احتفلت اليمن بالذكرى الـ52 لذكرى الاستقلال الوطني الـ30 من نوفمبر 1967م .
يوم خروج آخر جندي بريطاني محتل من بلادنا، وكان هذا اليوم العظيم أشبه بالعافية التي حلت بالجسد اليمني، وبالنور الذي أضاء أرجاء اليمن ككل وليس شطره الجنوبي فقط، والشمس التي أشرقت بضيائها ونورها على أرض السعيدة، يمر بنا هذا اليوم ونتذكر تضحيات الآباء وهمتهم العالية في نيل الحرية، وطرد المحتل إلى غير رجعة.
ونحن نمر بهذه الذكرى العظيمة في مثل هذه الظروف التي تمر بها بلادنا، كم نحن بحاجة اليوم إلى عزم الأحرار وهمتهم وصدقهم وشفافيتهم ونزاهتهم وإخلاصهم وحبهم لوطنهم ذلك الحب الصادق الذي امتزج بدمائهم فعملوا لله ثم للوطن متناسين مصالهم الشخصية أو الأسرية والعائلية والسلالية والطائفية والحزبية، عملوا لأمتهم ووطنهم حتى حققوا ما يريدون من ثورة كللت بالنجاح والانتصار، ما نحتاجه اليوم لكي نحرر بلادنا من الانقلاب بشقيه هو عزم وصدق وحب وإخلاص للوطن سابقا كما أشرنا، وتجرد عن كل مصلحة شخصية وتبعية خارجية على حساب الوطن والمصلحة العامة حتى نحقق النصر.
«26سبتمبر» أجرت استطلاعاً لنخبة من السياسيين والإعلاميين وسألتهم حول ماذا تعني لهم الذكرى الـ52 لـ30 من نوفمبر؟ وأين نجحنا؟ وأين أخفقنا خلال الفترة الممتدة من ذلك التاريخ وإلى اليوم؟ وما هي أبرز ألأمنيات التي يتمنون تحقيقها بحلول الذكرى الـ53 القادمة؟ فإلى آرائهم التي رصدناها في ثنايا السطور التالية:
بداية فصَّل أستاذ الفقه وأصوله في جامعة عدن د. عارف أنور العدني في إجابته، وتحدث بوضوح وصراحة حول تلك الفترة وما تلاها، حيث قال: «في الحقيقة ذكرى الـ30 من نوفمبر تمثل عندنا، بل عند كل يمني أمرين مهمين جدا، الأول: عقدي، وهو الخلاص من وطأة الاحتلال الذي جثم على جنوب اليمن قرابة 129 سنة، فهذا في الحقيقة عقيدة المسلمين الجهاد ضد المحتل، الأمر الثاني حقيقة يعشقها كل إنسان ليس اليمني فقط، بل كل البشر يعشق الحرية من القيود التي تكبل الإنسان، وهذه في الحقيقة التي كبلت الشعب اليمني طوال 129 سنة، فالحرية لا يوازيها شيء ناهيك أن تساويها، ولذلك كانت الفرصة عظيمة وكبيرة للشعب اليمني بأكمله».
أما الإخفاق.. حقيقة كان في عدم المحافظة على ذلك الإنجاز الذي سالت فيه دماء الأطهار من الذين أزهقت أرواحهم، وربما ذهبت أموالهم في الجهاد في سبيل الله، وإخراج المحتل، لم نحافظ على المنجزات التي أنجزها الآباء، فنرى اليوم كيف سلمت البلاد شمالا وجنوبا لأجندة خارجية تستبد باليمن بأكمله»!
وتمنى الدكتور العدني «أن لا تمر علينا الذكرى القادمة لاستقلالنا إلا ونحن نرى الحرية الحقيقية لليمن من الجماعات الانقلابية، والتي في الحقيقة تريد وأد الحرية للشعب بأكمله، وتجعله يعيش تحت وطأة أجندة خارجية لا تمت لليمن بشيء؛ لا عقيدة ولا سيادة».
