كشف تقرير عن استمرار المحادثات السريه بين الادارة الامريكيه ومليشيات الحوثي لتسقط الصرخه المشهوره الموت لامريكا الموت لاسرائيل
ومع استمرار هذه المباحثات وفق موقع سبتمبر نت تتبدد الصورة التقليدية التي عكفت مليشيا المتمردين الحوثيين المدعومة من إيران، على ترسيخها في الوعي اليمني منذ البدايات الأولى لنشأتها عن عدائية الجماعة لأمريكا كجزء من أدبياتها وشعارها، وتأخذ طبقاً لمراقبين بالانكماش نهائياً مع فضائح متوالية عن تواصل سري بين الخارجية الامريكية والحوثيين.
حيث كشف مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشرق الأدنى ديفيد شينكر خلال زيارة للسعودية، في (الخامس من أيلول/سبتمبرالجاري) أنّ واشنطن تجري محادثات مع المتمردين الحوثيين بهدف الوصول إلى حل للنزاع اليمني بحسب رويترز.
وفي وقتٍ سابق، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن الولايات المتحدة بصدد الإعداد لمحادثات مباشرة مع المتمردين لمحاولة وضع حد للحرب التي تسببت بأكبر أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.
التواصل سرّي ومستمر
ورغم إنها المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن محادثات مع مليشيا الحوثيين المدعومة من إيران، إلا أن الأنباء أكدت وجود تواصل مستمر ومحاط بسرية تامة بين الحوثيين والامريكيين.
في غضون ذلك، حرصت مليشيا الحوثي على نفي أنباء المحادثات مع إدارة ترامب، وزيادةً على ذلك دشنت المليشيا حملةً الكترونية تهاجم فيها أمريكا بغية التشويش على أنباء المحادثات السرية التي أكدها المسؤول الرفيع في الخارجية الامريكية.
وفي سياق ذلك، يقول الباحث اليمني ثابت الأحمدي في تصريح خاص لـ”26سبتمبر”، لولا الضوء الأخضر الأمريكي للحوثيين من وقتٍ مبكر لما كان الانقلاب من أساسه، وقد أعقبه عشرات اللقاءات السرية والعلنية.
وأكد الأحمدي إن المحادثات الامريكية الجارية مع الحوثيين في مسقط ليست بالأمر المستغرب، متسائلاً: حين يقال التقارب الأمريكي الحوثي، متى تباعدوا أصلاً حتى يتقاربوا؟. وأضاف “أنهم لبعض أقرب من حبل الوريد، يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا”.
فن الصفقات
الكاتب والباحث السعودي المهتم بالشؤون الأمريكية ياسر الغسلان من جانبه، أشار إلى تزامن نبأ المحادثات الامريكية مع الحوثيين مع حديث الرئيس الأمريكي ترامب عن قبوله عقد محادثات مع ايران بعد لقائه مع “رجل الصواريخ- كيم” زعيم كوريا الشمالية”.
موضحاً في تغريدة على حسابه بتويتر، أن هذه الحالة تختزل حقيقة سياسة ترامب التي ترتكز على “الصفقات” ولاتقيم شأناً للمبادئ، مضيفاً “من يقرأ كتاب الرئيس “فن الصفقات” يعلم تماماً أن كل شيء عنده متاح من أجل تحقيق الهدف، المبادئ جيدة إن كانت وسيلة للوصول، أما الالتزام بها لذاتها فلا معنى له”.
احتضان المشروع الطائفي
يشير مراقبون ومحللون في الشأن اليمني إلى حرص الحوثيين على تسويق انفسهم لدى الجانب الامريكي ضمن مساعي تثبيت وجودهم ومشروعهم شمال اليمن، وفي هذا الصدد، يشير الأكاديمي اليمني عبدالقادر الجنيد إلى إن المشوار ابتدأ في تلميع الحوثيين من قبل المحللين السياسيين الغربيين تزامناً مع التحركات الأمريكية وإعلانها فتح الحوار مع المليشيا في واشنطن.
وأشار الدكتور الجنيد”وهو مختطف سابق لدى مليشيا الحوثي” في صفحته على “فيسبوك” إلى أن التلميع يتمثل في التقليل من الدعم الإيراني للحوثيين، كما تدعم أذرعها في بلدان عربية أخرى، إضافة إلى المرجعية الدينية لهم بأنهم زيود وليسوا شيعة مائة في المائة، ناهيك عن إمكانية التقارب مع السعودية.
“الموت لأمريكا”
استهلكت إذا مليشيا الحوثي شعارات الاستقطاب التقليدية “الموت لأميركا.. الموت لإسرائيل” على نحوٍ دراماتيكي ولم تعد مكشوفة فحسب، بل تحولت إلى موروث رديء تسعى المليشيا للتخلي عنه، مقابل حصول قياداتها على مقعد في طاولة حوار أمام مسؤول امريكي، على أمل أن يشكل ما تتمخض عنه تلك المناقشات عن أي مكسب سياسي للجماعة.
وتعريجاً على التواصل الأمريكي بالحوثيين ومضامين الصرخة الحوثية، يقول الصحفي اليمني فهد سلطان، إنه لم يخب ظننا أبداً، أن الحوثيين أوقح وأكذب جماعة إرهابية في التاريخ اليمني كله.
وتابع: تقتل اليمنيين باسم عمالتهم لأمريكا واسرائيل، وتنفذ أجندة هذه الدول ووكلائهم في المنطقة حرفياً، مضيفاً” لن تجد أمريكا بعد تمرد القاعدة عليها مثل هذه الجماعة الإرهابية تضرب بها في كل اتجاه – كلب صيد – مقابل بقائهم وبقاء مشروعهم”.
خلص النظام الإيراني في طهران ومليشياته في دول المنطقة سواء “حزب الله الإرهابي” أو مليشيا الحوثي الانقلابية في بلادنا، الى أن “الشيطان الأكبر” أخٌ تلجأ إليه وتجمعهم معه الموائد المستديرة، والغرف المغلقة وهو ما يعطي خلاصة حول التوجهات الفكرية والسياسية للميلشيات ومشروعها المدمر.