نشر موقع سبتمبر نت، تقريرًا ضم فيه استطلاع اراء القادة العسكريين وأمنيين حول الاحتفال بذكرى الثورة الغالية على قلوبنا جميعا، وماذا تعني لهم.
واعتبر القادة الثورة بمثابة الحاملة لراية الحرية والعدالة والمساواة والاستقلال لكل أبناء الشعب اليمني.
تعتبر الذكرى الـ57 لـ ثورة 26 سبتمبر 1962م المجيدة مناسبة عظيمة لكل أبناء الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه خصوصا قيادة الجيش الوطني وجميع منتسبي المؤسسة العسكرية التي تخوض اليوم معركة التحرير ضد المليشيا الإمامية البغيضة جسدوا خلالها انتصارا كبيرا لإرادة شعب بأكمله في قصص مدهشة تشابه تلك التي نقرأها في الحكايات الأسطورية إذا ما نظرنا إلى حجم التحديات والمؤامرات على المستويين الداخلي والخارجي والتي احيكت وسعت جاهدة لوأد الثورة الوليدة آنذاك.
في البداية تحدث وكيل وزارة الداخلية اللواء الركن/ محمد سالم بن عبود قائلا : لقد انطلقت ثورة 26 سبتمبر عام 1962م في محيط محكوم كلياً من البريطانيين في جنوب اليمن وأعوانهم من آل حميد الدين في شمال اليمن إضافة إلى من يدعمهم من دول الغرب وإيران الشاه وغيرهم، حيث انفقوا أموالاً طائلة وسلاحاً ومرتزقة لتطويق الثورة الوليدة والسعي لإجهاضها إلا أنها لم تكن ثورة نخب كما يحلو للبعض أن يسميها إنما هي ثورة شعب وتتويج ونجاح لانتفاضات وثورات سبقتها في 48 و55م وغيرها.
هزيمة البغاة والقضاء على الإمامة
موضحاً أن الشعب اليمني قد هب من أقصى أرض اليمن إلى أقصاها ليحمي ثورته الوليدة من محاولة الرجعية الإمامية البغيضة والامبريالية العالمية وأدواتها،ووقفت مصر العروبة بفرسانها الأشاوس وقائدهم البطل جمال عبدالناصر إلى جانب الشعب اليمني وانحازوا للحق المبين ضد حكم الإمامة المنغلق ودعموا الثورة بالمال والرجال، ولا ننسى أيضا دور العراق في دعم الثورة اليمنية العظيمة.
واستطرد اللواء بن عبود قائلاً: حاولت قوى الظلام ان تطفئ شمعة سبتمبر التحرير ولكن هيهات للظلام ان يطفئ نوراً أشعله الله بيد شعب أبي شامخ شموخ راسياته العالية، لقد هزمت ثورة سبتمبر البغاة وانتصرت رغم كل ما أحاط بها من محن ومحاولات لإنهائها، بل أشعلت شرارة ثورة 14 أكتوبر المجيدة وطردت المستعمر البريطاني البغيض من أرض اليمن، ووضعت ثورة سبتمبر ضمن أهدافها تحقيق الوحدة اليمنية في إطار الوحدة العربية الشاملة فسبتمبر التحرير ثورة وطنية قومية بامتياز قدم الشعب لأجلها قرابين من الشهداء هم وقود شعلتها إلى الأبد.
دحرت وزلزلت عروش الطغاة
اللواء ركن مفرح بحيبح- قائد محور بيحان – الذي بعث في بداية حديثه برقية تهنئة بمناسبة حلول الذكرى السابعة والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة للمشير الركن/ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ونائبه الفريق الركن علي محسن صالح، وإلى وزير الدفاع الفريق الركن/ محمد علي المقدشي.
وأكد أن ذكرى سبتمبر المجيدة تهم كل أبناء الوطن الشرفاء كونها الثورة الأم التي دحرت عروش الطغاة، وقضت على المستبد الإمامي الكهنوتي إلى الأبد الذي تحاول اليوم مليشيا التمرد والانقلاب الإمامية أن تعيد الإمامة البغيضة من جديد، ولكن بإذن الله تعالى وعما قريب ستنتهي تلك المليشيا الإيرانية ومن يتبعها ودولة ولاية الفقيه لا يمكن أن تستقر في اليمن مهما كلفنا ذلك من ثمن.
