بنفس الكم الهائل من الاهتمام الذي أولته دولة الإمارات العربية المتحدة للجهود العسكرية لاستئصال بذور الإرهاب المتمثّل في مليشيا الحوثي على مدار السنوات الماضية، فإنّ لم تغفل يوماً واحداً الاهتمام بالجانب الإنساني لانتشال الملايين من براثن الأزمة الإنسانية.
ففي إطار برنامج دعم المرأة وتنمية المجتمع في الساحل الغربي، قامت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بالاحتفال بتخريج 55 متدربة في مجال الخياطة والتطريز من المشغل النسوي في مدينة الخوخة بمحافظة الحديدة.
وخلال حفل التكريم، أشادت كلمات الضيوف بجهود دولة الإمارات عبر ذراعها الإنسانية الهلال الأحمر في إعادة ترميم وتأهيل وتأثيث هذا المشغل النسوي وتجهيزه بكل المستلزمات التي تؤهله لتنمية المرأة .
وأقيم معرضًا خاصًا احتوى على منتجات المتدربات خلال فترة التدريب التي استمرت أربعة أشهر بدعم من الهلال الأحمر الإماراتي.
وقال ممثل الهلال الأحمر الإماراتي في الساحل الغربي عبدالله الحبيشي، إنَّه تمَّ منح المتدربات ماكينة خياطة لكل متدربة لينتقلن إلى سوق العمل كأسر منتجة، وهو الهدف الأسمى لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ويسعى الهلال الأحمر الإماراتي جاهدًا بهذه البرامج إلى تنمية قدرات المرأة ودعمها اقتصاديًّا من خلال إكسابها المهارات ودعمها بالأدوات التي تحتاجها في سوق العمل.
وبحسب الحبيشي، فإنَّ هذه الدفعة باكورة دعم الهلال من المشغل النسوي، مع الاحتفاء بالدفعات تلو الدفعات ليتحولن إلى أسر منتجة تتمكن من إعالة نفسها.
من جهتها، عبّرت مديرة المشغل آسيا عمر دوبلة، عن سعادتها بتخرج الدفعة الأولى بنجاح، مؤكّدةً أنّ دولة الإمارات تمكنت خلال فترة وجيزة من وضع بصماتها الإنسانية في مختلف القطاعات على طول امتداد الساحل الغربي.
وفي السياق، عبَّرت عددٌ من المتدربات عن بالغ سعادتهن بتخرجهن واكتسابهن المهارات التي تمكنهن من إعالة أنفسهن وأسرهن، ونقلن بالغ الشكر والامتنان لدولة الإمارات وذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر على الجهود الكبيرة والدعم السخي في دعم وتنمية المرأة بمختلف القطاعات.
وفي 15 أغسطس الماضي، أعادت الجهود الإماراتية الحياة إلى المشغل، بعدما كان قد توقّف العمل به منذ سنوات بعد أن طاله الإهمال الحكومي تارةً واجتياح المليشيات الحوثية تارة أخرى.
المشغل يضم صالةً واسعةً للخياطة وقاعات تدريب ومكاتب عدة للإدارة، وقد تمكّن الهلال الأحمر الإماراتي من إعادة افتتاحه بعد ترميمه وتأثيثه وتزويده بكل التجهيزات والأدوات اللازمة لتشغيله، لتعود الحياة إلى أحد أهم المشروعات التنموية في المدينة.
وبعد إكمال المتدربات لدورتهن والتأكُّد من إجادتهن للعمل، تُمنَح كل واحدة منهن مكينة خياطتها الخاصة بها مع الأقمشة وأدوات التطريز وكل ما تحتاجه لإقامة مشغل مصغر في بيتها ومن ثم مزاولة عملها من بيتها دون الحاجة إلى الدوام اليومي في المشغل الرئيسي.
ويقوم المشغل بتدريب العاملات على خياطة عددٍ من الملبوسات النسائية كفساتين الأعراس والأزياء الشعبية وبدلات الأطفال، وتعلُّم رسم التشكيلات والنقوش على الأقمشة بطرق إبداعية، بالإضافة إلى الحقائب المطرزة والتحف الفنية.