واختتم أستاذ الفقه في جامعة عدن كلامه بتوجيه رسالة لبعض من تصدروا المشهد وأضروا بالوطن بقوله: «نقول لتلك الجماعة التي تخدم أجندة خارجية: هل أخذتم بأقل شيء من الوطنية للذود عن وطنكم؟! لأن كل ما يسئ إليه اليوم أصبح بعض الساسة وبعض القائمين على سدة الحكم مع الأسف- يفتقدون الوطنية، فنحن نطالب بإخراج مكنون الوطنية التي كانت موجودة عند بعض هؤلاء قبل أن يغروا بالمال وبالمناصب وبالجاه، فنقول لهم: مهلا مهلا باليمن.. مهلا مهلا بدماء المسلمين.. مهلا مهلا باقتصاد اليمن.. مهلا مهلا بسيادة اليمن.. مهلا مهلا بالحكومة الشرعية التي لم تستطع أن تعود أو تزاول عملها في اليمن».
وأضاف: «ونقول لهم: اتقوا الله في أنفسكم، ودعوا الخلافات وعودوا إلى طاولة مستديرة تظلها المودة والمحبة بظل إخوة الإسلام، وبظل إخوة الإيمان التي قال عنها رب العزة والجلال: (إنما المؤمنون إخوة)، فنوجه الخطاب إلى الساسة وإلى كل من كان على يديه أمر لهذه الأمة أن يتقي الله في نفسه، وأن يعلم أن الله عز وجل يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأن اليوم عمل بلا حساب، وغدا حساب بلا عمل، وكل سيقف بين يدي الله عز وجل الحكم العدل رب العزة والجلال، نذكرهم بالله لعلهم أن يفيقوا من سباتهم، ولعلهم أن يحسنوا ما أوكلت إليهم من أمور، فيرون فيه مصلحة البلاد والعباد».
لم يتحقق شيء
الصحفي والمحلل السياسي توفيق السامعي تحدث من جهته قائلاً: «دعونا نكون صريحين مع أنفسنا، ونشخص الواقع تشخيصاً موضوعياً كباحثين ومهتمين بعيداً عن الشعارات الفضفاضة والتعاطف غير الموضوعي.. بعد مرور 52 عاماً على الاستقلال وذكرى الجلاء لم يتحقق شيء مما كان يأمله اليمنيون من الثورة في شطر الوطن الجنوبي، بل العكس هو الصحيح، ما تم هو انتكاسة في عدن تحديداً التي كان ميناؤها يعتبر الميناء الثاني في العالم، فانتكست حركة الملاحة الدولية، ولم يستفد منها اليمنيون في شيء بعد أن كان يعتبر أهم مورد مالي للخزينة اليمنية».
وختم الصحفي توفيق السامعي حديثه بالقول: «عدن تحتاج مشروع دولة حقيقية ينهض بها بما فيها من مقومات استثمارية حقيقية متمثلاً بالموقع الجيوسياسي والاستراتيجي الذي لو تم استغلاله استغلالاً حقيقياً لدفع باليمن إلى مصاف الدول العالمية المتقدمة.. حقيقة نحن نلوك شعارات ثورية فضفاضة لا تسمن ولا تغني من جوع، وغيرنا يذهب بالمنفعة ويستغلها لصالحه».
تضحيات جسام
من جانبه قال الصحفي أنور المليكي: «في هذه الذكرى الخالدة أتذكر تلك التضحيات الجسام التي سطرها الأحرار في مختلف جبهات التحرر اليمني من الاحتلال الغاشم للوطن في جنوبه وشماله، والتي كان الهدف منها هو الحرية والكرامة، والعيش الرغيد لأبناء الوطن. فهذه الذكرى الغالية على قلوبنا جسدت لدى مدرسة نضالية جبارة نستلهم منها دروس صمود روادها في وجه التحديات الضخمة، حيث شكلت مرحلة تأسيس لدولة وطنية جامعة لأبناء الوطن عموما دون تمييز أو تفرقة بعد أن اختلطت دماؤهم الزكية في سبيل التحرر والكرامة، والذي كان هدفا مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً ببناء الدولة انطلاقا من بناء الإنسان والمجتمع، تعليميا واقتصاديا وغيرها».
