المناضل اللواء عبد الله قائد جزيلان نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، من ابناء محافظة (الجوف) مديرية برط العنان , ولد في مدينة تعز عام 1936 م ودرس القرآن الكريم بمدرسة الأحمدية ، وكان ضمن طلبة البعثة الطلابية الذين سافروا إلى لبنان 1947م؛ لإكمال الدراسة الابتدائية، ثم انتقل مع زملائه لإكمال الدراسة الثانوية في مصر مدينة بني سويف عام 49 م، التحق بعدها بالكلية الحربية بالقاهرة وتخرج منها عام 1955م – بعد عودته إلى الوطن في العام 1956م التحق بالكلية الحربية، وعين أركان حرب لها ثم مديرا لمدرسة الأسلحة.. قاد البطل عبد الله جزيلان حملة للدفاع عن البيضاء امام الاعتداء البريطاني الذي كان يحتل جنوب البلاد، عين بعدها مديرا للكلية الحربية ومدرسة الأسلحة.
ليلة الثورة كان هو من أعطى إشارة الانطلاق للثوار للهجوم على قصر البشائر .
ويقول اللواء جزيلان:
وضعت خطتنا للتحرك تمهيداً لقيام الثورة وإعلان الجمهورية على النحو التالي:
– محاصرة وقصف قصر البشائر واقتحامه بعد ذلك، وهو مقر البدر.
– السيطرة على الإذاعة وإعلان الجمهورية ومبادئ الثورة.
– القبض على قادة الجيش.
– محاصرة قصر السلاح ومحاولة الاستيلاء عليه كانت هذه هي الخطة التي وضعتها، وسنرى مع تطور الأحداث كيف نفذت رغم وعورة الطريق الذي كنت أسير فيه، فقد كنت مؤمناً بالشعب وبحقه في الحياه الكريمة، واثقاً من هؤلاء الشباب المصممين على النصر أو الموت فداء للوطن وحريته.
وبدأ البدر يشك في ولاء من حوله فسحب رموز الشفرة من العقيد عبدالله الضبي وسلمها للسيد احمد شرف الدين.. كما حلقت طائرة صغيرة «ايركمندر» في سماء صنعاء كانت تقل عبدالملك العمري المعتمد الخاص عند الامام احمد في جميع شؤونه، وتوجه فور وصوله لمقابلة البدر ليحذره من خطورة الموقف، وتردي الاوضاع، وان هناك محاولة انقلاب تدبر في صنعاء ويتزعمها مدير الكلية الحربية ومدرسة الأسلحة عبدالله جزيلان
تقلد بعد الثورة مناصب عديدة، رئيسا لأركان القوات المسلحة، وزيرا للحربية، نائبا لرئيس مجلس الوزراء، ثم عين نائبا لرئيس الجمهورية ونائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة.
ومن خلال المهام والمناصب التي تقلدها.. قدم نموذجا مثاليا في ترسيخ مبادئ الثورة وإرساء أسس الدولة وقواعدها ..وكان نموذجا في النزاهة والزهد ومحاربة الفساد وحماسه لمبداء المحاسبة.
نحن الآن واقفون على كتف عملاق سبتمبري خالص ..عبر وزملاؤه بنا إلى شاطئ الوعي والفكر، والتفكير، والعقل ليحرقوا وراءهم الكهنوت، والشعوذة والحروز، والطغيان السلالي.
لقد زرع فينا اللواء جزيلان وهج ، و ضياء التمرد على المستبد ونقتبس من وهجه نورا لمحاصرة الظلام والسواد.
وما زلنا الى الأزل نحتاج ايجابيته وعزيمته لنغير خط أمتنا المنحدر إلى الأسفل ، ولسان حاله أنه قد وصل بالثورة إلى المكان الذي ﻻ يستطيع أحد أن يطمسها أو يهزمها مهما تجدد الإماميون والظلاميون في أساليبهم وحيلهم في أي زمان ومكان.
لقد كان اللواء جزيلان غير مهتم لظهوره أو التكلم عن منجزاته ومعجزاته وصنائعه فهو عنده القناعة بما قدم وبما زرع ..لايملك مترا واحدا في وطنه ولا راتبا الى يومنا هذا..
ولكن مبادئ وقيم اللواء جزيلان الوطنية ورفاقه ﻻ يهمهم المقابل الشخصي والقيمة الفردية ، بقدر ما يهمه أن لا عودة لما قبل 26/ 9/1962م ، أن الدرس وصل وسيصل إلى الأجيال القادمة ..و ﻻ خوف على الثورة السبتمبرية الخالدة .
وبه ورفاقه ..ستبقى ثورة 26 سبتمبر ثورة يجتاز بها اليمانيون منعطفات الإمامة والكهنوت والاستبداد وظلمة الليل الداجي في كل الأزمنة!!
رحم الله اللواء عبدالله بن قائد جزيلان ورفاق دربه كان و مازال مصدر إلهام لأجيال المستقبل و منارة تنير الدرب لتضحياته وزهده و عزمه وعزيمته ووطنية وإخلاصه.. ولسان حاله ﻻ نريد منكم جزاء ولا شكورا..
في النصف الأخير من الستينيات اعتزل العمل السياسي وسافر إلى القاهرة حيث استقر هناك حتى توفي عام 2010م وتم نقل جثمانه إلى صنعاء وأقيمت له جنازة رسمية وشعبية كبرى ووري جثمانه الثرى في مقبرة الشهداء.. رحم الله البطل السبتمبري اللواء عبد الله قائد جزيلان الرحمة لشهداء سبتمبر ومناضليها ..