حرمت الحرب الدائرة في اليمن العديد من السائحين الذين كانوا يتوافدون إلى منطقة السمسرة على بعد 50 كيلومتراً من مدينة تعز ليشاهدوا شجرة «الغريب» وهي تلك الشجرة التي يناهز عمرها 1500 عام، حيث كانت منطقة السمسرة، المحاذية للطريق الرئيس الذي يصل تعز بمدينة التربة مزاراً في أوقات السلم.
والسمسرة منطقة صغيرة تتوسط عدة قرى ريفية وتعتبر سوقاً يومياً لأبناء تلك القرى، وجعلت منها شجرة الغريب التي تعرف أيضاً بـ«الكولهمة»، إلا أن اسمها العلمي هو ( Adansonia digitata ) أحد أشهر المزارات السياحية وأعجوبة من عجائب الزمن.
حيث يقال إنه لا يوجد لـ«الغريب» مثيل في العالم وقدر الباحثون عمرها بأكثر من 1500 عام، ويبلغ محيطها اكثر من ( 53 متراً ) وارتفاعها يزيد عن ( 14 متراً ) وتتفرع جذوعها وجذورها لتغطي مساحة ( 10 امتار ) في جميع الاتجاهات.
والشجرة بطبيعتها تشكل آية في الجمال والإبداع ومصدر إعجاب السواح والزوار الذين كانوا يتوافدون من جميع أنحاء العالم لمشاهدتها.
قصص وأساطير
ونسجت حول شجرة الغريب الكثير من الأساطير وكانت هذه القصص من أسباب تسمية الشجرة بـ «الغريب» حيث تقول الحكايات التي يرويها حارس الشجرة ( الحاج علي عبده ) لـ «البيان» إن الشجرة تثمر 3 ثمار فقط في كل عام، وعندما تثمر يأتي شخص مجهول ليلاً يأتي لأخذ الثمار ويرحل ولا يعلم عنه شيء ومن هنا جاءت أصل التسمية «شجرة الغريب».
وأضاف «علي» إن الشجرة تدور حولها الكثير من الأساطير منها أن ثمارها علاج فعال لـ «العقم» وأن الكثير يعتقدون أنها شجرة مباركة لذلك يزورها الكثير من الأمراض والباحثين عن الحاجات مثل الزواج والكثير من حاملي فكر الخرافة.
إهمال بسبب الحرب
قامت الحكومة اليمنية بعمل تحسينات المنطقة المحيطة للشجرة قبل 10 أعوام، ولكن مع اندلاع الحرب عانت الشجرة من الإهمال وتوقف نموها على المستوى الأفقي ويرجع ذلك بحسب المهندس الزراعي «دماج نصر» لـ «البيان» إلى الإهمال الذي تعرضت له الشجرة وعدم الاهتمام بها وإصابتها بعدد من الأمراض التي منعت وصول الماء على الكثير من الفروع والأغصان وهذا أدى إلى توقف نموها.