعة وفداء وبذل جنود وضباط تركوا أهلهم جوعى ويظلون لأشهر بدون راتب، ويتعرضون لكل صنوف التعسف والظلم.. لكن وعيهم بخطر الحوثي وجرائمه أكبر من كل شيء”.
أما الناشط الإعلامي ياسين العقلاني فقال: “يجب ألا تمر حادثة اغتيال القائد العميد عدنان الحمادي كسابقاتها”.
وأضاف: “استغلال الحادثة واستخدامها في المراشقات الإعلامية، وإلقاء التهم جزافاً نحو هذا الطرف أو ذاك دون احترام لدم الشهيد القائد وتاريخه ونضاله يعد تتميع للقضية التي أصبحت قضية جميع أبناء تعز ورأي عام، ومحاولة لدفن الجريمة وتحويلها لمادة للمزايدة السياسية والمتاجرة بها، وهذه جريمة أخرى”.
وأوضح بأن “هناك من يريد أن يتخذ من دم الحمادي قميص عثمان، أو كدم الحسين، ولهذا يجب قطع الطريق عليهم من خلال التحقيق العاجل والعادل. الحمادي ليس شيخاً قبلياً ولا رمزا اجتماعياً، وإنما هو ابن المؤسسة العسكرية، وهي المعنية بمتابعة القضية والانتصار لدمه”.