مضيفاً: أن اليمن شعب واحد وديانة واحدة ومكانة واحدة زيدي وشافعي لا يمكن أن يفرق بينهم المشروع الإمامي الحوثي الكهنوتي البغيض الذي تنفذه بكل قبح وإجرام تلك المليشيا الانقلابية.
داعيا منتسبي القوات المسلحة والجيش الوطني أن يعودوا إلى حاضنة الوطن المتمثل بسبتمبر المجيد، والذود عن أهدافه السامية التي قدمت في سبيله قوافل كبيرة من الشهداء والجرحى.
نقطة تحول لليمنيين
العميد عبدالله الروحاني نائب دائرة الأشغال العسكرية في الجيش الوطني من جانبه قال بداية أهنئ القيادة السياسية والعسكرية وكل أبناء الشعب اليمني بهذه المناسبة الوطنية الغالية على قلوبنا جميعا.
موضحا أن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة كانت بمثابة نقطة تحول للشعب اليمني من الظلام إلى النور، ومن الجهل والتخلف إلى العلم والرقي.
وأضاف العميد الروحاني”أن ثورة 26سبتمبر كانت نقطة تحول كبيرة في حياة كل مواطن يمني من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب تمثلت في القضاء نهائيا على الحكم الإمامي الكهنوتي المستبد الذي عاث في الأرض الفساد وأهلك الحرث والنسل وعبث بكل شيء جميل ، والتحول إلى النظام الديمقراطي الجمهوري الذي حققه شهداء ثورة 26سبتمبر الأبطال بتضحياتهم وبطولاتهم الأسطورية التي خضبوها بدمائهم الزكية والطاهرة.
داعيا الجميع أن يكونوا تحت ظل الشرعية، وأن يعمل الجميع في خندق واحد من أجل استكمال تحرير الوطن من رجس ودنس المليشيا الانقلابية الإجرامية التي تحاول بشتى الطرق والوسائل أن تعيد الإمامة من جديد.
وقال العميد الروحاني: ” الوطن في هذه المرحلة الحرجة بأمس الحاجة لأبنائه المخلصين والشرفاء، بحاجة لليد التي تبنيه، لا لليد التي تهدمه، وأن المليشيا الكهنوتية التي انقلبت على الدولة ومؤسساتها المختلفة في الواحد والعشرين من سبتمبر من العام ألفين وأربعة عشر يوم النكبة المشؤومة في تاريخ اليمن واليمنيين كانت نقطة مظلمة في محاولة مستميتة منها للعودة إلى النظام الكهنوتي المتخلف والمستبد، لكن محاولتها وانقلابها واجرامها في حق الوطن وأبنائه لن يطول أو يستمر وأبطال الجيش الوطني لهم بالمرصاد، وعما قريب سيحرر الجيش الوطني ما تبقى من تربة الوطن الغالي وسنحتفل جميعا في ميدان السبعين في العاصمة الحبيبة صنعاء.
لن نتخلى عن أهداف الثورة
قائد العمليات المشتركة في الجيش الوطني اللواء صغير بن عزيز من جانبه أوضح أن ثورة 26سبتمبر مثلت الكثير للوطن والمواطن اليمني في تخليصه من الفقر والبطالة والجهل والمرض الذي فرضه المستبد طيلة حكمه.
مضيفا أن عيد ثورة 26سبتمبر المجيد هو نبراس نستضيء به جميعا في حياتنا العملية واليومية.
في سياق حديثه لـ”26سبتمبر ” بهذه المناسبة الوطنية الغالية قال: إننا في القوات المسلحة سنظل أوفياء لسبتمبر ، وأبطال سبتمبر ولتضحيات سبتمبر الخالدة، وسنظل أوفياء لوحدتنا اليمنية وكل أهداف سبتمبر العظيمة.
وإنه يجب علينا جميعا في القوات المسلحة الحفاظ على مكتسبات ثورة 26سبتمبر وأهدافها السامية ، ويجب علينا جميعا دحر المليشيا الكهنوتية الظلامية المتمردة التي انقلبت على أهداف الثورة اليمنية المجيدة.
وأضاف: أننا في القوات المسلحة لن نتخلى عن أهداف ثورة سبتمبر المجيدة، وسنظل أوفياء للوطن والثورة والجمهورية مهما كلفنا ذلك من ثمن.