وأضاف: «في ظل ما تعيشه البلاد حاليا من ظروف صعبة نستلهم من هذه التضحيات بألا نقف عند هذا المستوى من الطموح، حيث أن هذا الصمود لثوار فبراير والثورة اليمنية أعطى للثورة مفهومها الذي لا يتوقف بها عند مناسبة بعينها».
وأشار الصحفي أنور المليكي في حديثه عن النجاح والإخفاق قائلاً: «النجاح والإخفاق مرتبط ارتباطا وثيقا بمدى التقدير لتلك التضحيات التي سطرها المناضلون الأحرار، ولأن الوحدة الوطنية كانت هدفا سام يخطه الأحرار في تضحياتهم، نستطيع القول: بأن تحقيق الوحدة الوطنية هو التجسيد الحقيقي لأهداف الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، وهنا يكمن النجاح لهذه الثورة المباركة والخالدة، وتقديرا وطنيا لتلك التضحيات العظيمة، وحتى لا نحبط الأجيال فيما أخفقنا به حتى اللحظة نؤكد بأن المسيرة مستمرة والتضحيات والصمود مطلوبين من الأجيال الحاضرة والقادمة في تحقيق حلم الآباء والأجداد في بناء وطن واحد يتسع للجميع، ويسوده الأمن والاستقرار والرخاء».
وعلق المليكي أملا كبيرا في الاحتفال بالذكرى القادمة بقوله: «أملنا كما هو كان حلم أبنائنا وأجدادنا في أن نرى وطننا الغالي في مناسبة غالية قادمة أن يكون قد تجاوز المحنة الراهنة، والتوقف عن إراقة الدماء لأبناء البلد الواحد، وبدأ الانطلاق في توحيد الصفوف من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والانطلاق نحو البناء والتطور والنمو، ونرى كذلك وطناً يسوده التسامح والإخاء بين أبناء الوطن والتعايش السلمي بين شرائحه المختلفة».
لم الشمل
أما عضو رابطة علماء ودعاة عدن وعضو برنامج تواصل علماء ودعاة اليمن الشيخ جمال السقاف فتحدث بإيجاز قائلاً: «تمثل هذه المناسبة لنا، إشراقة ذلك اليوم الذي حقق الشعب اليمني فيه استقلاله وحريته، بعد تضحيات جسام، ونضال طويل، امتد لـ129 سنة، تجلت خلاله معادن الشعب اليمني رجالا ونساء، ونستلهم اليوم منه تلك التضحيات، لتمنحنا دافعا للحفاظ على مكتسبات ومنجزات ذلك اليوم العظيم».
وأكد الشيخ جمال السقاف «مدى حاجتنا اليوم لاستعادة ألقها وتحقيق أهدافها، من خلال توحيد الكلمة، ولم الشمل، أمام التحديات المعاصرة، والمحاولات الفاشلة لطمس أهداف ثورة 30 من نوفمبر، والعبث بمكتسباتها».
تعزيز دوافع النضال
الكاتب والمحلل السياسي محمد السمان عبر عن علو مكانة هذه المناسبة وقال: «تأتي علينا ذكرى الـ52 للاستقلال المجيد الذي توّج نضالات الأبطال والثوار الذين سطّروا أنصع صفحات النضال الوطني، وأروع السطور والملاحم البطولية، وحققوا حلم الاستقلال، وإجلاء آخر جندي بريطاني من عدن في الـ30 من نوفمبر من العام 1967م، وهذه الذكرى لها مكانتها في قلب كل يمني محب لوطنه ومؤمن بمبادئ النضال الوطني الذي قامت على أسسه ثورة 14 أكتوبر المجيدة متوجة بعيد الاستقلال المجيد الذي نعيش ذكرى بطولات ثواره وشهدائه الذين غرسوا في عمق الأرض اليمنية أحلامهم مشروع الدولة الوطنية، وأقاموها على أنقاض واقع سياسي مبعثر كان أحد أسباب استمرار الهيمنة الأجنبية، وفقدان السيادة الوطنية».
