يبدو ان مسا شيطانيا ركب المبعوث الأممي غريفيث، المهووس بجنون العظمة، تناسى أو أنه يتعمد إظهار التغابي امام الرأي العام الدولي عن مهمته ومسئوليته في الملف اليمني التي تنحصر في تنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي الخاصة بإزالة ومحو اسباب الحرب في اليمن المتمثلة بانقلاب مليشيا بقايا الامامة السلالية، أحفاد حلفاء جده “هنس” المستعمر البريطاني الجنسية يهودي العقيدة المذهب.
المعتوه غريفيث يتغابى عن مهمته في الملف اليمن وحدود مسئوليته التي تنحصر في الزام المليشيا الانقلابية في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وتحقيق مرامي المجتمع الدولي في الدعم والمساعدة للشعب اليمني لاستعادة شرعية مؤسساته الدستورية ومعسكراته المغتصبة من قبل مليشيا ارهابية انقلابية ومتمردة.. جماعة عنصرية كهنوتية، دخيلة على شعب الحضارة والتاريخ العريق الضارب جذوره في الأعماق والذائع الصيت في الآفاق.. مليشيا سلالية مقيتة وافدة على اليمنيين من خلف الحدود ومن غياهب القرون المظلمة والعهود الآفلة مع بزوغ فجر الحرية.
اي ان مهمة المسمى بالمبعوث الدولي إلى اليمن، تنحصر في تنفيذ قرارات مجلس الامن وفي مقدمتها القرار 2216، الذي نص بوضوح على الحلول الجذرية والناجعة للمشكلة اليمنية والحرب التي ألفت تلك الجماعة وحلفائها التكسب والتعيش من اشعال الحروب والصرعات بصورة مستمرة في اليمن والمنطقة العربية.. هذه هي المهمة التي اسندها مجلس الامن الدولي لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، تلك المنظمة المحنطة التي صار دورها مغيب ودون فاعلية عدا من مهمة القيام بدور المصحة النفسية، وكدار لرعاية المسنين والعجزة في نيويورك لتلك الانظمة الاستعمارية المكونة لهذه المنظمة المصابة بشيخوخة واطماع الانظمة التي أسستها كسلاح فتاك بيدها تستخدمه بدلا عن جيوشها المكلفة النفقات في استعمار ونهب ثروات شعوب العالم النامي؛ لا ان يغير مهمته هذه إلى رجل صانع لسلام على ورق ويحضر فقط في الإعلام وفي تقديم المبادرات الاستعراضية والبهلوانية؛ أو البحث عن حلول ساذجة وسخيفة، بعيدة عن الواقع يختلق لها المبررات والذرائع في محاولة منه إيهام الرأي العام الدولي استحالة تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وان استخدم لها وصفة سحرية، والتماس العذر لغريفيث في تغيب مهمته الرئيسية عن أجندة لقاءاته ومشاوراته من اللحظة الأولى لتولي منصب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن؛ والذي غير مهمته من تنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي ومساندة الشرعية اليمنية في استعادة مؤسساتها من الانقلابيين إلى اللهث وراء احلامه واوهامه ابائه في احياء المشروع الاستعماري والمخطط البريطاني في اليمن والمنطقة؛ واعادة مستعمرة العجوز الشمطاء الى اليمن مرة اخرى.
وبدا سفه المبعوث غريفيث واضحا من خلال تحركاته وتنقله بين عواصم دول المنطقة، وكذلك في إحاطاته التي يقدمها نهاية كل شهر إلى مجلس الأمن الدولي، والتي اعتاد فيها قلب الحقائق وممارسة الخداع والتضليل، والانحياز الصريح إلى صف مليشيا الحوثي الانقلابية باختلاق لها المبررات والذرائع والتغطية عن جرائمها ورفضها الانصياع لقرارات مجلس الامن وتنفيذ الاتفاقات الدولية؛ وحديث عنها بإيجابية بما يخالف حقائق الواقع، والتسويق الكاذب لنجاحات تعشعش في مخيلته هو يدعي احرازها في طريقه نحو انهاء الحرب وتحقيق السلام في اليمن.