مناشداً القيادة السياسية والعسكرية ممثلة بفخامة المشير الركن عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن أن يولي منتسبي الجيش الوطني جل الدعم والرعاية من أجل المضي قدما في تحرير ما تبقى من تربة الوطن الغالي التي ما تزال ترزح لوطأة وإجرام تلك المليشيا الكهنوتية والحفاظ على ثورة وأهداف ومبادئ سبتمبر المجيد.
الوجه المشرق لليمن
أما رئيس أركان قوات الشرطة العسكرية بوزارة الدفاع العميد الركن، سيف الزعزعي أكد على أهمية وعظمة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة التي مثلت العلامة الفارقة في حياة أبناء الشعب اليمني، واخرجتهم من جبروت وظلم النظام الإمامي المستبد الذي ظل يستبيح دماء وكرامة الإنسان اليمني على مدى سنوات طويلة من الكبت والقهر والظلم والطغيان.
وقال: إن ثورة سبتمبر العظيمة من خلال أهدافها التي خضبت بالدماء الطاهرة مثلت الوجه المشرق، والأمل القادم الذي كان ينشده المواطن اليمني في شمال الوطن وجنوبه في تخليصه من الذل والهوان المفروض عليه من قبل النظام الكهنوتي المتخلف.
وأضاف العميد الزعزعي: يطيب لي وعبر 26سبتمبر أن نهنئ قيادتنا السياسية والعسكرية ممثلة بفخامة المشير الركن عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن ونائبه الفريق الركن علي محسن صالح وإلى كافة أبناء الشعب اليمني بهذه المناسبة الوطنية الغالية على قلوبنا جميعا، ونؤكد لهم أننا في القوات المسلحة سنظل أوفياء لسبتمبر، وأهداف سبتمبر وشهداء سبتمبر، ولن نفرط بتلك التضحيات والبطولات مهما كلفنا ذلك من ثمن وإن كانت حياتنا فهي تهون من أجل الوطن وكرامته الذي سنبذل في سبيله الغالي والنفيس.
سنظل أوفياء لثورة 26سبتمبر
والعميد سالم الحداد قائد كتائب المدد المرابط مع أبطاله في جبهة قانية من جانبه قال: “من هنا من ميادين الشرف والبطولة من ميادين التضحية والفداء نسعى بكل إخلاص وتفان من أجل استكمال تحرير الوطن من رجس ودنس المليشيا الانقلابية الإجرامية التي تحاول اليوم بشتى الطرق والوسائل أن تعيد الإمامة البغيضة من جديد، لكهنا لن تستطيع أن تعيدها ولو كانت على جثثنا، وما تواجدنا هنا إلا وفاء لأهداف ثورة 26سبتمبر ولشهدائها العظماء الذين سطروا بتضحياتهم وثباتهم وبطولاتهم أروع القيم النبيلة، واستطاعوا أن يقضوا على الإمامة البغيضة ومخلفاتها إلى الأبد.
ثورة شعب وإرادة أمة
إلى ذلك قال عمليات لواء معسكر كوفل في مديرية صرواح غرب محافظة مأرب العميد الركن قاسم الشهاري: إن المؤامرات التي حيكت وواجهتها ثورة 26 سبتمبر 1962م المجيدة سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي كبيرة ومتعددة، فداخلياً نرى ان الجماعات الرجعية السلالية المتخلفة تسعى بكل ما أوتي لها من قوة لإجهاض هذه الثورة المباركة والدفاع عن مصالحها أمام مصالح شعب ووطن بأكمله معتبرة نفسها الطبقة الأعلى ومدعية الحق الإلهي في الحكم والسلطة بذاتها دون منازع.
وأضاف: لقد سعت تلك القوى إلى وأد الثورة اليمنية في مهدها بمؤامرات ودسائس وتحالفات مع بعض المشيخات والسلطنات في جنوب الوطن آنذاك والتي فضلت الارتزاق على الحرية وتلقيها أموالاً طائلة بعد ارتباط تلك السلطنات نفسها باتفاقيات مع المستعمر البريطاني.
وفي سياق حديثة استطرد قائلاً: ولا ننسى المؤامرات الخارجية، التي واجهتها هذه الثورة العظيمة من دعم مادي ومعنوي إيراني في مواجهة ثورة الشعب اليمني على التخلف والجهل والمرض والتبعية إلا أن إرادة الشعب العظيم كان لها القول الفصل حيث استطاعت هذه الثورة المباركة الانتصار على كل المؤامرات الخارجية والداخلية انتصار أقرب إلى الأساطير وعَبْر صراع طويل وصمود شعبي عظيم.