وتمنى المحلل السياسي محمد السمان ونحن نتذكر هذه المناسبة الغالية أن «نستلهم منها اليوم تعزيز دوافع النضال في ظل وجود مشاريع متعددة تستهدف اليمن في أمنه واستقراره وسيادته وتماسكه، فتستنهض العزائم والأحرار والمحبين لهذا الوطن لتتكاتف جهودهم من أجل النضال، واستعادة ما تبقى من تراب الوطن من أيادي الانقلاب الغاشم من قبل أدوات إيران (مليشيا الحوثي)، أو ممن ارتبطت مشاريعهم وأهدافهم بأهداف تفتيتية لتراب الوطن، ليبقى الوطن شامخاً عزيزاً بشموخ وإباء وعزة أبنائه ونضال أبطاله».
مسؤولية تاريخية
أما الكاتب والشاعر عبدالرحمن محمد الشريف فأشار إلى أن «هذه المناسبة بقدر ما تضعنا أمام تضحيات الآباء بكل فخر واعتزاز، هي تضعنا بالمقابل أمام مسؤولية تاريخية عن أكثر من نصف قرن مضى بعد التحرير لم نحقق فيه إنجازاً يذكر مقارنة بالشعوب الأخرى».
ونوه الكاتب الشريف أنه «بعد اتفاق الرياض يقف الجميع أمام مفترق طرق جديد، إما أن نستكمل السلام في اليمن كلها، ونضع حدا للحروب التي أهلكت الحرث والنسل، وإما أن نستمر في الدوامة التي مازلنا فيها، فنضيع وتضيع البلاد في مستنقع الأحقاد والثارات والحروب والفتن التي لا خير فيها لا للمواطن ولا للوطن، والجميع أمام مسؤولية تاريخية لا يعفى منها أحد، سواء الانقلابيون في صنعاء أو إخوانهم في عدن أو الشرعية بكل مكوناتها».
غرس المفاهيم والانتماء
وكيل محافظة لحج القيادي السابق في المقاومة هاني كرد استهل حديثه بالحديث عن أعمال الاحتلال التي تخفى على الجيل اليوم وقال: «أولاً لابد أن يتعرف الجيل على ما قامت به بريطانيا، حيث قام الاحتلال البريطاني بنهب وتدمير الآثار في عدن التي كان ينظر إليها قبل دخول القرصان هينس، وبحسب ما نقل إلينا الرحالة قديما، وكذلك من خلال رسم البرتغاليون لمدينة عدن تجدها مدينة مليئة بالقصور والمآذن القديمة والمدارس التي أخرجت العلماء، أين ذهبت هذه المآثر العظيمة التي عمرها تجاوز ألف سنة؟! أين أول مسجد بني في عدن وخطب فيه علي وأبو موسى ومعاذ؟! لم يتبق منه إلا منارة فقط عند البريد، أين وأين.. كل ذلك دمرته بريطانيا لتتمكن من طمس هوية وعراقة وتاريخ عدن ودورها الريادي».
ووصف وكيل محافظة لحج الذكرى المجيدة أنها «بمثابة نقطة التحول التي أرادها المناضلون الذين ضحوا من أجل استعادة الوطن المسلوب من قبل الاحتلال البريطاني الذي فرق الشعب، وزرع بينهم الأحقاد والفتن، وعمل على تجهيل أبناء الشطر الجنوبي من الوطن إلا من قلة فقط، أراد المناضلون من هذه الذكرى أن تكون نقطة الانطلاق من أجل بناء دولة يتعايش فيها الجميع، دولة تعطي المواطن حقوقه، وتقيم العدل وتعوضه عن سنون الظلم والقهر التي تعرض لها أثناء تواجد الاحتلال».