آخر هذا السفه، ما تضمنته إحاطته الأخيرة الاسبوع الماضي، من مدح مفرط للمليشيا الحوثية وادعاء الايفاء بالتزامها فيما يتعلق ببنود اتفاق استوكولوهم في وقف اطلاق النار ونشر نقاط الرقابة المشتركة، بل ان ما يثير السخرية والاستغراب في آن معا، ما اورده في احاطته وهو يتحدث عن الاتفاق الموقع بين الحكومة والمجلس الانتقالي في الرياض بالقول: “لقد بدأنا نرى حاجة اليمن لنوع القيادة الذي يخلق السلام. فقائد السلام هو الذي يمارس فن التوصل للحلول الوسط، وتضمين الجميع، وهو الذي يشجع تفضيل التسامح على الاستحقاق. ونحن الآن نرى بعض الإشارات على وجود هذا النوع من القيادة، وأود، سيدتي الرئيسة، أن أفصل بعض الأمثلة على هذا في تلك الإحاطة”.
عن اي نوع من القيادة التي يقصدها غريفيث، ومن هو القائد الذي ظل هو ودولته بريطانيا -الحليف التاريخي للإمامة والمشروع الايراني- طوال السنوات الماضية يبحثان عنه؛ ويحتاجه اليمن في هذه المرحلة من وجهة نظر البريطاني غريفيث، حامل مخططات التمزيق لدول المنطقة والمشروع الاستعماري البريطاني في اليمن و الذي فشل تنفيذه في الماضي، ويرى هو ودولته إمكانية تنفيذه عبر نافذة المنظمة الأممية ومؤسسة الشرعية الدولية..؟!!.
هل يا ترى القيادة التي يحتاجها اليمن تتمثل في المعتوه، عبده الحوثي، وما علاقته باتفاق الرياض، الذي استبشر به غريفيث بانه خطوة نحو انهاء الحرب وتحقيق السلام، وهو تكمن أهدافه والغاية منه توحيد صف مكونات الشرعية في انهاء الانقلاب والقضاء على المشروع والمخطط الإيراني في اليمن والمنطقة.. ام هي خدعة اممية الهدف منها التخلص من اعباء التزامات قرارات الشرعية المؤيدة لشرعية اليمنيين ممثلة بالرئيس هادي، و المؤكدة على المرجعيات الرئيسية الثلاث للحل ورفضها انقلاب مليشيا الكيال الاعور” عبده الحوثي”..!
فغريفيث أثبتت بالبراهين والحقائق الدامغة انه إلى جانب مساعيه لجعل الحرب في اليمن مصدرا لاسترزاقه والتكسب له ولمنظمته الشائخة، وذلك من خلال اطالة امد الحرب، فهو يظهر كـ “السوسة” تنخر في حبات القمح لصالح الكيال الاعور- عبده الحوثي- ولأجل ذلك يسعى جاهدا الى تمزيق اليمن في سبيل تمكين بقايا الامامة الكهنوتية، حلفاء مشروع المستعمر البريطاني من العودة إلى حكم اليمن مرة اخرى، وفي الوقت ذاته تحقيق حلم العجوز الشمطاء لبلاده في السيطرة على الموقع الجوستراتيجي لليمن وتمزيق وحدته الجغرافيا والاجتماعية.. متناسين أن أمر كهذا يعد أضغاث احلام أمام الشعب اليمني، صاحب الرصيد النضالي العتيق في مجابهة المخططات الاستعمارية.
وأعماه جنونه تلك النضالات الكبيرة والمعارك الاسطورية التي سطر فيها الشعب اليمني أعظم البطولات في مواجهة المستعمرين ومخططاتهم من أجداده وابائه في الأمس القريب؛ حينما لقن اليمنيون جيوشهم واساطيلهم دروسا قاسية وهزموا مستعمرتهم التي جاءت غازية اليمن وهي تحمل وسام” المستعمرة التي لا تغيب عنها الشمس”، فجرعوها الهزائم واخرجوها تجر خلفها اذيال الهزيمة، ودفن مخططاتها ومشاريعها الاستعمارية في اليمن الى الابد، يوم الاستقلال الوطني- الثلاثين من نوفمبر 1967م- الذي نحتفي اليوم بذكراه الـ 52.. غادرت اساطيل وجيوش المستعمرة المجهزة بأحدث الاسلحة والة الحرب العصرية، مذلولة مكسورة، وهي تحمل لقب جيش العجوز الشمطاء، بعد ان مرغ اليمنيون انفها وركعوا كبرياءها في تراب ارض اليمن الطاهر الذي يأبى ان تدنسه اقدام غاز او مستعمر.