وتابع العميد الشهاري قائلاً: إلى جانب الدعم من رائد القومية العربية آنذاك الزعيم جمال عبدالناصر وإرساله قوات من الجيش المصري المساندة للشرفاء من أبناء هذا الوطن في شماله وجنوبه مقدمين كل أنواع التضحيات أمام قوات التخلف والرجعية والإمامية الزائلة.
مؤكداً أن ثوره الـ26من سبتمبر العظيمة صامدة لن تتزحزح لان أهدافها لم تقم على جماعة معينة أو فئة بعينها بل قامت على المساواة والعدل والحرية والاستقلال في ربوع الجمهورية اليمنية.
نقطة تحول مصيرية
من جانبه أكد العميد الركن علي أبو حاتم عمليات العمليات المشتركة أن ثورة 26 سبتمبر المجيدة عام 1962م شكلت نقطة تحول مصيرية في مستقبل اليمن وتاريخه.
وقال: لكن قبل ذلك كان هناك أحداث تاريخية سابقة للثورة السبتمبرية يمكن من خلالها فهم أحداث الماضي وأسبابه والتي أدت إلى اندلاع الثورة، ومسارات التحول على المستوى الداخلي والخارجي ، فمنذُ مطلع القرن العشرين ورغم تعدد دول الاستعمار وبنية النظام الدولي والثورة التكنولوجية وتقدم العلم وكذلك الأنظمة السياسية في العالم إلا أن العالم العربي -رغم كل ذلك- كان في حالة صراع بين النظامين الملكي والجمهوري.
وأضاف العميد أبو حاتم: اليمن بشكل خاص كانت الملكية أشبه بسلطة الفرعون، فلم يكن هناك ما يعرف بالملكية البرلمانية أو حقوق الشعب في اختيار من يحكمه أو أن يتمتع بأبسط الحقوق .. فقد كانت الإمامة نظام الحكم آنذاك، حكم سلالي لأسرة هم كل شيء في شمال الوطن، ظلت خلالها اليمن لعقود تعيش في كنف الاستبداد والاستعباد الإمامي الكهنوتي الرجعي ويعاني المواطن العبودية والفقر المدقع والجهل والمرض والتعذيب وانعدام أبسط احتياجاته المعيشية ومعزولاً عن العالم الخارجي ومغيباً حتى عن حقه في الحياة البسيطة.
لافتاً إلى أنه ورغم تعدد الأحداث الداخلية كان هناك عوامل خارجية ساهمت أغلبها سلباً وقليل منها إيجاباً في تاريخ اليمن.. حيث قامت العديد من الدول العربية للحيلولة دون نجاح الثورة وذلك بتقديمهم الدعم بمختلف أنواعه للملكيين الإماميين ضد الثوار، في الوقت الذي تقف تلك الدول مع دول الاستعمار الغربي -وفي مقدمتها الاستعمار البريطاني- بالولاء والخضوع والولاية.
واستطرد عمليات العمليات المشتركة قائلاً: ورغم ذلك إلا أن إرادة الشعب اليمني في التحرر من الاستعمار والاستبداد كانت بركاناً هائجاً يلتهم من يقف أمامه فانتصرت الثورة بتضحيات ووفاء الأحرار، مسنودين بموقف مصر الكنانة بشعبها وقيادتها وجيشها برئاسة جمال عبدالناصر والذي كان يصف تلك القوى أو الدول العربية وأنظمتها التي وقفت ضد اليمن وثورتها السبتمبرية بالأنظمة الرجعية المتخلفة.
وأرجع أبو حاتم انتصار ثورة 26 سبتمبر ضد كل المؤامرات الخارجية – وفي المقام الأول تلك التي حيكت ضد نجاحها في إنهاء الإمامة والسلالية والكهنوتية المقيتة- جهود الشعب وحلمه بالعيش الكريم وتضحيات المخلصين من أجل الجمهورية ورفضهم الذل والخنوع والعمالة والارتزاق، من أجل حياة وكرامة اليمن أرضاً وإنساناً.
مختتماً حديثه قائلاً: لقد مهدت الثورة السبتمبرية 1962م للثورة الاكتوبرية 1963م في جنوب الوطن ضد الاستعمار البريطاني وبذلك تكون الثورتان قد أفشلتا مخططات الغزاة، وانهكتا الكهنوتية ومن يريدون أن يكونوا أوصياء على اليمن وشعبها.