وفي إجابته على سؤال: أين نجحنا؟ وأين أخفقنا بعد 52 عاماً من الاستقلال؟ أجاب الوكيل كرد بالقول: «بعد 52 عاماً من هذه الذكرى نجحنا في غرس المفاهيم الوطنية والانتماء التي حاول الاحتلال أن ينتزعها من قلوب اليمنيين، ولكن هذه الذكرى كلما جاءت ذكرت الناس بالانتماء وحب الوطن والتضحية من أجله مهما كانت الظروف وقساوتها، وفشلنا في بناء الدولة المنشودة التي أرادها المواطن، دولة العدل والمساواة، الدولة التي يتساوى فيها الناس جميعا في الحقوق والواجبات، الدولة التي يجد المواطن فيها الخدمات، يجد الماء النقي والكهرباء والصحة والتعليم، دولة يستطيع المواطن أن يحاسب المسؤول على فساده وتقصيره، دولة فيها جيش وطني وليس طائفي ولا مناطقي ولا عائلي ولا.. ولا..».
وتمنى كرد أن «تأتي الذكرى القادمة وقد تحقق لشعبنا الخير والأمن والأمان، وتنتهي الحرب، وتحقق العدالة ومحاسبة المجرمين، ويتم تطبيق ما توافق عليه اليمنيون في مخرجات الحوار الوطني، وتطبيق الأقاليم من أجل بناء الدولة الاتحادية اليمنية المنشودة».
تثبيت مشروع الدولة الاتحادية
الإعلامي والكاتب السياسي مصطفى محمد القطيب قال من جهته: «توقعي أننا سنحتفل بالذكرى القادمة في كل اليمن بعد تحريره من مليشيا الحوثي الإرهابية، وبعد تثبيت مشروع الدولة الاتحادية في كل اليمن، وستعم الاحتفالات كل أراضي الوطن، وبحول الله تأتي الذكرى 53 لعيد الاستقلال واليمن يسوده الأمن والأمان والاستقرار والتنمية والمحبة بين كل أبناء الشعب اليمني شمالاً وجنوباً».
شعبنا وترابنا لا يمكن أن يقبل مستعمر
الإعلامية ابتهال المخلافي قالت من جهتها: «يعد الـ30 من نوفمبر يوما مجيدا، وذكرى خالدة وصفحة ناصعة في تاريخ اليمن، ففي هذا اليوم العظيم من العام 1967م تم طرد آخر جندي بريطاني مستعمر لجنوب الوطن الحبيب بعد فصول نضالية مشرفة قام بها أجدادنا، نفض من خلاله اليمانيون غبار الظلم والجور الذي جثم على صدورهم لأكثر من 100 عام، ليعلن للعالم أجمع أن شعبنا وترابنا وسماءنا لا يمكن أن تقبل مستعمر أو غاصب، وأنا ولدنا أحرارا، سنظل نحن أبناء هذا الجيل والأجيال القادمة نستلهم الدروس والعبر، ونتشرب صور التضحيات الخالدة التي سطرها الأوائل في سفر هذا اليوم الاستثنائي».
القادم أجمل
الإعلامي والمذيع في قناة اليمن عماد جسار أكد بالقول: «دائما العمل لصالح الخارج ينتج عنه فشل اللحظة في بناء اليمن، فمثلا في المحافظات الشمالية عادت الإمامة من جديد، وارتكبت أبشع الجرائم بحق الوطن والمواطن وهي لا تعد ولا تحصى، كل ذلك بسبب عدم إدراك الساسة الفاشلين مسبقا بهذه الكوارث، وغيرها من الجرائم التي ارتكبت بسبب التبعية وعدم إيماننا الكامل بوطننا، ما يجعلنا وبلادنا عرضة لكل صراع وعنف، بينما يتشدق علينا الآخرون، بسخرية وتهكم بأننا شعب صراع ومتخلف، وليس بناء وتنمية، بينما بلدانهم في نماء وتطور».
وتساءل الإعلامي جسار بالقول: «متى سنعي وندرك اللحظة الآنية لترك كل الانقسامات، وتتوحد الصفوف مستلهمين نضالات تاريخية من ثوار سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، والتي ضحوا فيها بدمائهم الزكية من أجل يمن قوي متماسك ذي طابع ومشروع جمهوري واحد، وليس مفتتاً كما هو اليوم؟! فقط نأمل أن يكون القادم أجمل».